lundi 16 novembre 2015

عبر البرنامج الاجتماعي «عندي مانقلك" : تحوّل نوعي للتّلاعب والتّحيل من الخفاء إلى العلانية




كثيرا  ما أثار البرنامج الاجتماعي  (و منهم من  يقول  الثقافي  في  باب  كثر الهم  يضحك) المسمى ب"عندي  مانقلك"  الذي  يقدمه علاء الشابي  كل  ليلة جمعة على قناة الحوار التونسي اللغط وأسال  الكثير من الحبر من  خلال  النماذج  المقدمة والتي  تصل في بعض الحالات  إلى درجة الابتذال  والإسفاف مع ما  ينشره  من  غسيل العائلات عبر الأقمار الصناعية ...أصبح  الاعتقاد الواسع  لدى شريحة كبرى من  المتابعين  أنّ  مثل  هذه البرامج  لم يعد لها  مكان   في  الشاشة الصغيرة  بل  حتى أن  مقدم البرنامج  علاء الشابي  مل  تقديم مثل  هذا البرنامج  و راح  يبحث  له  عن سبيل  آخر لولا   أنّ قوى الجذب  التي  لا تؤمن  إلا  بنسب  المشاهدة أعادت للبرنامج الحياة و أصرت  على مواصلة إنتاجه  ...
 البرنامج في  حد  ذاته  حاد عن هدفه  و قلت  إمكانياته فتخلى عن كبرى القضايا منها  قضايا  البحث عن  الأقارب و الأحباب  و تقريب  ذات البين  و  تأليف صلة الرحم و إعادة  العلاقات  المبتورة  في  المجتمع  و ا هتم  بقضايا الإثارة  و أهمها    ظاهرة استهلاك  المخدرات و الزطلة حيث  فشلت  العائلة التونسية  في  تربية أبنائها  فلم  تجد من بد  سوى فضحهم عبر الشاشة الصغيرة .
كانت حلقة  الأسبوع الفارط بتاريخ الجمعة 6  نوفمبر 2015 قمة في الانحطاط  لا على اعتبار المادة المقدمة التي  لم  ترتق إلىانتظارات المشاهدين  رغم حجم كميات  الدموع  التي  ذرفوها  و هم يتابعون الحالة الأولى و نعني  بها   حالة الولد ذي  23 ربيعا الذي  استدعى أمه المطلقة مرتين  كي  تصفح  عه جملة تجاوزاته  التي ارتكبها و منها  طبعا  استهلاك المحظور ... حلقة  كانت الغاية منها  في  الظاهر رأب الصدع و إعادة الحياة إلى مجاريها بين الأم والابن  اللذين بانا و كأن الظروف  فرقتهما  بعد  كلل الأم و تعبها المضني  و الشقاء الذي  تكبدته جراء سلوكات ابنها ...قبل  أن  تنزل  المرأة لتعرف  من استدعاها إلى الحلقة تكهنت  قصدا أو عن غير قصد  أنداعيها أحد  من عائلة زوجها الأولالمتوفى  و كأننا  بها  تريد أن  تحشر عائلة زوجها  حشرا  و كأننا   بها  تريد  أن  توجه الحلقة إلى حيت  تريد ... و حتى بعد أن  اكتشفت  أن  من خلف الستار ابنها  أصرتإصرارا  و ألحتإلحاحاأن  يذهب  إلى جدته  وأعمامه و يعيلوه  على هم الزمان  و يرعوه فهي  لم  تعد  تستطيع الاهتمام  به و كانت تذرف  بين  الفينة و الاخرى  دموعا  تفاعلا مع  الدموع التي  ذرفها ابنها  الذي  ما إن تذكّره  الأمّ بعائلة أبيه  حتى يندفع   يعبر عن رفضه لها لكونها قد طردته و ظل  يتسكع  بين  المقاهي و المطاعم  و الشوارع  لا يعرف  له  مستقرا  ... و الحقيقة التي  علمتها الثورة نيوز  أن الفتى يقطنمعوالدتهولكنهما اتفقا على استغلال البرنامجلغاية  الإرث  منعائلةأبيه المتوفى و يقطن كليهما بحيالزيتونةصفاقس. و تشير المعطيات  إلى أنالأم و الابن اتفقا  فيمابينهماعلىحيلةفيالبرنامجالمذكورعلهمايلفتانظرجدته(أمأبيه) المتوفى   ليغنمانصيبهمامن   الإرث.... تلك الحقيقة  لاغبار ..  فالتحيل  اكتسح حتى المؤسسات الإعلامية و اكتسى صيغة العلانية  ... و التحيل  جعل  مشرفي البرنامج  يسقطون  في  فخه  بسهولة  فالقصة عندهم  لذيذة و  تثير الشفقة و تحرك السواكن  لدى المشاهدين و تثير العطف   بيد أن ما وراء  تفاصيلها  من تلاعب و تحيل  و استغلال الشاشة لغاية شخصية فتلك حكاية لا يفقهها الساعون وراء  الدمعة و الابتسامة و نسبة المشاهدة  ... و قديما  قالوا  التلفزة لا تحمي المغفلين ...



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire