شركة هبرة هولدينغ كورب HABRA Holding Corp في مهبّ الرّيح : إفلاس منتظر وضحايا بالآلاف وخسائر بالمليارات!

نهاية منتظرة لصعود صاروخي هلّلت له سلطة الإشراف (وزارة الفلاحة – وزارة التشغيل - ...) التي انساقت وراء إمضاء اتّفاقيات جوفاء مع شركة غريبة الأطوار وكذلك كان أيضا حال عديد الهيئات الوطنية والمنظمات المهنية... وضعية مقيتة ساهمت في توسيع رقعة الضحايا ومضاعفة قيمة الخسائر المادية وتراكم التداعيات المعنوية السلبية ...فلم تنفع لا هبرة هولدينغ كورب و لا هبرة إكسبرس و لا هبرة شوب و لا دبارة هبرةكما لم تتحول فرص الاستثمار في ميدان تربية الماشية وتسمين العجول إلى واقع ... جميعها "ماعون صنعة" للضّحك المستديم على ذقون المغفّلين فقط.

بتاريخ 25 اوت 2014 تمّ تكوين شركة مختصة في إنتاج وتوزيع وتجارة اللّحوم الحمراء Habra Holding برأس مال 800 ألف دينار (عدد معرّفها الجبائي 1364103J) وباعث المشروع ليس إلا الدّكتور المزعوم (قد يكون في اختصاص التحيّل والنّصب)بلقاسم الخرشاني صاحب الشركات المشبوهة التّالية الضالعة في الفساد والرّشوة (شركة UID METALS & CHEMICALS وشركة  UID SILOS وشركة United Investment&Development NAJAH.COM وشركة FIRAS INTERNATIONAL REAL ESTATE والقائمة طويلة ) وتمّ التّرويج إعلاميّا إلىأنّ شريكه ليس إلا رجل الأعمال السعودي المعروف محمد توفيق الصّانع (لا يوجد ثريّ سعودي بهذا الاسم!) وعلى أنّ الشركة الجديدة برمجت استثمارات ضخمة بمئات المليارات وستوفر 2000 موطن شغل وعدد 2500 نقطة بيع بالتفصيل وأنها ستعمل على التّحكم في تسعيرة اللحوم الحمراء وتخفيضها الى حدود 10 دينار / كلغ هبرة من خلال تمكين صغار المربّين من العجول المعدّة للتّسمين والعلف اللاّزم إلى جانب التكفّل بشراء كامل المنتوج... ترهات روّج لها بلقاسم الخرشاني عبر مختلف وسائل الإعلام المأجور ... تصوّروا غالبيّة الصحف والمجلات ووسائل الإعلام المرئية والمسموعة شاركت في الجريمة القذرة والاستثناء الوحيد كانت الثورة نيوز التي رفضت الانخراط في المشروع الشيطاني بل وعكست الهجوم وكشفت المستور قبل الأوان وهذا يحسب لنا فالتّاكيد على أن الشركة مختصة في التّحيل والتّنبيه لذلك لم يكن متوفرا إلا على صفحاتنا ولكن للأسف الشديد صوتنا لم يكن مسموعا بالقدر الكافي ! والنتيجة جاءت بسرعة وبعد حوالي 8 أشهر من الانطلاقة تم الاعلان غير الرّسمي عن إفلاس الشركة التي تلاعبت بالعقول ولهفت عشرات المليارات من المال العام والخاصّ....

جلّ الكمبيالات المسلمة من شركة الخرشاني عادت دون خلاص

تؤكد مصادرنا أنّ عديد مربي العجول والأغنام وقعوا ضحايا شركة التحيل والنّصب المحترفة لصاحبها بلقاسم الخرشاني (أصيل مدينة غمراسن) والذي وعدهم بثورة حقيقية في قطاع اللحوم الحمراء وأغراهم بالإثراء السريع والربح الوفير وليتزوّد منهم بالاف العجول المسمنة بواسطة الدّفع المؤجل أيّ السّندات المالية "كمبيالات" Traites bancaires والنّتيجة عادت جميعها دون خلاص لعدم توفّر الرّصيد وليتكسّر الحلم الجميل على صخرةالواقع المرير وليستفيق بعدها مئات الضّحايا من صغار الفلاحين والمربّين المغفّلين من غفوتهم القصيرة صارخين "نحن ضحايا المتحيل الخرشاني ... نحن ضحايا عبد المجيد الزار ... نحن ضحايا الإشهار المغشوش والمظاهر المغلوطة"!

أحد مزودي الشركة وقع بكل سهولة في فخ المتحيل الخرشاني

تعرّض أحد مزوّدي شركة هبرة هولدينغ بالنقليات (شاحنات بالخصوص) من نوع ايفيكوIvecoإلى أكبر  عملية تحيل في تاريخه بعد أن أوقعه الدّكتور المزعوم بلقاسم الخرشاني وزوجته المسمّاة بثينة العرفاويبكلّ سهولة في الفخّ وليزوده بعديد الشاحنات بواسطة الدّفع المؤجل "بالكريدي" اعتمادا على ملفّ كان يحتوي من جملة مكوناته على نسخة من الاتّفاقية المبرمة مع منظمة مهنية معروفة UTAP(الاتّحادالتونسيللفلاحةوالصّيدالبحري)... سوء التقديم وعدم اتخاذ الاحتياطات اللازمة أوقع المدير الشّاب المغرّر به في ورطة كبرى مع اصحاب شركة ايفيكو  اذ وحده يتحمل المسؤوليّة !

اختفاء نشاط صفحة التواصل الاجتماعي

المثير للريبة والتساؤل أنّ الصفحة الفايسبوكية للشركة والتي تحمل اسمها Habra Holding corp(3521 محبّ) غابت عن النّشاط منذ يوم 25 اوت 2015 أي بعد 7 أشهر منذ انطلاقها في الترويج الإشهاري لمنتوجات الشركة وللمشاريع المبرمجة ...وهو ما يعني بان الأمور داخلها ليست على أحسن ما يرام ودليل قاطع على أنها تتجه نحو الافلاس والذّوبان .

صعوبات أم سوء تصرف مالي أو إفلاس

عندما بعثت شركة  هبرة هولدينغ كورب HABRA Holding Corp كانت كل المؤشّرات الخارجية وخاصّة الحملة التسويقية الكبيرة لمنتوجاتها توحي بأنّها ستحدث نقلة في تجارة اللحوم الحمراء بالجملة والتفصيل في بلادنا لكن بعد مرور أقلّ من ثلاثة أشهر عن انطلاق العمل في مختلف نقاط البيع التي تّم افتتاحها على الطريقة الهوليوديّة وخاصّة في غرب العاصمة ... ظهرت للعيان بعض الصّعوبات المالية التي تفاقمت إلى حدّ عدم خلاص العاملين لأجورهم لمدة ثلاثة أشهر ... هذه العوائق يفسّرها البعض بسوءالتصرف الإداري "انتداباتفوق إمكانيات واحتياجات الشركة "و إلى وعود بالمساعدة من الجهات المختصّة لم تر النور على أرض الواقع ، الحالة التي أصبحت عليها الشركة تهدّد أكثر من 192 عاملة وعاملا  بالتشرّد وفقدان مورد رزقهم " ولو أن بعض المصادر أكدّت أن هذه الوضعيّة سيقع تلافيها في السّاعات القادمة بعد ضخّ الكثير من السّيولة الماليّة ستساعد الشركة على الإيفاء بالتزاماتها الماليّة للعملة والمؤسسات المتعاملة معها ...الثّورة نيوز انتقلت إلى مقرّ الشّركة بالبناية البلورّية الفخمة بمركز العوينة Aouina Center بشارع الحبيب بورقيبة بحي الطيب المهيري بجهة العوينة بالعاصمة (البناية مستغلة على وجه الكراء وهي على ملك رجل أعمال معروف يدعى م.ط.)أين وجدت مجموعة من العاملين المتضررين في حالة يرثى لها بعد أن سلموا أمرهم للخالق وفي المقابل لوحظ غياب كّلي لمسؤولي الشركة.

وجوه حائرة وتساؤلات عديدة

   على عين المكان وجدنا مجموعة من العاملين رجالا ونساء في حالة هيجان واحتقان كبيرين في جانب من المقرّ هناك تجميع لتجهيزات الشركة كما لوحظ اختفاء شبه كلي لنقليات الشّركة من سيارات وشاحنات !وكأنّها تستعدّ للرّحيل أو النّقلة إلى مقرّ آخر........؟؟

نريد حقّنا وكفى!

المدعوّ كريم أحد الشبان المغرّر بهم وهو الذّي بدأ العمل منذ انبعاث شركة هبرة هولدينغ...وهو يعيش أوضاعااجتماعية صعبة للغاية بعد أن توقفت أجرته منذ أكثر من أربعة أشهر إلى جانب غياب التّغطية الاجتماعية ويقول كريم : " لقد تمّ إغراؤنا بالكثير من الوعود، والأجور المنتفخة ، بالتأمين والتغطية الاجتماعية كل هذه الوعود أضحت سرابا أنا اليوم في حالة بطالة ، فقدت مورد رزقي الوحيد وأنا في كفالتي عائلة وفيرة العدد ونقطن في بيت على وجه الكراء في إحدى الحواري الفقيرة !....لا أعرف ماذا حدث أرغب في معرفة الحقيقة....لقد كثرت الإشاعات وكثر الحديث عن إفلاس صاحب المؤسسة فأين دور الدولة في هذا كلّه ؟ومن يحمي حقوقنا وحقوق أبنائنا ؟ومن يطعم الأفواه الجائعة؟

  

أنا مهدّد بالسّجن!

وضعية الشّاب" حامد" تدمي كل القلوب فهو كان يعمل في مغّازة كبرى وعلى وشك التّرسيم، لكن تم التغرير به واستقطابه بالأجر الشهري المنتفخ والامتيازات المادية الأخرى لذلك استقال من عمله الاول وارتمى في احضان المولود الجديد (يا مبدل لحية بلحية يجيك نهار وتشتاقهم لاثنين) وقام في الأثناء وفي اطار إعداد العدة لزفافه المنتظر بشراء تجهيزات كهرومنزلية (ثلاجة – الة غسيل – الة طهي - ...) بقيمة 3500 دينار بواسطة الصّكوك البنكية مؤجّلة الدّفع وهو الآن يمرّ بظروف نفسية صعبة للغاية لأنه سيدخل السجن قريبا بحكم عجزه عن الايفاء بتعهداته المضمّنة في عشرات الصكوك وفي هذا الصدد يذكّر بأنّه وقع التّلاعب به وبمستقبله المهني مثل بقية زملائه من خلال ماقدّم لهم من إغراءات مغلوطة ووعود واهية وتطمينات حول الصلابة المالية للشركة التونسية السعودية ...لذلك أفنى العون حامد كل وقته في العمل والعطاء دون حساب حتى تكون الانطلاقة في مستوى التّطلعات لكن انهار الآن كل شيء ووقع الفاس في الرأس... وهو لايعرف ما يخفيه اليوم الآتي لهم من مفاجآت صادمة !

الاستنتاج الذي خرجنا به من محاورتنا لثلّة من عمال هذه الشركة هو غياب  المعلومة ممافتح أبوابالتأويلات والاشاعات على مصراعيها ليزداد  الغموض حدّة ومعه كل الاحتمالات جائزة!