samedi 14 novembre 2015

يحدث في كلّية الطّب بتونس : الأطبّاء المتربّصون الدّاخليون والمقيمون ضحيّة ابتزاز وهرسلة الحيتان الكبيرة!




يشكّل الأطباء المتربصون الداخليون و المقيمون  Internes et Résidentsالعصب الرّئيسي لقطاع الصّحة في جلّ بلدان العالم وخاصّة تونس إذ يمثّلون نسبة تفوق 50% من الإطار الطبي العامل بالمستشفيات الجامعيةCHU ويشرفون على إسداء الخدمات الطبية للمرضى بنسبة تفوق 90% وبالتالي يعتبر هذا الصّنف من الاطباء "تحت التّكوين"  طبقة الكادحين المستضعفين في مستشفياتنا بعد أن اختلّ التّوازن بين الواجبات والحقوق ليصبحوا عبيدا تحت رحمة أسيادهم فجلّ حقوقهم مصادرة ولو إلى حين  من طرف الحيتان الكبيرة وهم مطالبون بإنجاز كلّ الأعمال الطبية وغيرها خارج إطار صلاحيّاتهموخارج حصصهم...


 وضعية مقيتة موروثة ترتقي إلى شكل من أشكال الابتزاز والعبوديّة حيث يضطّر  الأطباء المتربصين الداخليين و المقيمين على تأمين الجزء الأكبر من الخدمات الطبية في ظروف صعبة وقاسية إذ لا خيار لهم في ذلك غير القبول بالواقع المرير  "برا هككا" والاستجابة للممكن والمستحيل "دبّر راسك" والعمل الإضافي الإجباري لتغطية النّقص والغيابات "ما تروّحش" بحكم تسلطن واستبداد الجهاز الطبي المشرف على تربصّاتهم.... فقرار إلغاء أو عدم المصادقة على التّربص النّهائي الذي يمكّن الطلاب من الحصول على شهادتهم الجامعية في الطب doctorat en médecineيبقى بمثابة الفأس المرفوعة لتحطيم مستقبل كل من تخوّل له نفسه الخروج عن طاعة الحيتان الكبيرة ... 


وضعية مزرية وضعت خيرة طلبتنا رهينة بيد جهاز طبي مريض ومستبدومستكرش لا همّ له إلا مصالحه الشخصية على حساب المجموعة الوطنية .... وجاء التّحوير المتسّرع والمتخبّط والعشوائي في المسيرة الجامعية للأطباء La mise en application de la réforme des études médicalesوالذي دخل حيز التّنفيذ هذه السّنة الدراسية 2015 – 2016  لتوظيفه كإنجاز  باهر في انتخابات المجالس العلمية القادمة من طرف عميد كلية الطب بتونسالدكتور أ.المحرزي ومدير التّربصات بالكليّة الدكتور م الجوينيرغم أنه يبقي المستشفيات في نقص الموارد البشرية لمدّة شهرينأو أكثر (نوفمبر و ديسمبر 2015  )وهذا غير مهم بالنسبة إلى أصحاب الحل والعقد!...تحوير كان بمثابة القطرة التي أفاضت الكأس والقشّة التي قصمت ظهر البعير وخاصّة على مستوى إقليم تونس أين توجد كليّة في الطب وحيدة لطغية احتياجات عديد المستشفيات الجامعية على خلاف بقية المناطق مثل سوسة والمنستير وصفاقس اين توجد كليّة طبّ لكل مستشفى جامعي ... وبذلك يكون الأطباء المتربصون الداخليون و المقيمون التّابعون   لكليّة الطب بتونس Faculté de Médecine de Tunis   مجبرين على تغطية كل احتياجات مستشفيات تونس الكبرى بامكانات بشرية جد محدودة واذا اضفنا الاختلال المسجل خلال شهري نوفمبر  وديسمبر 2015  يتضاعف العمل الموكل للطلبة المستضعفين بشكل يفوق طاقة التحمّل القصوى للبشر ... وبعد أن استنفذ الاطباء الداخليون والمقيمون جميع وسائل الاحتجاج العادية قرروا التصعيد ودخلوا منذ أسبوعين في إضراب عام مفتوح إلى حين إيجاد الحلول العادلة والمناسبة إذ لا مجال لاستعباد طلبتنا وقد ولدتهم أمّهاتهم أحرارا .


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire