mercredi 7 octobre 2015

فَضَحْتَنَا محليّا وقاريّا و قضيتَ على كلّ شيء جميل... إنّنا نسألك الرّحيلا : وديع الجريء: ما دواء الفم الأبخر كان السّواك الحار




لم يسبق لكرة القدم التونسيّة أن عرفت تراجعا في المستوى مثل الّذي عاشته في فترة وديع الجريء. وهذه الحقيقة تترجمها نتائج جميع المنتخبات والأندية المشاركة في المسابقات الإقليميّة و القاريّة باستثناء فريق النجم الساحلي. تراجع  مذهل  نتيجة  سياسة الربان  الذي يعد احد أهم الفقاقيع الدخيلة على قطاع   الرياضة  و الذي احترنا في تقديمه كشخصية رياضية على اعتبار انه لا مسيرة رياضية له  فهو طريف أشبه ما يكون  بطبيب رعواني لكرة القدم  التونسية  الجريحة...يتقن فن التدجيل و إشعال الفتن..و مصدر سخرية من الجميع يثير الضحك أينما يحل بل هو الإضحاك نفسه..
وديع  الجريء غالبا ما يصطنع ألفاظه ليصنع "الشو" والفرجة وهو في الحقيقة  شخصية معقدة تتسم بالمراوحة  الترفيهية  ويقتبس من الملاحم  الأدبية العريقة صفات و سمات بارزة  فتارة يتوارى و كأنه نادرة من نوادر و بطل من ورق غفل عنه الجاحظ في كتابه البخلاء ..و طورا يتحفنا بفن كوميديا دانتي فيذكرنا بابن القارح البطل الرئيسي لرسالة الغفران لأبي العلاء المعري...
صمت  طويلا نتيجة مهازله  و ظهر في  برنامج  تلفزيوني  بهلواني  يبيع  الوهم  في  إيحاء  ان جهله بميدان الرياضة  يوازيه عدم قدرته  فهم الرسالة الإعلامية التلفزية  أو فهمها بالمقلوب فبدلا من أن يرتقي بالرياضة يقعده الغرض عن فهم طبيعة العلاقة بين متغيرات الوظيفة الإعلامية  و نعني  بها الرسالة و الرياضة و وسيلة أو أداة الاتصال والقيمة فيتم تجنيد كل هذه المتغيرات لتختزل في هدف واحد يجمع في كلمة واحدة لا تخدم  الرياضة ولا ترتقي بقيمة ولا تبث رسالة فتكون النتيجة بالمحصلة التطبيل . هكذا  أراد  الجريء من خلل  إطلالته التلفزية على قناة حنبعل  ان يزيد جرعة إضافية من الاستحمار للتونسيين تنضاف إلى سلسلة الجرعات التي تقدمها البرامج الرياضية الفارغة للتونسيين  و لكن  هيهات  فقد  انقلب السحر على الساحر ...
فلا نذيع  سرّا إن قلنا أن  ما  جاء  على لسان الجريء هو عبارة عن عصارة شعبوية حامضة  دأب فتى الجنوب  المدلل على إقامتها ولم يجد لها من موعد يقيمها غير ليلة  الثلاثاء  بعد أن وجد الدعم والمساندة من بعض القائمين لما رأوا فيه من سمات استثنائية تؤهله للضحك على ذقون الرياضيين لا إضحاكهم  وقمة  الغرابة انه تم استدعاؤه  من  سواعد إعلامية عالمة بمجال الرياضة  برزوا  و كأنهم استقدموه  ليشاطروه بدورهم الضحك على ذقون التونسيين ...
كان الحوار بمثابة الدوران في حلقة مفرغة شبيهة  بجلسة لاثنين في مقهى شعبي يتحدثان  ... و برز و كأنه ملهاة شعبية  لم ترتق حتى إلى حديث نبّارة  أو "ضربان الحنك"   الذي لا يؤاخذ عليه العامة في أحاديثهم التي تطلق بأي كيفية كانت وبأي ألفاظ قيلت  فعلى الأقل في  أحاديث العامة ترفع التكاليف ويتبسط الناس في التعبير عن آرائهم ليس فقط بالألفاظ  وإنما قد يمضي الأمر إلى الإيماءات بوقورها و فاحشها وقد يعزز بالنكتة والطرفة  فيكون للمكان ظلاله عملا بمبدأ لكل مقام مقال وقد يكون للمنتدين من العامة خصوصية العمر والمهنة فترسل التعابير بمقارنات ذات دلالة يفهمها الجميع لتصير ذات وقع مؤثر  يثير الضحك والمفهومية علي حد سواء. فما يجوز للعامة حتى وإن أتوا في ناديهم المنكر من القول لا يجوز لرئيس جامعة مد وجهه في قناة لم تجد لعودتها إلى الساحة و استقطاب الجماهير الرياضية سوى استدعاء مثل هذه الوجوه...
 كانت  رغبة الجريء من خلال الحوار  الذي  أثثه  مع  عادل  بوهلال  ان  يبحث  له  عن  مهرب  للتخلص  من  فشله  الذريع  و الإخفاقات في منصبه و فضائحه مع المنتخب الوطني التونسي بجميع أصنافه و الفشل في معالجة واقع الكرة التونسية و النوادي و..... و لم  يجد  الجريء  من  مهرب  يسلكه  سوى علك "لوبانة " الجهويات التي اشتدت بعد الثورة واللعب على المشاعر و روح الانتماء و الفخر بالمدينة أو الجهة و ليتكلم المحترم عن الساحل و الجنوب و الشمال و الوسط و..... و كأن السيد مناضل و يتعرض إلي الاضطهاد و التميز العرقي...فالسامع لوديع الجريء يتخيل نفسه يستمع إلى مالكوم أو غاندي أو شخص من أصحاب البشرة السوداء في أمريكا أو الهنود الحمر أو...... لأن هذا الوديع و هو ليس بوديع يريد تصوير نفسه انه ضحية لمؤامرة عرقية أو عنصرية أو حتى اجتماعية «عادات، تقاليد..." وان هذا الفشل و هذا الفساد ليس منبعثا منه و من مكتبه بل هو مؤامرة ألصقت به جزافا للإطاحة به من كرسي الجامعة التونسية لكرة القدم و كأن هذا الوديع صدام حسين تحاربه جميع القوى .
قدم  نفسه  في  صورة الضحية  الكبرى الوحيد والجلاد ون كثر  و انه  اشرف  الناس  و اطهر و أعفهم  و يفتخر بالملية  و التخليلة  ونال  حتى من   المعجم الديني وطاف  على قيام الليل في المقابل ابرز الأمهات  في الساحل  و كأنهن   لا تلبسن الملية  ولا تقمن الليل  وإنما  تسهرن  في العلب الليلية  وغيرها  من  الفاظ  شعبوية ركيكة  جاءت في سياق حديث  لا يستقيم  .. حديث  اقل  ما يقال  عنه  انه  تسرب من قعر نتن مليء بمخلفات عفنة تنتابك حالة القرف من الاستماع  له و لا تستطيع أن تكمل الاستماع إلى الأخير..
كثيرا  ما  رددنا  المهازل  التي  أتاها  وديع  الجريء   وقد دفعنا  إلى ذلك المهازل  التي  عاشتها  كرة القدم التونسية في  عهده  و تحيرنا  من  تشبث  رئيس الجامعة بمنصب الرئيس  رغم  السيل  الجارف  من النقد و الانتقاد الذي لاحقه بسبب  الفشل  الذريع  الذي مني به  ...  و ما يمكن  إضافته  اليوم هو ما سلكه  رئيس الجامعة من سلوكيات  مبتذلة  من خلال  التعامل  في رحلات  المنتخب  مع  شركة الطيران المفلسة سيفاكس آرلاينز  متخليا  في سابقة تاريخية عن  خدمات الناقلة الوطنية  وملتجئا  إلى الخواص  على  اعتبار الانتماءات السياسية المتشابهة بين الفريخة و الجريء  و كذلك مهزلة  صعود  نادي اتحاد بن قردان   حيث  تبين  لنا  انه  خلال  الموسم  المنقضي  كانت لوديع الجريء جلسة حميمية مع رئيس  مستقبل قابس  رياض الجريدي و مسؤول بارز عن جمعية جربة في نزل نهوراس بالحمامات ... وقالت بعض التسريبات حينها أن هناك نية لعدم تمكين اتحاد بن قردان من الصعود في الموسم الفارط  و تأجيل  صعوده  إلى الموسم الحالي  وهو ما كان فعلا ... الأمر الذي تفطن إليه بعض أهالي الجهة و الغيورين على النادي الذين شنوا حملة مسعورة على ابن جلدتهم و عائلته... مع  العلم أن هناك  احد رجال الإهمال المعروفين في مجال التهريب  يدعم بقوة احد المنتسبين  لعائلة الجريء للترشح  إلى رئاسة  بن قردان ...ثم  ان  اللقطة  المهزلة  التي  أتاها  حارس  اتحاد بن قردان أضحكت  علينا  شعوب  العالم  و مررتها  عديد القنوات التلفزية الاجنبية عبر فقرة الطرائف الحاصلة في الملاعب  أضف  على ذلك  فان الحكم  الذي  أغمض  عينه  عن اللقطة و لم  يقص حارس  المرمى هو من البيادق  التي  زرعها الجريء  في  رابطة سوسة ... و من المهازل  المستحدثة  ان  الرجل  قد انتقده  فريق النجم  فحرمه من  اللقب و حكم لم يطبق تعليماته   او  قل  انتهت  مدة صلوحيته فأقصي من القائمة الدولية  أما فريق سيدي عامر فلما عاتب الجريء  أصبح يلعب في ولاية القيروان برغم من أنه موجود في ولاية المنستير و لما طالب اللاعب  حسين الراقد بحقه أقصي من المنتخب...
أمّا كبرى المهازل التي سيحفظها التاريخ لأنها مثلت سابقة في تاريخ كرة القدم التونسية  فتتمثل في إيقاف رئيس الجامعة عن  النشاط من طرف  الكاف ... فضلا عما تضمنته قوانين الجلسة العامة الممررة و أبرزها التدخل في عمل الهيئة الوطنية للتحكيم الرياضي الكناس بهدف سحب البساط من تحت إقدامها وإضعاف سلطتها خدمة لأجندات المكتب الجامعي. فالجريء في خلاصة فضحنا محليا وفضحنا قاريا... و قضى على كل شيء جميل ...فمتى يقدم ولو مرة خدمة لمنصبه وللرياضة التونسية ويقدم استقالته و يرحل غير مأسوف على عهده عهد الفشل بامتياز.    


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire