vendredi 23 octobre 2015

ابكوا كالنّساء حزبا لم تحافظوا عليه كالرّجال




 ظن التّونسيون بعد أن أثقلوا موازين حركة نداء تونس في الانتخابات  التشريعية والرئاسية الأخيرة أنهم قد قد ساروا في أقوم المسالك لإرساء أحسن " الممالك " وحسبوا أن هم قد ردوا الأمانة  إلى أهلها  واعتقدوا أنّ  زمن البناء قد حلّ  وأن زمن الهدم قد ولىّ وأن قيادات هذا الحزب ستصلح ما أفسدته الترويكا التي خانت الثورة وتنكرت لأصحابها من أبناء الطبقات المهمشة والحواري الفقيرة . ولكن مع مرور الأيام تبيّن لهم أنهم قد أساؤوا من حيث أرادوا الإحسان ، أو بالأحرى عرفوا أنهم قد خدعوا مثلما  خدعنا يوما على أعمدة هذه الصحيفة لما رفعنا في صفحتها الأولى شعار " إمّا نداء وإمّا فناء " ....وبدأت علامات الخيانة أوّل ما بدأت بهذا التحالف المشبوه بين حركة نداء تونس وحركة النهضة  حيث وهبت من تملك الأغلبية البرلمانية السلطة لمن لا يستحق ، وتواصلت العلامات الأمارة بالسوء في اقتسام غنائم التعيينات ولا سيما في المناصب الحسّاسة بل الغريب أن النهضة ومع كل موجة تعيينات يكون لها النصيب الأوفر حتى لكأنها تعمل بتعاليم الآية القرآنية الكريمة " يُوصِيكُمُ اللّهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ"...




ظننا أن هذا  قادة الحزب الذي أسسه رجل محنّك أنقذ تونس من سيناريوات لا يعلم نتائجها الكارثية إلا الله ولاسيما في الأيام الأولى بعد هروب الرئيس السابق سيلتفون  حول الباجي قائد السبسي ..وأنهم سيعملون على إخراج البلاد من عنق الزجاجة وأنهم سيحاربون الفساد ولا يدخرون في ذلك جهدا ..غير أن العكس هو الذي وقع .. فإذا تجاوزنا " المافيات " التي تريد أن تستبد بالحزب وهو موضوع قد خصصنا إليه صفحات عديدة في العدد السابق وسنعود إليه مرارا وتكرارا  وجدنا  أنّ منطق الزعامة الزائفة و وسراب الجري وراء النجومية السياسة الباهتة جعلا أبناء الحزب الواحد شيعا ومللا يتقاتلون  على الكراسي" هذا بناقوس يدق وذاك بمئذنة يصيح "  ولعل خطر الصائحين بالمآذن أشد وأنكى  من خطر  أصحاب النواقيس ..ذلك أن حركة النهضة  بما جندت من إخوان الصفاء حتى يثيروا الشقاق هي المستفيد الأول والأخير مما يعصف بحركة نداء تونس من انشقاقات واختلافات ترجمها اجتماع جربة الأخير ....





ولسنا ندري إلى متى سيظل هذا الوطن آخر اهتمامات بعض السياسيين ؟ وهل قدر هذا البلد أن يتخلّص من " مافيا " سياسية ليقع بين يدي مافيا أخرى؟ وهل كتب على التونسيين   بعد أن اكتووا بحكم  من  قالوا أنهم " أحباب " الله" و"عياله "  أن يكتووا بساسة رفعوا كذبا شعر " نموت نموتويحيا الوطن "..وإلى الإخوة الذين يتقاتلون من أجل أن يهبوا السبايا والغنائم إلى الإخوان تقول " الوطن أمامكم والعدو وراءكم "وليس لكم إلا الالتفاف على من هو بعالم السياسية خبير مؤسس الحزب رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي  .. ولا ريب أنهم إذا استمرت الحال على ما هي عليه  فإن أبناء هذا الحزب ولا سيما المارقون عن تعاليمه سيقولون يوم لا ينفع الندم "إلّي ما يسمعش كلام كبيره الهم تدبيره".





Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire