mardi 13 octobre 2015

في مستشفى sionville بنابل : صور قاتمة ... أوساخ عائمة... و معاملات "غير ناعمة "




في لحظة فارقة أرهقهم المرض وتكالبت عليهم أوجاعه، فتوجهوا إلى الفضاء الصحي المعلوم ليخففوا عنهم قدرا ممّا يعانوه، إلا أن الإهمال وقلة الاهتمام كان لهم بالمرصاد فأصابوهم بما هو أسوأ ليصبح الوجع أوجاعا  والألم آلاما .
صحيح أن  القطاع الصحي في تونس "يعكز" و أن خطوات الإصلاح مازالت بطيئة كخطوات  السلحفاة و صحيح  أن الزيارات الفجئية التي يقوم  بها وزير الصحة سعيد العايدي  قد كشفت  الخور و ساهمت  بقسط في إزالة الكرب   و الإطاحة برؤوس البلاوي الذين استكرشوا دون إضافة  و لكن تبقى النقائص كبرى و المهازل اكبر و اكبر ...
يحملك  القدر الأحمق  الخطى   إلى مستشفى  سيون  فيل   بنابل hopital sionville nabeul   و أنت  تمني  النفس   ان  تجد  شيئا  يثلج   صدرك  لكن تتعمّق  الجراح  من  ذلك الفيديو   الذي  تداولته مواقع التواصل الاجتماعي و الذي أقل ما يمكن أن يقال فيه أنه صادم للمشاعر ومهين لكرامة للإنسان والمتمثل في  حالة شيخ مريض مقيم في مستشفى محمد الطّاهر العموري بولاية نابل، يعاني الأمرين وهو يحاول الزحف خارج فراشه الذي غمرته القذارة.... قلنا تحملك الأماني  و الأمنيات  ألاّ تجد  مستشفى sionville  ما رأته  عينك في  شقيقه  مستشفى محمد الطّاهر العموري   و تحدوك  رغبة في  رؤية فضاء  صحّي  يطيب التوافد  عليه  وتتوفر به  بعض  الخدمات  النبيلة الرائقة و فريقا  شبه  طبي  بشوشا  طيبا  لكن  هيهات  على اعتباران  كل الأمنيات  ذهبت  سدى و بلغ  سيل الخور الزُبى و لم  يعرف انخرام الأوضاع المنتهى...
أخذتنا الصدفة ليلا  إلى قسم   الجراحة مستشفى sionville  في  زيارة خفيفة لإحدى الأقارب  مع  تفقد  لحالة  الفضاء   في وقت  كان فيه المسؤولون الجهويّون نياما  أو هم  مغمضون  أجفانهم عما  يحصل  داخله ... فهناك  العزري  اقوى من سيدو  و سلوكيات و معاملات الإطارات شبه  طبية اقل  ما يقال  عنها خشنة  مبتذلة  ممجوجة بعبارات و ألفاظ نابية  لا تمت بصلة إلى ملائكة الرحمة  فلا  الجماعة ملائكة و لا هم يعرفون الرحمة  و أما  عن  النظافة فحدث  و لا حرج  فالصور  المقتطعة من  هناك  تدل على انحدار  مفزع للإنسان  و تساويه  مع  مرتبة الحيوان على اعتبار ان القسم أشبه ما يكون بالإسطبل  :مياه  جارية تسيل في الغرف و في الرواق  متسربة من  بيوت الراحة  مرضى في  حالة يرثى لها  دون عناية منهم من هو منبطح أرضا  متوسدا  حشاية رهيفة وضعت  في الرواق   و امتلأ الفضاء بالآهات  و الآلام  من كل  حدب  و صوب  دون  ان تتحرك  الإطارت شبه طبية تجاه من  يئنون لمعالجتهم  أو حتى لمواساتهم... كان  لزاما  ان  يكون  هذا القسم مريحا  طاهرا  طهورا  نظيفا  و كان  لزاما  ان يجعلوا فيه و به  أطارت شيبه  طبية رقيقة بأَنفُس المرضى  عَزِيزٌة و حَرِيصٌة عَلَيْهم بالمتألمين رَءُوفٌة رَّحِيمٌة  غير ان  العكس  هو السائد ... و رغم أهمية القسم  الذي  يؤمه  كل   مريض  أجرى عملية جراحية  و قد  يكون  الجرح  قابلا للتعفن  و قد تتعكر حاله النفسية و  بدل  ان يتماثل للشفاء  يزداد   مرضا و شقاء فانّ يد الاصلاح و الردع  لم  تشمله  و ظل على ما هو عليه من بؤس و تعاسة تشهد  جدرانه  على روائح  مقززة و خدمات  منفرة و أوساخ  عائمة  و  مظاهر قاتمة  لا  تستطيع مشاهدتها أو حتى البقاء به حتى برهة ...
 و الجدير بالقول  ان  مرضى  العائلات الميسورة و التي  سرعان  ما إن تلج  القسم  حتى تطالب  بمغادرته  لجأت إلى المصحات الخاصة و منها  مصحة "فيولات"  أما  بقية  فئات الشعب ضعيف  الدخل  فيتحمل  الهم  و الغم   رغم  انفه
  يبقى القول  انه لست  ادري  حقا  لماذا  كل هذه  اللامبالاة وماذا  يفعل  مدير المستشفى و أين السلطة الجهوية من  هذا الخور  الرهيب  ثم  أليس  من الأجدى لوالي  نابل الجديد ان  يقتدي  بوزير الصحة و ان ينزل من برجه  العاجي و  يجري  زيارة فجئية ليلية لبعض الأقسام الاستشفائية  في  هذا المستشفى  لعله  يساهم من موقعه  إلى تحويل هذا الفضاء  مخصصا لإيواء البشر ... آم  ان  ذلك  عليه   عسير ... في انتظار مبادرة من الأحرار... ترفع الهم و تقاوم الخنار  .


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire