samedi 3 octobre 2015

حادثة سوسة في دائرة الضّوء: مدير إقليم الشرطة ...اُتُّخِذَ شمّاعة علّق عليها فشل وزارة داخلية الغرسلّي!



جرت العادة في الدول الديمقراطية والديكتاتورية على حدّ سواء أن تعصف الأزمات بأصحاب البطون المنتفخة والمؤخرات الضخمة من الرؤوس الكبيرة ولكن في بلدي تونس فقط ...بلد هوس الفوضي و الجهل الثورجي... يحدث العكس تماما فتسقط الحلقات الضعيفة ويكتفي أصحاب القرار باستبعاد المسؤولية عنهم وتثبيتها على من هم دونهم رتبة زورا وبهتانا إلى أن يقف حمار الشيخ في العقبة وهذا ما وقع بالتحديد في الحوادث الإرهابية التي عاشتها تونس في السنوات الأخيرة من حادثة اغتيال شكري بلعيد (فيفري 2013) الى حادثة سوسة (جوان 2015) مرورا باغتيال محمد البراهمي(جويلية 2013) وحادثة باردو (مارس 2015)...وليصل الأمر بان يرتقي المسؤول الأول عن التّقصير الأمني المسجّل فعلي لعريض ارتقى بعد اغتيال شكري بلعيد من وزير داخلية إلى رئيس حكومة وعاطف العمراني ارتقى بعد اغتيال محمد البراهمي من مدير الاستعلامات العامة إلى مدير عام المصالح المختصة ... اسأل على صاحبك استغناشأما الطبيعة هي هي!!



مرّت  الآن حوالي مائة يوم على حادثة سوسة التي ذهب ضحيّتها 39 سائحا أجنبيا (معظمهم بريطانيّون) وأكثر من 40 جريحا بعد أن تسلّل الإرهابي سيف الدّين الرزقيالمكنّى بأبي يحي القيرواني، إلى فندق "إمبريال مرحبا"عبر الشاطئ فأطلق النار على هواه وحصد الأرواح كما اشتهى ...وليكتفي أهل الحلّ والعقد في بلدي بالإعلان عن إقالات سطحيّة وانتقائيّة لوالي سوسة ومدير إقليم شرطة المكان و رؤساء مناطق الشرطة بحمام سوسة والقيروان ورئيس مركز شرطة ...الهدف منها ذرّ الرّماد على  العيون وامتصاص الغضب الشعبي وتهدئته واحتوائه ... وفيما تعهّد قاضي تحقيق المكتب 13 بابتدائية تونس بملف القضيّة والذّي نتمنّى أن لا يعرف نفس مصير قضيّة اغتيال شكري بلعيد... والأسئلة التي تفرض نفسها كثيرة، وكثيرون دارت في اذهانهم اسئلة عديدة ومتضاربة ولكنهم لم يجدوا إجابات شافية تشفي الغليل فاكتفى بعضهم بالصمت صمتاً مطبقاً واكتفى البعض الآخر بابتلاع الطعم  .



في حدود الساعة 11.45 من يوم 26 جوان 2015 أعلنت قاعة العمليات عن هجوم إرهابي استهدف سياح نزل امبريال مرحبا بالقنطاوي وهو ما يعني بان الهجوم الغادر انطلق بين الساعة 11.35 و11.40 وفي نفس الوقت تقريبا أعلمت صاحبة النزل زهرة إدريس وزير الداخلية محمد ناجم الغرسلي هاتفيّا بالموضوع وكان الأخير في اتجاه مدينة توزر ليعود أدراجه من منتصف الطريق يلعن حظه الذي وضعه للمرة الثانية في ظرف ثلاثة اشهر أمام امتحان عسير قد يقيله من منصبه ...اهتمام وزير الداخلية زمنها انحصر في كيفيّة المحافظة على منصبه وتجاوز تداعيات الحادثة والبقاء فيه لأطول فترة ممكنة ...مهمّة شبه مستحيلة بالنسبة إلى وزير داخليّة فشل للمرّة الثانية على التّوالي في مجابهة الإرهاب وتسبّب في مقتل أكثر من 60 سائحا ...ولنترك الوزير وهواجسه المرعبة وهاتفه المشغول بمكالمات لا تنتهي جانبا ولنتجّه صوب موقع الحادثة الكارثيّة لنعاين الأحوال والأجواء والسّلوكيات قبل وأثناء وبعد الهجوم الغادر خصوصا وان كاتب المقال كان لحظتها من بين الحضور ...



التّواجد والانتشار الأمني زمن الواقعة كان كثيفا حول النّزل المستهدف من دوريّة Quad على الخط الرّملي (عونان مسلّحان) إلى دوريّة الخيّالة (عونان مسلّحان)مرورا بدورية الحرس البحري (عونان مسلّحان) ودوريّة الأمن السياحي (4 أعوان مسلحين) وبنقاط الدّوريات الأمنيّة القارّة بالمفترقات المحيطة ...



ورغم ذلك فشلوا جميعا رغم كثرتهم في التّدخل الحيني لإنقاذ الموقف وللتّدليل على هذا الفشل نستعرض تصرّف عوني الحرس البحري اللذّين شكلا الحلقة الضّعيفة وكان يمكن أن ينقذا الموقف لو استجمعا شجاعتهما وأطلقا الرّصاص في اتّجاه الهدف الواضح والقريب منهما ولكن الشّجاعة تحضر وتغيب!! وعلى مراد الله...و اللّوم بعد القضاء بدعة .



على بعد أمتار من مكان الإرهابيسجّلنا تواجد مركب تابع للحرس البحريvedette  به عونان مسلحّان وكان بالإمكان التّدخل والقضاء علىالإرهابي منذ اللحظات الأولى لانطلاق العملية ورفعه لسلاحه في اتّجاه سيّاح أبرياء عزل ...لكن الخوف تمكّن منهما فرفضا النّزول إلى الشاطئ كما رفضا توجيه سلاحهيما نحو الهدف المكشوف ... احدهم نزل إلى الشّاطئ ومن شدّة هلعه سقط على الرمال لا يقوى على المشي وليختفى وراء أعداد المصطافين والوافدين والمتطفلين (ربّما من حرارة الروح !) وأمّا عن حالة العون الآخرفلا تسالوا كثيرا فقد ألقى بنفسه في اليّم واخرج رأسه لمتابعة المشهد في وضعيّة المتفرج على قاعدة "اخطا رأسي واضرب!...احد عمال النزل المستهدفAnimateur اقترب من عون الحرس البحري المرتجف خوفا من الموت وصاح في وجهه " كي إنتيخايفومكش ناوي تدخل اعطني سلاح تو ندخل أني" وانتزع السّلاح من العون المتخلّي عن أداء الواجب واتّجه مباشرة في تعقب الإرهابي ... وحينما التقاه وجها لوجه face à face عجز عامل النزل عن تشغيل السّلاح بعد أن خانته شجاعته وليقترب منه احد المتواجدين على عين المكان (في الغالب من أعوان الأمن)ويهمس له حرفيّا "باللاهي أخطاني مانيش ناقصك"....


وصول قوّات تعزيز من الشّرطة والحرس على عين المكان كان في حدود السّاعة 12.00 حيث حلّت سيّارتان اختارتا التّمركز في المفترق المؤدّي الى نزل الامبريال مرحبا !! وأما عن الأعوان والضّباط (بالزي النّظامي والمدني) فقد تسمّروا أماكنهم بعد أن أصابهم شلل مؤقت من شدّة الهلع والخوف من الموت فداء للوطن المغدور الذي باعوه في سوق النخاسة ...وليحتموا بالبنايات والسيّارات في انتظار وصول التعزيزات واكتفوا بالإعلام والمراقبة وفي حدود الساعة 12.05 وصل ركب مدير إقليم الشرطة (خ.س.) ومدير إقليم الحرس (ع.ب.)مرفوقين بعوني شرطة وعون حرس ...لحظتها تزامنت مع عمليّة انسحاب الإرهابيّ بعد أن أنجز مهمّته القذرة والخسيسة وإفراغه لعدد 5 مخازن ذخيرة (150 خرطوشة) في صدور الأبرياء...وبسرعة تدخّل مدير إقليم الشرطة (الذّي كان هاتفه الجوّال مفتوحا على طول مع القيادة للرد على تساؤلاتهم واستفساراتهم) ... وأطلق النار في اتّجاه الإرهابي ومثله فعل مدير إقليم الحرس وجاءهم الرد من رشاش الإرهابي الذي كان يتقدم بثبات غير عابئ بما يدور حوله وليسقط بعدها أرضا وليعود ويستجمع قواها ويقف من جديد ويطلق النّار في اتّجاه مهاجميه وتواصل الاشتباك مع الإرهابي الجريح إلى أن أجهز عليه 3 من أعوان الشرطة والحرس...


لحظة سقوط الإرهابي والتأكد من مصرعه تغير المشهد وانتشرت التعزيزات وبدأت مسرحيّة الاستعراض المجاني للعضلات المشلولة... وحل ركب القيادات الأمنية من كل صوب وحدب ومعهم الوزير والوالي والنواب ومختلف وسائل الإعلام... والسؤال المطروح لماذا ضحّت وزارة الداخلية بالرجل الذي خاطر بحياته ووصل الموقع في اقل من 20 دقيقة ونعني به مدير إقليمالشرطة وقدمته قربانا لحادثة سوسة التي استبسل خلالها ؟ ؟ولماذاتقرر تغييره بعد أيام من الحادثة وقبل ختم الأبحاثالإدارية في تفقدية الوزارة ؟ هل كان على مدير الإقليمأنيختبئ وراء مكتبه بالإقليم مثل البقيّة ويترك الأمور للصدفة ؟؟  وهل يتحمل مدير الإقليم مسؤولية جبن وإخفاق مساعديه ؟ ؟ وهل يتحمل مدير اقليم الشرطة مسؤولية القصور الاستخباراتي ؟ ؟وهل كان على مدير الإقليم أن يقوم بكل الأدوار الأمنية صبرة واحدة ؟ ؟والله عيب أن يكرم الجبان ويهان البطل!





Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire