samedi 7 novembre 2015

قراءة سوسيو-نفسية في الوزير الغلام : عزل "البيوع"... دون إيداع و لا رجوع




كان  لزاما  وهو الذي ارتبط  الجزء الأول  من  اسمه باسم  سورة في القرآن  ورقمها 36 و الجزء  الثاني  من اسمه  باسم  أخرى لسورة نزلت  في القرآن  و رقمها 14  أن  يكون اسما على مسمى و أن  يتصف  بالصفات  المنزّلة  في  السورتين  و التي حدثت  بشخصيات  عظيمة عرفتها العهود الغابرة ... غير أنّ المسعى خاب والمنتظر غاب ... فبان متنكرا للولاّدة ميالا للوسّادة طبع ذاته " المهانة" بصفات أقرب منها إلى الخيانة...
500 الف يورو صبرة واحدة ومعه امتياز مجاني مفاده " تتعهد الحكومة التونسية بتوفير المعلومات التي تعتبر مفيدة للبنك"  أضف  إليهم لعب (البنك) دور المنسّق بين الوزارات والإدارة التونسية ويتعهّد بهيكلة الخطة الخماسية للتنمية في تونس  ويرتّب أولوياتها ...والأسوأ من ذلك أنّ العقد ذو طبيعة خاصة ويخضع للقانون الفرنسي ... فهل بعد هذا المس من السيادة الوطنية وتقويض مصداقية الدولة التونسية ومؤسساتها وسلطاتها مسّا و تقويضا... أفكلما أراد الشعب أن يتحرّر  تجد العملاء يشدّون وثاقه إلى المستعمر الأجنبي؟
 فتلك الفضيحة عرّته على حقيقته... سلخته عن جلده و بان على معدنه الرخيص ... وحرفيته في كيل المدائح والقصائد الغزلية كعميل للجهات الأجنبية...و فضيحة البنك الأجنبي  كانت بمثابة آخر تجليات بعد أعوام طويلة من الترويج للـحكم الأوروبي والتلميع الكبير الذي اجتهد في تقصيه لمصلحة لوبيات  المال   الأجانب حيث  تفاجأ هذا الوصولي، بأن  الإعلام أقصى طموحاته الكليلة واكتشف أن  شرفاء  البلاد و أحرارها استطاعوا أن يفكروا خارج سياق "كتاب  المستعمر"، وبأنهم وضعوا صدورهم في مقابل الرصاص، فهانت أرواحهم  من أجل سيادة البلاد و عزتها ...
 فالمعلوم ان الوزير الغلام خفت صوته برهة ثم عاد بعد ان نتف ريش العار مستغلا حالة التشرذم التي تعيش على وقعها البلاد ...و قام بقفزة ثورية بعد ان لوّن جلده من جديد ...عاد فظهر في  خطة وزير بهلواني يبيع الوهم من جديد  و يفنّد مساوئ النظام السابق و يتطاول على الشرفاء مدعيا انه كان أحد ضحاياه ... معلنا عزمه  على ركوب موجة الثورة التونسية في غزو رخيص  للميدان النفاقي بوجه أقل ما يقال عنه أنه كاذب ...ففي سرد لسمات قصيرة مختصرة له نؤكد أن الرجل  يعبد المال  عبادة بل يسجد له بل يخرّ له ساجدا متواضع الأداء هزيل العطاء دخيل على الاقتصاد  انتهازي المرجع  وصولي الأصل ...لا يخجل من نفسه تغيب عنه الشجاعة في عدة مواضع بل يفتقدها ولاء و طاعة وخضوعا إلى اولياء نعمته بل تحمله النرجسية  إلى التطاول بمزاح  على  رجال البلاد و العباد ...ليمرر نكهة "الضمار" الرديء الذي يحتويه ... حتى انه ظهر في عديد المرات خارج السياق.


  فمرة يظهر في صورة  و كأنه  شاذ من شواذ "جمعية  فرنسية مشبوهة " تسير اقتصاد تونس  عن  بعد  و مرة يظهر في صورة احد شراذم اليسار الفرنكفوني الذين يجدون في أنفسهم القوة بحيث يخرجون من جحورهم ويُعلون أصواتهم مهددين البلاد  و الحقيقة انه هو من  الذين  كان يفترض فيهم أن يصمتوا وأن يلازموا جحورهم وبؤرهم الموبوءة، وهو في الحقيقة من الغربان الذين  أصبحوا يكوّنون الأحزاب ويتهددون التونسيين ويسخرون من ثورتهم.وأن يكون أقصى ما يمكن أن يتكلموا به هو حمد الله  بعد أن جعلهم  التونسيون  في الحياة السياسية دون ان يقصيهم .
 و الحقيقة الدامغة ان  الوزير الغلام  ينحدر من حزب مكوّن من سقط المتاع من المنخنقة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع الا ما  رحم  ربي ، ومن مطرودي مختلف الأحزاب والتنظيمات الذين  ما فتئوا يتطاولون على من قضى عمره مناضلا وما عرف للهزل واللهو وقتا، بل ولب الغرابة أنهم ينتصبون لإعطاء الدروس في الوطنية والنضالية. هذا الحزب الذي يعج بحرفاء العلب الليلية كان  يريد  دائما أن يقنع الناس أنه قادر وجدير أن يتحدث في المبادئ ومصالح التونسيين. و يمكنه أن يبني مستقبلا مشرقا لتونس، ولم يقل لنا هؤلاء البتة  كيف لمن عهدناه هدّاما أن يكون بنّاء، و كيف لمن عهدناه خائنا أن يكون أمينا ولمن عهدناه نذلا أن يكون رفيعا ولمن عهدناه  لئيما أن يكون كريما....
إن أبحرنا في عالمه الأخلاقي أو الشخصي لا نجد فرقا بين ما يقدمه في وزارته  و بين ما يعيشه على أرض الواقع  و كنا نؤمن ان عمل يقوم هو بمثابة المرآة العاكسة لحياته الشخصية ...و إذ نترفع عن الانحدار الى عالمه المذهل و الى انتماءاته و نمسك ألسنتنا جيدا حتى لا نسقط في فخ التعدي وهو الذي أباح لنفسه أن يتعدى على حرمة البلاد و العباد  و ان  يبيعها  بيعة ضيزى ...فإننا لا نخجل من الاصداع بما يخالجنا داخليا تجاه  الوزير الغلام من إحساس فظيع  يترجم أننا نمقته  لاعتبارات عديدة  منها  انه نسخة مطابقة للأصل للطفي البحري.



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire