يعد هذا
الملف من
اخطر الملفات وأكثرها تلاعبا في
تاريخ وزارة التعليم العالي لا
قياسا بحجم الاموال المجنية منه وقيمة العمولات العائدة
الى الاطراف الماسكة به
ولكن اعتبارا لما تضمنه
من تلاعب مفضوح ومكشوف
الأمر الذي جعل هيئة
المتابعة والمراقبة تصدر قرارا
فوريا بإلغائه وتفتح فيه بحثا
قد يذهب بالرؤوس
إلى ما وراء البحار...
اليوم ونحن
نطلع على كافة الوثائق الخاصة بطلب
العروض الوطني عدد2015/02 الصادر
عن جامعة سوسة ترسخت لدينا قناعة مفادها أن
الفساد في جامعة يقودها
فيصل المنصوري وفوزي هاشم قد
اتخذ له مستقرا .. ذلك أن هذه الجامعة قد
تحولت
الى ما يشبه البيئة العامة الموبوءة
تعبّد طريق المناصب للانتهازيين ومن باعوا ضمائرهم وانخرطوا في "عصابة" المتآمرين
على المصالح العليا للبلد مستفيدين من الامتيازات والريع الذي تجود به الشركات المتمسحة... فالفساد في هذا الملف بلغ أوج تطوره وتجاوز الواقع
ليكتسب صفة ميتافيزيقية أسطورية أضحى بمقتضاها قضاء وقدرا يجب التسليم به... بل بلغ ذروته
وانتقل في لحظة مفصلية من بعده
المحلي الضيق الى بعده العالمي الواسع خاصة وأن
الصفقة هذه المرة هندست على
مقاس شركات فرنسية مشبوهة .
خطوات
قبل الصفقة
قبل أن نخوض
في تفاصيل الصفقة الملعونة و من كان وراءها
نورد أننا علمنا أنه قبل
انجاز هذه الصفقة الدولية (
طلب عروض عدد2015/02 صادر عن جامعة سوسة ) أن
هناك ممثلين عن
شركات فرنسية تم
استقدامهم إلى جامعة سوسة حيث كان
لهم جلسات مع كبار مسؤولي
الجامعة و عرضوا عليهم
كل البضاعة التي ينتجوها
من خلال " كاتولوجات " " catalogues" تم عرضها
وتركها لدى الساهرين عن
هندسة الصفقات ...
وتشير التسريبات إلى ان
الجلسة كانت ودية وتعرضت إلى عدة نقاط
منها الامتيازات التي توفرها
هذه الشركات و منها الهدايا
التي تمنحها للمتعاملين معها ومنها العمولات المجزية التي تسوقها
و نسبها المتفاوتة ... جلسة تبادل فيها الجميع الآراء و رضي بها و بمحتواها
كل الحاضرين لأنها كانت جلسة اقتسام الغنيمة..
صفقة العار
الدولية : طلب العروض عدد2015/02
من المعطيات الأساسية
التي لابد من
ذكرها أن هذه الصفقة
محور حديثنا تفوق قيمتها
ال3مليون دينار تم توجيهها كليا إلى مجموعة من الشركات الأجنبية
التي تستغل ظروف البلاد لبيع معداتها بأضعاف أسعارها الحقيقة و ذلك عن طريق
وسطاء محليين وأطراف من جامعة سوسة ... والجدير بالتأكد منه أن كراس
الشروط الخاصة بهذه الصفقة تم إعدادها من قبل هذه الشركات التي فصلتها على مقاسها...
و لكن كيف ذلك ؟
ففي ظاهر كراس
الشروط أنها معدة لكل الشركات
ولكن في الباطن قد فصلتها بعض الشركات على مقاسها وضمنتها بالتدقيق الخاصيات الفنية
التي توفرها الشركة المصنعة للمنتوج ...
فكانت بمثابة بطاقة تعريف للمنتوج الذي
لا تجده بمثل
تلك الخاصيات المطلوبة الا عند
مزود واحد فقط وهو تلك الشركة التي وقع الاتفاق
معها مسبقا في بهو جامعة سوسة و حتى يكون
كلامنا واضحا سنضرب لكم
مثالا للتبسيط والتدقيق: و هو
كالأتي فعلى سبيل الذكر لا الحصر الجزء عدد 5 المخصص للمعهد العالي للعلوم
التطبيقية والتكنولوجيا بسوسة و تحديدا lot n 52 و المخصص لتزويد المعهد بجهاز
تشخيص متعدد الماركات" appareil diagnostique multimarques" حيث كانت
الخاصيات الفنية للجهاز الواردة بكراس
الشروط هي نفسها الخاصيات التي لا
توفرها إلا شركة وحيدة وهي شركة
لانيش LAUNCH دون
زيادة أو نقصان بل حتى عملية
رقن الخاصيات كان
وفق مقاربة اقطع و الصق "COUPER COLLER" . علما أن
كل الطلبات المعروضة للاقتناء كانت على
نفس المنوال وعلى نفس الشاكلة مع
تغيير في اسم الشركة المزودة ...
الغنيمة الكبرى
رغم أن الجماعة في
جامعة سوسة اتفقت مسبقا
مع عدد من الشركات إلا أنّ فوزي
هاشم قام بالاتصال ببعض الشركات التونسية حتى يشاع ان الرجل
لا يعتمد سياسة الإقصاء و للإيهام انه
فاتح ذراعيه للجميع للمشاركة غير ان اللعبة "ملعوبة" من قبل والاتفاق تم مسبقا مع
المزودين الأساسيين و حجم الغنيمة اكثر من الفتات التي
توفرها الشركات التونسية المنبطحة و
للإيهام أيضا أنه لم يقم بتشريك
شركته السلامة فالنصيب متوفر هذه
المرة و بالعملة الصعبة .. قلنا
رغم هذا فقد
فازت شركتا"PROODIDAC" و"DIDA CONCEPT" بالنصيب الأوفر حيث تم توجيه
مبلغ يفوق 500 ألف دينار لهما
ولعمري أن العمولات
الكبرى ستكون من لدن هذه الشركتين
..
التلاعب في
جامعة سوسة
المعلوم أن
رئيس الجامعة فيصل المنصوري
متورط في هذه الصفقة على اعتبار أن
التلاعب كان من بهو الجامعة وهو المسؤول عنها أخلاقيا
و قانونيا والمعلوم أيضا أن الملف
الحالي متورطة فيه اطراف تقوم
بالتغطية على هذا التلاعب و تنسق مع الشركات المذكورة لربح أقصى قدر من الصفقات حيث
برز بما لا يدع مجالا
للشك أنه تم نسخ الجذاذات
الفنية الخاصة بالشركات الأجنبية المتورطة في هذا
الملف بصفة كلية من طرف الجامعة تمهيدا لإسناد هذه الشركات جميع
الصفقات الممكنة علما بان المصالح المختصة بجامعة سوسة قد أدخلت بعض العبارات التجميلية على غرار "min-max"أو قامت بتبديل
التسلسل العددي الوارد بالجذاذات
بهدف الإيهام والتغطية و نذكر هنا على سبيل
الذكر الأقساط 7 الفصل 1 و 20 الفصل1 و 23 فصل3 و 50الفصل1 و 53 الفصل1 .
قمة الاستهتار: كثر الهم يضحك
إلى جانب أنّ
الفساد في ملف الحال
قد بلغ الزبى فانه
في الجهة المقابلة برز الاستهتار والضعف الفني
في أبهى تجلياته .. حيث قام المشرفون
على إعداد كراس شروط في إحدى الأقساط الموجهة إلى إحدى الشركات التي
تم الاتفاق معها مسبقا على إدراج جملة اشهارية للمنتوج ضمن
الخاصيات الفنية المعروضة تم
اقتطاعها و إلصاقها عن سهو
إلى جانب الخاصيات و هي عبارة
جعلها المصنع في ذيل
خاصيات التعريف بمنتوجه الموضوعة في "الكاتالوج " وهذه
العبارة هي:"
Compatible
avec tous les véhicule vendu depuis 1996 utilisant le port OBDII :
véhicule européen .Asiatiques et américains
شركات منافسة فرنسية فضحت الأمر
كاد الأمر يمر بسلام وكادت تغنم الجماعة ما هندست له
وما بحثت عنه و لكن
شركات فرنسية منافسة للشركات
المشبوهة انتفضت و فضحت الأمر بل
احتجت عن طريق ممثليها ورؤساء
فروعها في وزارة التعليم العالي و بينت
الخور وسبل التلاعب وتوصلت إلى كشف الألاعيب و فضحها
الأمر الذي جعل هيئة المتابعة و المراقبة تأمر بإيقاف العرض فورا و فتح بحث جدي
فيه ..
الجداول الفضيحة
تبيانا للرأي العام ولمزيد التوضيح أكثر >نورد
إليكم بعضا من الأقساط
الموجهة إلى الشركات المحددة بعينها والتي
قمنا بتلخيصها باقتضاب
في هذه الجداول الفضيحة :
كبار الرؤوس
أوشكت على السقوط
ما يمكن قوله
ان وزير التعليم العالي شهاب
بودن بات مقتنعا
هو و بعض كوادر الوزارة ان جامعة
سوسة فاسدة وان رأس
العصابة لا بد له ان
يسقط خاصة بعد ان افتضح أمره و بات
محل حديث تلوكه السنة كل المحيطين
بالوزارة والمتعاملين معها ...
يبقى ان صيغة اقالته
تبلورت وان عملية محاسبته وشيكة
... و قريبا تتساقط الرؤوس كتساقط أوراق الخريف و ان غدا
لناظره قريب .












Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire