جنة نظيرة وكذبة كبيرة : تونس الذّكية أم تونس الغبيّة ؟

قبل الثورة كانت المسالك إلى سرقة المال العام معلومة لا تخرج في الغالب الأعم عن طريقين اثنين، إمّا تضخيم فواتير المشاريع ابتغاء مرضاة الوسطاء والسماسرة، وإمّا تعمد التّلاعب في جودة الإنجاز والمنتوج لتوفير أقصى ما يمكن من أرباح ..وجاءت الثورة بطرق في التحيل مختلفة تكاد لكثرتها وتنوعها تأبى كل تقييد أو تحديد. ولعل أبرز تلك الطرق وأكثرها إضرارا بمصالح الوطن الذي أصبح فريسة تتناهشها الذئاب  هو ظاهرة " الأحزاب الشركات " التي يمثلها أحسن تمثيل حزبا الاتحاد الوطني الحر وآفاق تونس . أمّا عن الحزب الأول فيكفي أنّ اللبؤة أحلام الكمرجي التي كانت تملأ الشّاشات بصوتها الجهوري المدويّ تدافع عن انحرافات حزبها  الخطيرة وتصور سليم الرياحي على أنه " الأجمل والأغنى " بين جميع المترشحين – وكل فتاة بأبيها معجبة – قد  خارت قواها فكشفت حقيقة هذا الحزب وتساءلت  قائلة "  لا نعرف إن كان الاتحاد الوطني الحرّ ما زال حزبا أم تحوّل إلى مجموعة من الأفراد لديهم أجندتهم الشّخصية ومصالحهم المادية " ..قول يغني عن كل تعليق فقد شهد شاهد من أهلها ؟؟؟

وأمّا عن الحزب الثاني حزب آفاق تونس  فلا تسل، إذ القائمون على أمره مجموعة  من أشباه السياسيين الذين " تفرنسوا " و استبدت بهم عقدة " المغلوب الذي يقتدي بالغالب " وانبهروا بأمهم فرنسا " الوسادة تغلب الولادة " فما عاد الوطن يعني لهم أكثر من غنيمة من أجلها يتنافس المتنافسون. والغريب أنه في الوقت  الذي تتجه فيه  تونس نحو الإفلاس وفي الوقت الذي يزداد فيه  عدد الأمعاء الخاوية والبطون الجائعة في الحواري الفقيرة والمناطق المهمشة  يمعن ياسين إبراهيم وزمرته في التلاعب باقتصاد البلاد كما لم  يتلاعب أحد من خلال تسميات واهمة وشعارات كاذبة خاطئة تنطلق من عالم افتراضي لا ماديّ  واقتصادي رقمي عائم غائم ....

يعدون التونسيين بإحداث آلاف مواطن الشغل وعلى أرض الواقع يضاعفون أسعار " تطبيقاتهم " الإعلامية آلاف المرات وليس من أخلاقهم أن يؤثروا على أنفسهم وليست  بهم خصاصة ؟؟ ..يعدنا إبراهيم كبيرهم الذي علمهم فنون الضحك على الذقون  بجنّة نظيرة   اسمها " تونس الذكية " ونهمس إليه سرا بأن وعده كذبة كبيرة اسمها " تونس الغبية " يعلن حبه للوطن فنردّ عليه بكلمات أغنية تونسية تقول " حبّك حبيبي وهم وخيال " ... ويعدنا الفهري بأننا في السنوات القليلة القادمة سنصبح أذكى شعوب العالم نقول لكل شيء  كن فيكون  ولا شك أن خرافته مع " المضمون الإلكتروني " تبشرّ بأننا سنتذاكى من فرط الذكاء . وباختصار إنّ ما يأتيه "الرفاق " في حزب آفاق جرائم خطيرة  طرق ترتقي إلى مرتبة الجريمة المنظمة .

وأمام ما أجملناه  في هذه الافتتاحية وما فصلناه في تضاعيف الصحيفة  عن حزب آفاق أو بالأحرى " أفّاق " ندعو رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ورئيس مجلس النواب إلى الوقوف ضدّ طرق التحيل النّوعية التي يسلكها  وإنهاء هذه المؤامرة التي تحاك ضد الوطن والشعب . اللهم إني بلغت فاشهد . اللهم إني بلغت فاشهد....