شواطئ حلال بالهوارية في حماية الشرطة الدينية: لا فائدة في إنكار وجود فرق"الحماية البيئية والأخلاقية " ببلادنا

مثلما دخل الارهاب بلدنا الآمن عبر بوابة الجمعيات الخيرية التي اتخذت من نشاطها الخيري المزعوم مطية لزرع بذور الفتنة والدمار والارهاب في تونسنا ...ها هم اصحاب الوجوه المقنعة وتجار الدين وشيوخ بول البعير يكتسحون شواطئنا الجميلة عبر بوابة جمعيات النظافة البيئية لتحويلها الى شواطئ حلال على شاكلة مطاعم حلال ونزل حلال ومقاه حلال ومتاجر حلال وفضاءات حلال ... والغريب في الامر ان سلطة الاشراف "المغيبة بطبيعتها" اختارت كالعادة سياسة النعامة وغمست رأسها في الرمال. 

تنسيقية الجمعيات بالهوارية هي في الحقيقة جهاز امن مواز يشبه الشرطة الدينية أو ما يسمى بهيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر عهد لها من طرف جماعة اخوان تونس تنفيذ مخطط شيطاني جديد يفضي الى بسط السيطرة على كامل الشواطئ التونسية لتحويلها الى شواطئ حلال (حسب تعبيرهم طبعا) وذلك من خلال مراقبة لباس النساء وضمان تغطيتهن  للوجه والشعر والجسد ومنع اختلاطهن مع الرجال ودعوة المصطافين إلى الخير والمساهمة في المحافظة على الأخلاق والقيم الإسلامية والآداب العامة (حسب زعمهم) وقد تقرر في هذا الاطار ان تكون الانطلاقة من مدينة الهوارية... منذ ثلاث سنوات تقريبا انتشرت على شواطئ الهوارية مجموعات غريبة يطلق عليها اصحاب القبعات الخضر بالهوارية نسبة الى القبعات الخضراء التي يضعونها على رؤوسهم casquette مكتوب عليها  PEM  وترجمتها بالعربية الحماية البيئية والاخلاقية ... هذه المجموعات انطلقت في العمل على كامل شاطئ مدينة الهوارية من اجل تطهيره وتنظيفه على قاعدة " يا ضيف تمتع بالصيف وخلي الشط نظيف" ... " (عملية تمويهية) وكان ذلك بمشاركة عناصر من الكشافة التونسية ومصالح الوكالة الوطنية لحماية المحيط  ANPE ومصالح وكالة حماية وتهيئة الشريط الساحلي APAL وبدعم من حكومة الترويكا وخاصة وزيري البيئة في حكومة الجبالي (مامية البنا) وفي حكومة العريض (منير المجدوب) المحسوبين على جماعة اخوان تونس ...وبعد حملات التنظيف البيئية انقلب الامر الى حملات شرسة وممنوعة لاجبار المصطافين على سلوكيات جديدة غريبة عن مجتمعنا ...

 والمثير للغرابة أن قمصان T-shirt  أفراد هذه المجموعات الممنوعة كتب عليها بلغتنا " الحماية البيئية والأخلاقية لشواطئ الهوارية" وذلك على خلاف القبعات التي كتب عليها بالفرنسية عبارة PEM (في خلط مقصود مع عبارة PM والتي تعني الشرطة العسكرية) ومن خلال متابعتنا لتحركات عناصر هذا الجهاز الممنوع تاكدنا من عزمهم على منع الاختلاط بين الجنسين وفرض لباس سباحة ديني Maillot Islamique  على كافة المصطافين  والتعدي على الحريات الشخصية  وغيرها من الترهات والخرافات ...فالمهم بالنسبة إلى جماعة تحويل احد اشهر شوطئ البلاد واكثرها روعة الى منتجع "حلال" ممنوع على غير الدواعش والاخوان ومن لف لفهم.... 

ومنذ ايام تداولت مواقع التواصل الاجتماعي "فايس بوك" صورا مثيرة لهذه العناصر المشبوهة ... ثلاثة رجال ملتحين في لباس موحد كتب عليه من الخلف "الحماية البيئية والأخلاقية لشواطئ الهوارية"..مجموعة تتنقل بكل حرية على شاطئ الهوارية لمراقبة تصرفات المصطافين وسلوكياتهم وتظهر قربهم احدى المحجبات محتمية بمظلة على الشاطئ وقد علق احدهم على الصورة "زغرطوا ها نساوين ، ولات عندنا هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر في تونس" فيما علق النقابي الامني الحبيب الراشدي "الشرطة الدينية على شواطئ قليبية" و" الأمن الموازي الذى تنفيه النهضة ومكوناتها .... أين النيابة العمومية ؟" كذلك علق متابع اخر كاتبا تحت الصورة المثيرة "الامن الموازي ؟؟ هنالك أمن سياحي قانوني؟؟ يجب الضرب بيد من حديد" ومن الجهة المقابلة علق احدهم " يجب توحيد الجهود حتى إقليميا.... فما يحدث في الهوارية ينسحب على بقية شواطئ الجهة كقليبية وحمام الأغزاز.. عدا أن الهوارية ذات بيئة حساسة جدا لأي سلوكات غير مسؤولة" كما اضاف احد اعضاء المجموعة المارقة التي نصبت نفسها حامية لشواطئ الهوارية من التفسخ الاخلاقي حسب زعمهم طبعا " شكرا لجمعية الإصلاح والتنمية على آنشغالها بالوضع الكارثي الذي يهدد الهوارية ويجب وقفة حازمة من جميع المواطنين."

حقيقة الجمعية المشبوهة ... تنسيقية الجمعيات بالهوارية:        

ما يسمى بتنسيقية الجمعيات بالهوارية هي في الحقيقة تحالف مشبوه لعدد 9 جمعيات متطرفة محسوبة على حركة النهضة (جمعية الاصلاح والتنمية – الجمعية القرآنية بالهوارية – لجنة حماية الثورة بالهوارية – فوج الكشافة بالهوارية – جمعية الصيد البحري بالهوارية - جمعية تنمية بلا حدود بالهوارية -...) اراد الاختفاء وراء جهة افتراضية غير قانونية اطلق عليها تسمية تنسيقية الجمعيات بالهوارية (هاتف جوال 28264094 وهاتف قار 72297089) وذلك لابعاد الشبهة ولاحتكار العمل الجمعياتي بالمدينة الهادئة "الهوارية" وقد اعتادت تنسيقية الجمعيات بالهوارية تنظيم حملات تمشيط على طول شواطئ المدينة ظاهرها تنظيف وباطنها مراقبة وردع لسلوكيات المصطافين ويرأس التنسيقية المشبوهة شخص مثير للكثير من الجدل معروف بتشدده وانتمائه لحركة النهضة ونعني به فهمي الاسطا رئيس جمعية الاصلاح والتنمية بالهوارية ...

وتتواصل سياسة الضحك على الذقون

بعد ان انتشر خبر فرقة الحماية البيئية والاخلاقية بالهوارية وتداولت صفحات التواصل الاجتماعي " الفايسبوك " صورا لأشخاص بشاطئ الهوارية يرتدون قمصانا موحّدة، كتب عليها "الحماية البيئية والأخلاقية لشواطئ الهوارية" سارع فهمي الأسطا رئيس ما يسمى بتنسيقية الجمعيات بالهوارية (هيكل نهضوي مشبوه يتكون من 9 جمعيات) الى التدخل اعلاميا ليؤكد بان دور فرقة "الحماية البيئية والأخلاقية على شواطئ الهوارية" تحسيسي بالأساس وليس ردعيا ويهدف الى حماية الشواطئ من التلوث ومن المظاهر اللاأخلاقية كما  تدخل في نفس اليوم ناجح النوري (نهضوي) معتمد الهوارية لينفى انتماء هذه الجماعات لمعتمديّة الجهة، مؤكدا بأنهم مجرد نشطاء تابعين لجمعيات تعنى بنظافة البيئية مضيفا بأن شواطئ المنطقة لم تشهد أيّ اعتداء على الحريّات الشخصية (منها حريّة اللباس)،وبعده تدخل محمد العكرمي الحامدي  والي الجهة ليؤكد بأنّ ما تمّ تداوله من  صور في بعض مواقع التواصل الاجتماعي بخصوص وجود الشرطة البيئية والأخلاقية في شواطئ الهوارية يعود إلى سنة 2011 ... والحقيقة المرة ان جميعهم يكذبون من الوالي الى رئيس التنسيقية مرورا بالمعتمد ويمكن ان نلاحظ ذلك في تضارب تصريحاتهم  وعدم تماسكها  .

المراسلة الرسمية التي فضحت جماعة الحماية البيئية والأخلاقية

المراسلة الرسمية التي فضحت جماعة الحماية البيئية والأخلاقية او هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر(سموها كما شئتم) تحمل الرقم الاشاري للصادر 20/2015 ومؤرخة في 27 جويلية 2015 وموجهة من رئيس جمعية الاصلاح والتنمية النهضوي فهمي الاسطا (رقم هاتف الجمعية القار 72269588 ) الى معتمد الهوارية النهضوي ناجح النوري وموضوعها طلب عقد جلسة عمل طارئة حيث جاء في المراسلة ما يلي : "تحية وبعد نظرا لما تشهده مدينة الهوارية خلال هذه الصائفة من اقبال كبير للمصطافين وما خلفه ذلك من تداعيات سلبية على المستوى الاخلاقي والبيئي فاننا نرجو منكم الدعوة لعقد جلسة عمل طارئة بحضور السادة : مدير اقليم الامن الوطني بنابل ومدير وكالة تهيئة الشريط الساحلي واعضاء النيابة الخصوصية لبلدية الهوارية وذلك لتدارس النقاط التالية : التلوث البيئي والاخلاقي لشواطئ الهوارية والانتصاب الفوضوي للمظلات الشمسية على امتداد الشاطئ ووضعية مأوى البطحة ومأوى القراقة والمطلوب ضبط خطة عمل للحد من هذه المشاكل والسلام" ومن فحوى المراسلة نفهم الحكاية ونتاكد من وجود جهاز الشرطة الدينية الذي اختفى وراء تسمية مستحدثة للغرض ونعني بها " الحماية البيئية والأخلاقية" Protection Environnementale et Morale واختصارها بالفرنسية عبارة PEM وكذلك نخلص الى ان الجماعة اختفوا وراء النشاط البيئي "المسموح به " لتغطية النشاط الردعي للمصطافين "الممنوع".

تنسيق بين التنسيقية والسلطة الجهوية

بالولوج الى صفحة التواصل الاجتماعي "الفايسبوك" الخاصة بالجمعية المشبوهة "جمعية الاصلاح والتنمية بالهوارية" التي يرأسها فهمي الأسطا على الواصل الاليكتروني التالي https://www.facebook.com/ardhaouaria نصدم لهول المفاجأة حيث نشر على الصفحة بتاريخ 14 اوت 2015 في حدود الساعة 01.04 فجرا اعلان لفائدة القبعات الخضر بالهوارية والحماية البيئية والاخلاقية لشواطئ الهوارية حيث ظهرت صور القبعات والاقمصة التي قيل بانها تعود الى سنة 2011 كذلك رصدت الثورة نيوز نشر تعليق كتبه فهمي الاسطا باسم جمعية الاصلاح والتنمية بالهوارية يوم 15/08/2015 في حدود الساعة 14.57 جاء فيه حرفيا ما يلي : "كلامك صحيح سي نازي وما نختلفوش معاك لكن دور الجمعيات هو دفع السلط المعنية الى تطبيق القانون ضد كل التجاوزات والخروقات الاخلاقية التي اصبحت تهدد شواطئنا كذلك للتوضيح فان الحماية الاخلاقية لشواطئ الهوارية ستكون عبر التحسيس والتوعية اما الردع والزجر كما اسلفنا الذكر فهو من مشمولات الساهرين على تنفيذ القانون " حيث جاء الرد على تعليق شخص يدعى نازي بن حميدة دوّن في تعليقه على صور القبعات الخضر واقمصة اعوان الحماية البيئية والاخلاقية حيث كتب " حماية البيئة شيء يعمل الكيف ورائع ... وحماية الاخلاق هي مهمة القانون موش مهمة الجمعيات" ومن هنا نفهم تركيز عصابة فهمي الاسطا على رصد سلوكيات المصطافين على شواطئ الهوارية قبل النشاط البيئي في تنظيف الشاطئ ومراسلة يوم 27 جويلية 2015 (التي ننشر نسخة منها) تؤكد وجود تنسيق بين جهاز الامن الرسمي وجهاز الشرطة الدينية الموازي برعاية السلطة الجهوية .

هذا وقد اعتادت تنسيقية الجمعيات بالهوارية (لا وجود قانوني لها) على  تنظيم حملات تمشيط على طول شواطئ المدينة ظاهرها تنظيف وباطنها مراقبة وردع لسلوكيات المصطافين ، ويمكن الرجوع الى الاعلانات المنشورة على الصفحة المشبوهة الخاصة بجمعية الاصلاح والتنمية بالهوارية على "الفايسبوك" للتاكد من ان الجماعة استباحوا الارض والعرض ونصبوا أنفسهم حراسا على الشاطئ الحلال لمدينة الهوارية .