vendredi 28 août 2015

رحلات الموت : " إيه يا تران قعفور " ... "إيه يا ترانات تونس"




يشكّل قطاع النقل  محرار ا يقاس به مدى تطور البلدان أو تخلفها ، لذلك ما فتئت البلدان المتقدمة تعمل على توفير كل الإمكانات من أجل غاية وحيدة هي توفير أسباب الراحة والأمان للمسافرين برا وبحرا وجوّا . ولكن الأمر في تونس وخاصة بعد الثورة سار في الاتجاه المعاكس إذ ظلت الخدمات تتدحرج من سيء لأسوأ بعد أن " ظهر الفساد في البر والبحر " وتعزز في الجو  بعد فضيحة  " سيفاكس أيرلنز "...والأمر سيان في القطاعين العام والخاص.. أسطول مهترئ وخدمات متردية حيثما كانت وجهتك ووسيلتك في السفر .. وسواق لا يولون لمظهرهم أية قيمة ... حافلات قد تأتي وقد لا تأتي وإذا اتت لا تحترم مواعيدها ... أمّا عن سيارات النقل الريفي والتاكسي الجماعي فلا تسل...والنتيجة ألا عمل لنا في تونس سوى إحصاء عدد القتلى أو الجرحى أو استيراد زبالة فرنسا من الحافلات التي شاخت وهرمت ( 100 حافلة في صفاقس و 300 في تونس )...ونحن إن كنا نلتمس عذرا للدولة التي تحاول الضغط على النفقات  فإننا في المقابل لا نرى الحل في إغراق القطاع بالنطيحة والمتردية وما أكل السبع إغراقا سنعاني منه لسنين طوال بسبب تهرم هذا الاسطول الذي يعز معه في أكثر الأحيان إيجاد قطاع الغيار، فتكون المصيبة مصيبتين ...



ويهمنا في هذا العدد أن نتوقف عند قطاع السكك الحديدية الذي أصبح غما بالنهار وغما بالليل فلا ... ويهمنا في هذا السياق أن نذكر بالقصيدة التي   كتبها  الفنان الملتزم الازهر الضاوي يوما بعد فاجعة  اصطدام قطار قعفور ( 16 جوان 2015) بشاحنة ثقيلة وسماها  " إيه يا تران قعفور "  ...والحقيقة أن مأساة أهالي ذلك القطار – رحم الله موتاهم وشفى جرحاهم- تتجاوزهم إلى غيره من القطارات التي تشق مختلف ربوع البلاد.. فالرحلة في القطار أصبحت رحلة رعب تقض مضجع المسافر الذي يغادر منزله ولا يعلم هل أنّ القطار سيوصله إلى المكان الذي قصده أو انه سيوصله إلى مثواه الاخير ... ففي شمال البلاد كما في جنوبها وفي ولاياتها الساحلية كما في ولايتها الداخليةالداخل إلى القطار مفقود والخارج منه مولود ... 




كوارث بالجملة ووزراؤنا الميامين يتحدثون هذه الأيام عن "القطار السريع" الذي سيغير وجه العاصمة، ولسنا ندري كيف سيغيرها ؟ هل بأسطول فرنسي رفضته الجزائر لأنه غير مطابق لمواصفات السلامة حيث يصعب إخراج الضحايا من العربات عند وقوع حوادث لا قدر الله ؟هل سنجعل حجم الكارثة أكبر خاصة وطاقة استيعاب هذه القطارات مرتفع جدا ؟ ...





إن العودة المدرسية والجامعية على الأبواب ورحلات الموت تهدد كلّ لحظة فلذات أكبادنا في كل منعطف أو منحدر .. العودة المدرسية والجامعية على الأبواب وأهل الساسة بالمناصب منشغلون عن  حق المواطنين  ساهون ..اللهم قد بلغنا فاشهد..اللهم قد نبهنا إلى شركة " سيفاكسأيرلنز" فلم يُستمع لقولنا  فكان ما كان... اللهم ننبّه اليوم إلى  خطر سكك الحديد ...في وطن بقي أبناؤه  " على الحديد"..



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire