يحدث في بلديّة أريانة زمن دولة الفساد الثّانية: أحمد ولد عمارة الرّأس المدبّر للنّائب كريم الهلالي يتطاول على هيبة الدّولة!

يصنّف العارفون بأدّق تفاصيل المشهد السّياسي في تونس حزب/شركة آفاق تونس بأخطر الأحزاب السياسية على أمن واستقرار تونس وليصل الأمر بأن يطلق عليه البعض تسمية حزب المافيا Partie de la Camorra وقد تعلّقت بجلّ قياداته وغالبية نوّابه عديد ملفّات الفساد المالي والإداري لعلّ أبرزها المشروع الوهمي "تونس الغبية 2018  " للهف أكثر من 5500 مليار من المال العام في مشاريع لا تغني ولا تسمن من جوع (من مرقتو تعرف عشاه!) والأمر لم يتوقّف عند المشاريع الوهميّة والافتراضية في العالم اللاّمادي بل تجاوزه ليشمل التصرف في الموارد البشرية وقد لا نجد من مثال خيرا  من العامل البلدي ببلدية أريانة أحمد عمارة الذي أجاز لنفسه ما لا يجوز مستقويا بالنائب المحترم جدااا كريم الهلالي الذي مكّنه من "كارت بلانش" Carte Blanche.

إنّ من مظاهر تجاوزات حزيب آفاق تونس هو كونه لا يترك جهة من الجهات حتّى يساهم فيها بالخراب والفساد، ولعلّ ما أقدم عليه أحمد عمارة العامل صنف 7 ببلدية أريانة والكاتب العام للنقابة التابعة للاتحاد العام التونسي للشّغل يختزل على خطورته الحالة الكارثية التي وصلنا إليها بعد أن أطبقت لوبيات مافيا حزب/ شركة AfekTounes سيطرتها على سلطة القرار ، فبعد أنّ توجه صاحبنا إلى مطعم - حانة السّعدي باريانة Restaurant- Bar Saadiيوم الخميس قبل الفارط ( 22 أكتوبر 2015 ) حيث احتسى ما لذّ وطاب له من بنت العنبة الى حدّ الثّمالة ليتخيّل نفسه سيّد قومه وكونه رئيس النّيابة الخصوصية بأريانة وليس مجرد عامل كما يشاع حوله ! ؟ وليتوجّه إثرها مباشرة إلى مقرّ بلدية أريانة ليتفقد وليراقب وليسأل عمّن بالبلدية ؟فأفادوه بكون المعتمد الجديد مجدي القاسمي باعتباره رئيسا للنيابة الخصوصيّة بأريانة يعقد اجتماعا بقاعة الإجتماعات فما كان منه إلا أن أصيب بحالة هستيرية وهذيان وبعد التّهديد والوعيد تدرّج في نوبة غضبه ورفع عقيرته بالصّياح قائلا بالحرف الواحد ''كيف لا يتمّ إعلامي بهذا الإجتماع ؟ ومن أذن بانعقاده  ؟أنا الكل في الكل ومن لم يعجبه الأمر فليشرب ماء البحر !'' ... حدث هذا بعد أن نسي أحمد ولد عمارة المحسوب على حزيب آفاق تونس انّه موظّف من الصّف الأخير  في خطّة عامل ببلدية المكان لا غير ولكن الخمرة لعبت برأسه ليظنّ انهرئيس البلدية (هكذا يفعل الخمر بصاحبه لعن الله الخمر وشاربها وساقيها وموزعها ومنتجها !)،

ويا ليته تذكر قول الشاعر حتى لا يفعل ما  فعل :

ولما شربناها ودبّ دبيبها‏ إلى        موطن الأسرار قلت لها قفي‏ 
مخافة أن يسطو عليّ شعاعها‏        فيطلع ندماني على سري الخفي‏ 

بديهة أن يقتحم العامل السكران أحمد قاعة الإجتماعات ويدفع الباب بساقه اليمنى وسط ذهول الجميع وليعربد ويتوعّد المارقين والمخالفين والحاضرين بعقوبات زجرية غير معهودة (حسب تعبيره طبعا) ... عندها تدخل المعتمد وحاول تهدئة الأمور إلا أن "ولد عمارة" واصل تفوّهه بالكلام البذيء متحدّيا المعتمد والوالي ووزير الداخلية ... موقف أحرج المعتمد واجبره على الانسحاب من الاجتماع تفاديا لتطورات سلبيّة غير منتظرة ... ومن الغد أي صبيحة يوم الجمعة 23 اكتوبر 2015  وبعد أن رجع له شاهد العقلأي استعاد رشده وتم إعلامه بما ارتكبه وهو في حالة سكر سارع بالاتّصال بشقيقته المحامية سعيدة عمارة ليترجّى منها التّدخل ومساعدته لتجاوز الاشكال والوقوف أمام المعتمد الجديد الذي توعّد بمعاقبته إداريّا وإن لزم الامر قضائيّا.

وللتذكير فان وضعيّة أحمد عمارة أو ولد عمارة (سموه كما شئتم) كانت قبل انتخابات 2014 عال العال بحكم أنه كان الابن المدلّل لابن جهة المهديّة والقاضي الاداري ورئيس النّيابة الخصوصّية السّابق ببلدية أريانة والنائب الحالي عن حزب/شركة آفاق تونس كريم الهلالي وهوالذي قاد له حملته الإنتخابية وسخّر كلّ جهده وادّخر كلّ وقته لنصرته من أجل تحقيق الهدف المنشود ولو بالفواضل والبواقي .... فلقد شاركه في جميع الجهات التي زارها كريم الهلالي أثناء حملته الإنتخابية وهو الذي تدخّل لفائدة جمعية الياسمين للتنمية (بجهة سكرة )تنشط بأريانة المدينة وقد غيرت لاحقا تسميتها الى جمعية الياسمين للثقافة والبيئة حتى لا  يرتبط اسمها بكريم الهلالي ...

هذه الجمعية التي يعتبر فيها النّائب كريم الهلالي رئيسا شرفيا قامت بإبرام إتّفاقية مع بلديّة أريانة حتى تتحصّل على المنحة الماليّة السنويّة وتدخل غمار الانتخابات البلدية القادمة ولقد مكّنها كريم الهلالي أثناء ترؤسه للنيابة الخصوصّية  لبلدية اريانة بعهدة تنظيم  مسابقة ملكة جمال الورد بمناسبة عيد الورد الذي يقام سنويا بأريانة وذلك بتزكية من ليلى العياشي المكلّفة بالشؤون الثقافية ببلدية أريانة.

ويتحوز الفاتق الناطق ببلدية أريانة أحمد عمارة على سيارة إدارية تابعة للبلدية دون وجه حق،كما أنه حصل في غفلة من شرفاء الجهة على عدد أربع رخص انتصاب فوضوي تولى كراءها للغير بمعلوم شهري يتراوح بين 400 و600 دينار ، وشاءت الأقدار أن يقود والي اريانة الجديد القاضي الفاضل عمر بن منصور حملة نوعية لازالة الفوضى العارمة ولتطهير المدينة الجميلة من الانتصاب الفوضوي الذي غمر كل الطراقات والأنهج والممرات والمسالك ومن جملة المتضررين من حملة الوالي صاحبنا المتنفذ جدا والمتغول أكثر من اللزوم أحمد ولد عمارة والذي فقد 4 نصبات فوضوية في نفس اليوم.... ولتتوالى الأخبار السيئة على صاحبنا ولد العمارة بعد أن فقد سنده الأخير ونعني به الكاتب العام للنيابة الخصوصية عادل السّوسي ... ورغم محاولات النائب كريم الهلالي الضّغط على والي الجهة لدفعه للتراجع عن قراراته إلا أن جميع المحاولات فشلت بعد أن أصرّ الوالي على التّطبيق السّليم للقانون والقطع مع قانون الغاب Loi de la jungle  ومحاربة مافيا البلديّةLa camorra de la municipalité...ولم تجد الجماعة من حل غير إعلان الحرب على الوالي الجديد وابتزازه بمختلف الطرق والوسائل والبداية كانت بتنظيم وقفة إحتجاجية مضادة للوالي الشّريف والنّزيه أمام مقرّ البلدية....وفيمحاولة لاستعراض عضلاته على طريقة البانديّة والبلطجيّة نظّم العامل البلدي المارق عن القانون Hors-la-loi أيضا وقفة احتجاجيةمأجورة جيّش لها الشّارع للمطالبة برحيل الوالي ورفع العبارة الثورية "ديغاج" ... محاولات بائسة لم تنجح رغم الإسناد المادي والمعنوي الهام الذي وفّره حزب/ شركة آفاق تونس للعصابة المارقة...