lundi 23 novembre 2015

قضية الفوشيك بصفاقس : على الدّنيا السّلام الحُوتْ يَاكُلْ الحوت وُقْلِيلْ الجَهْدْ يموتْ!




تعتبر  قضية "الفوشيك" بصفاقس أكبر وأخطر ملفّات الفساد والرّشوة التي تورّطت فيها مختلف أجهزة الدّولة (جهاز القضاء - جهاز الديواني – جهاز القضاء) بعد الثورة وأكّدت على أن الفساد بلغ ببلادنا درجات غير مسبوقة يستحيل بعدها معالجته أو التّصدي له والخطورة أن الدّولة أصبحت تحت رحمة مافيا محترفة بعد ان كانت الدولة قبل الثورة تحكم سيطرتها على المافيا ... أواخر شهر مارس 2015 وبالتحديد يوم 26 منه نجحت عن طريق الصّدفة إحدى الفرق الأمنية في إماطة اللّثام عن أكبر شبكة تهريب في تونس مختصة في تهريب كل أنواع وأشكال وأصناف البضائع المحجرة والممنوعة وخاصّة الألعاب النارية "فوشيك" باستعمال مستندات الشحن المغلوطة والتصاريح المزورة وفي استغلال مقيت للتّسهيلات الممنوحة لأصحابمغازاتالتسريح  الديواني MAGASIN CALEوالتي مكنتهم من استباحة المعابر الحدودية وخرق كل القوانين ... ورغم ثبوت تورّط صاحب شركة TRANS CARGO-LOGISTIQUE(TCL) عادل الهماني عضو المكتب التنفيذي لمنظمة الاعراف UTICAوعضو لجنة مكافحة التّهريب في تزعم الشبكة الا أنه خرج منها كالشّعرة من العجين وليتمّ ايقافه لأيام معدودات واطلاق سراحه امام ذهول كلّ المتابعين لأطوار القضية بعد أن تدخّلت لفائدته جهات معروفة جدّ متنفذة وضغطت على قاضي التّحقيق المتعهد بالقضايا التحقيقية 43970/1 و 43972/1 و44035/1 بالمحكمة الابتدائية بصفاقس 1 (المتعلقة بقضية "الفوشيك") ونعني به القاضي محمد فوزي المصمودي .... تصوّروا صاحب الشّركة التي تعهّدت بالبضاعة المحجرة والممنوعة من تاريخ وصولها على شحنات متباعدة الى موانئ تونس (بنزرت – رادس – سوسة - صفاقس) وخزّنتها بمخازنها والى تاريخ حجزها داخل مخازنها بصفاقس (طريق سيدي منصور كلم 2  ) ونعني به عادل بن محمد المختار بن سالم هماني حرّ طليق يستحيل القاء القبض عليه من جديد (حيث نصّ قرار ختم البحث المؤرخ في 29 اكتوبر 2015 صراحة على أنه في حالة فرار) وغالب الظن انه سيظهر فجأة يوم المحاكمة او بعدها ليعترض ويعود الى بيته فرحا مسرورا .... 


وأما بّقية المشاركين وهم الحلقة الضعيفة في الشبكة فهم في السجن منذ شهر مارس 2015 ومن بينهم عون ديوانة مراد الفارسي وطارق عليلة عون حراسة ولطفي قطاطة مدير بشركة TCL  وعبد الرزاق عروس مصرح ديواني ومحمد دمق صاحب شركة مختصة في توريد الملابس الجاهزة ... والاسئلة المطروحة والتي سنتطرق لها في العدد القادم لماذا انحصر عمل القاضي في هذه المجموعة ؟  ولماذا لم يوسّع أعماله لتشمل كبار الاطارات الديوانية المتورطة خصوصا وان البضاعة مرت عبر عديد النقاط والمراكز والمكاتب؟  ولماذا ورغم طول فترة الابحاث توقّف القاضي المتعهّد عند ويل للمصلّين ؟ ولماذا احتفظ بزعيم العصابة عادل الهماني وعاد وأطلق سراحه ؟ وما علاقة تهريب الملابس الجاهزة بتهريب الفوشيك؟


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire