بلغنا من مصادر أكيدة أنّ محمّد الطّاهر بالأسود مدير
ديوان رئيس حكومة مافيا المال مهدي جمعة قد قدّم صباح يوم 22 الثلاثاء سبتمبر 2015
استقالته من منصب مدير ديوان بوزارة الصّناعة والطّاقة والمناجم نتيجة احتدام الصّراع
بينه وبين الوزير خلال الفترة الأخيرة على خلفيّة قضيّة شركة "اندبندت
ريسورسز" البريطانيّة والتقييم الذاتي المغلوط الذّي أعدّه الوزير الفاشل والذي
عرضه على رئيس الحكومة حبيب الصّيد يوم السّبت الفارط خلال المجلس الوزاري الموسّع
الذي عقد بمدينة الحمّامات لتقييم الحكومة.... حيث أنّه وبعدما نشرت شركة
"اندبندت ريسورسز" البريطانيّة التي تتكلّف بالتنقيب عن البترول في تونس
منذ عام 2012 خبرًا مؤكّدا الأسبوع الفارط على موقعها الإلكتروني حول اكتشاف بئرين
تقدّر طاقتهما الإنتاجيّة وفق تقديرات أوّلية بـ77 مليون برميل نفط تمّ تناقل الخبر
في عدّة وسائل إعلام تونسيّة بسرعة النّار
في الهشيم وكعادته قرّر الوزير الفاشل إخفاء الخبر والتستّر عليه تفاديا للمسائلة
والمتابعة وطلب من بالأسود مدير ديوانه إعداد مذكّرة تكذيب يتمّ من خلالها تكذيب
الشّركة بطريقة ذكيّة وحجب المعلومة عن الرّأي العامّ تفاديا للتجاذبات ودرءا
لتداعيات حملة "وينو البترول" التي كادت تطيح برأسه إلاّ أنّ بالأسود أعلن
صراحة عن رفضه اللّجوء للتكذيب وذلك بحضور بعض المسؤولين من الوزارة وأعلن أنّه لن
يشارك في سياسة التّمويه والجبن التي يتوخّاها صاحب القرار وتمّ بالطبع نقل هذا
الموقف للوزير من قبل فاعل خير وعلمنا من ذات المصادر أنّ الوزير قد استشاط غضبا
وأجهر بأنّه هو الوزير وهو المسؤول عن اتّخاذ القرار،الوزير حمد لم يتّخذ أيّ إجراء
ضدّ مدير ديوانه وكلّف رضا بوزوادة مدير عامّ الطاقة بهذه المهمّة التمويهيّة والذّي
أدلى بمغالطات لوكالة تونس للأنباء على أن يتمّ اعتمادها في ما بعد لمغالطة نوّاب
الشّعب بالبرلمان أثناء المساءلة... وإثر
ذلك طلب الوزير العاجز من بالأسود إنجاز تقييم ذاتيّ لأدائه كوزير ولأداء الوزارة
بشكل يخفي نقاط الضّعف ويبرز نقاط القوّة لعرضه يوم السّبت بالحمّامات ولكن بالأسود حاول أن يستخدم كفاءته في تقييم الأداء
باعتباره مختصّ في الرّقابة (مراقب عام سابق برئاسة الحكومة ) وأنجز، حسب ما وردنا
من معلومات، عرضا يبيّن الإشكاليّات الاتصاليّة التّي تعاني منها وزارة الصّناعة
خاصّة في مجال الطّاقة والمناجم وأبدى مقترحات عمليّة وبيّن جهود المديرين العامّين
بالوزارة ورؤساء المنشآت العموميّة التّابعة لها والخاضعة لإشرافها ولكن الوزير
الخائف على منصبه والمرتعش خوفا من الإطاحة به في أوّل تحوير كالعادة استشاط غضبا
وطلب بحضور البعض من الإطارات من بالأسود تعديل العرض ثمّ هاتفه وطلب منه حذف الإشكاليّات
أو تلطيفها والتركيز على حسن أدائه كوزير وعلى الصّعوبات التي تعترضه كوزير ولا
الصّعوبات التي يواجهها قطاع الطّاقة كما طلب منه حذف بعض العبارات... وكان هذا
الطّلب القشة التي قصمت ظهر البعير أو القطرة التي أفاضت الكأس فعدّل بالأسود
المذكّرة في ضوء توصيّات وزيره وقدّمها له مرفقة بطلب استقالة من منصبه ولكن هذا الأخير
وبحكم خبثه ودهائه طلب منه مراعاة نفسيّته وتخوّفه من يوم السّبت يوم الحساب أمام
رئيس الحكومة وطلب منه أن "يخلّي الأمر يستراح" وسحب منه ملفّا كان يعدّه
بخصوص جلسة عامّة مبرمج عقدها يوم الإثنين 21 سبتمبر 2015 بحضور ممثلين عن الأحزاب
السّياسيّة لتقديم برنامج عمل لجنة التنمية الصّناعيّة والمناجم والتحكّم في الطّاقة
وطلب منه عدم المشاركة في أعمالها ليتفرّغ للملفّات الأخرى بالرّغم من تمكّن بالأسود
من جميع تفاصيل الملفّ الذّي أعدّه بنفسه...
الوزير الفاشل زكريّاء حمد قد ضغط على
مدير ديوانه الفاشل ابدا الطاهر بالأسود عديد المرّات ليجبره على عدم مطالبة دائرة
المحاسبات بتمكينه من حقّ الردّ على الملاحظات التي تخصّه والواردة بتقريرها
الثامن والعشرون لسنة 2013 بخصوص صندوق إعادة توجيه وتنمية المراكز المنجميّة بقفصة
وهي ملاحظات تأكّد بالأسود فور حلوله بوزارة الصّناعة في فيفري 2015 من أنّ الرّئيس
المدير العامّ الحاليّ للصّندوق الدّيناري هو الذي أكّد ملاحظات الدّائرة في ردوده
ولم يكلّف نفسه عناء التثبّت من سابقيه ولا من معاونيه للتحرّي في اتّهامات دائرة
المحاسبات بل وزاد في تعميق التّهم وتهويل الحقائق وصادق على كلّ ما ورد بالتقرير
طالما أنّه لا يمسّ منه ولا يخصّ فترة تصرّفه، ولم تعط دائرة المحاسبات لبالأسود
ولا للاحقه خالد العذاري الحقّ في الردّ على خلفيّة ضغائن قديمة بين الثنائي ورضا
مسعود صاحب التقرير ومستشار بالغرفة الجهويّة لدائرة المحاسبات بقفصة الذي تستّر
على أخطاء وجرائم قريبه وصهره عليّة أولاد عليّة الذي عزله شلبي قبيل الثورة من
منصب رئيس مدير عامّ الصّندوق المذكور ولم يراقب فترة تصرّفه بالصّندوق تماما.
وعلى خلفيّة ما تواتر من ملاحظات بهذا التقرير وكذلك على خلفية نشرنا في أعداد
سابقة لأجزاء منه رغب بالأسود في ردّ رسميّ على جريدتنا لتوضيح ما جاء بالتقرير
وبيان مدى مسؤوليّته وذكر ما أتاه من تحسينات حجبتها الدّائرة ولكن زكريّاء حمد
رفض ذلك بدعوى أنّه لا مجال للردّ على "الإشاعات والجرائد" ومنعه من
مطالبة دائرة المحاسبات من حقّه في الردّ بدعوى أنّه لا أهميّة لذلك وأنّه
"لا وجود لوقت يهدر في الرّدود" وقال أحد محدّثينا أنّ هذا الموقف السّلبي
الصّادر من حمد قد دفع بالأسود إلى التلويح
باستقالته منذ شهر جوان الفارط خاصّة عندما بلغه أنّ وزيره هو بنفسه يستغل ما جاء
بالجريدة ويستشهد بها لتشويهه لدى من هبّ ودبّ كلّما ذكر بالأسود بخير أو ذكر تفانيه
في عمله وتمّ إطراؤه، ولكن حملة "وينو البترول" أجبرته على التّراجع عن
الاستقالة والالتزام بعمله والدّفاع عن الوزارة....
محمد الطاهر بالاسود |
هذا ولا بدّ ان نشير الى انّ محمد الطاهر بالاسود (43
سنة) هو الصندوق الاسود لوزارة الصناعة منذ زمن محمد العفيف شلبي ويحظى بدعم لوبي
البترول ببلادنا بعد ان ساعدهم على استباحة ثروات البلاد وهم من اقترحوه على مهدي
جمعة ليعتمده كمدير ديوان وزير الصناعة وبعدها كمدير ديوان رئاسة الحكومة وليعود
الى مكانه الاصلي بوزارة الصناعة بعد ان قرر الحبيب الصيد تعيين الطيب اليوسفي في
الخطة رغم الضغوطات والهرسلة الخارجية ... الطاهر بالاسود اعتقد انه بامكانه التحكّم
في وزيره الجديد زكرياء حمد الذي روج عنه لدى المحيطين به بانه من الإطارات
المحدودة الكفاءة والإمكانيّات بوزارة الصناعة زمن العفيف شلبي وهو اي بالأسود
(مدير عامّ مكتب التأهيل آنذاك) على دراية تامّة بضعف أداءه ومحدوديّته بحكم قربه
من شلبي وإطّلاعه على جميع الملفّات... وبديهة ان يتحول الوزير الى تابع لمدير
ديوانه المتغوّل والذي اجاز لنفسه بما لا يجوز واصبح يتصرّف وكانه الوزير الفعلي
... وضعية اكتشفها وعلّق عليها كل المتعاملين مع وزارة الصناعة الذين اكدوا على ان
الطاهر بالاسود هو الوزير وما زاد على ذلك فهو هراء .... ومن المرجح ان يتدخل لوبي
الفساد في قطاع البترول لترجيح كفة الطاهر بالاسود ودعم موقفه فخروج هذا الاخير من
وزارة الصناعة يعني افتضاح عديد ملفات الفساد الطاقي والايام القادمة كفيلة
بالاجابة .
زكرياء حمد |
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire