يعيش مصنع التبغ بالقيروان MTK هذه المدة أسوأ
أيامه فكل المؤشرات تؤكد تدهور وضعيته واتجاهه المتسارع نحو الإفلاس والتوقف عن النشاط
كليا... كيف لا والمصنع يتخبط منذ مدة في أزمات متواصلة تبدأ لكي لا تنتهي لتمس
جميع أوجه نشاطه وتهدد وجوده...؟ فالأزمة
المالية الخانقة التي يعيشها جعلته يعجز عن خلاص ديونه تجاه جل المزودين الذين
فقدوا الثقة في المنشأة العمومية التابعة لوزارة المالية وعن توفير ما يتطلبه
الإنتاج من مواد أولية ونصف مصنعة وقطع غيار لمختلف التجهيزات والالات والنقليات خاصة
مع تكاثر الأعطاب نتيجة غياب الصيانة بانواعها الكلية والجزئية و... ولولا القروض
المتواصلة من ميزانية الدولة لعجز المصنع حتى عن تسديد أجور أعوانه.... أما على
الصعيد التجاري فحدث ولا حرج.... فلا إنتاج يلبي الحاجيات حيث تسجل السوق غيابا متواصلا لسجائر الكريسطال Cristal légère وسجائر 20 مارس دولي 20 Mars Inter ولا جودة
للسجائر المنتجة بالمصنع لغياب المراقبة وانعدام التحاليل مما جعل المستهلك يفقد
الثقة في المنتوج المحلي ويتجه للسجائر الأجنبية بجميع انواعها بما فيها المهربة
وما لها من مضار على صحته وعلى مداخيل الدولة....
كل ذلك يتزامن مع فقدان المصنع
كل سنة للعشرات من مسؤوليه وإطاراته وأعوانه بسبب بلوغهم سن التقاعد دون تعويضهم
مما أدى إلى تدهور مستوى التأطير وجودة العمل.... وأمام هذا الوضع المزري يواصل
المدير العام النهضوي للمصنع المنهوب عماد عطية (إطار سابق بالمصنع المذكور شملته
ترقية بعد وصول جماعة الاخوان الى الحكم بتعيينه مديرا للمستشفى الجامعي بسهلول
بسوسة وفي خلال اواخر شهر ديسمبر 2014 تم تعيينه في خطة مدير عام لمصنع التبغ
بالقيروان) صمته وتجاهله التام للحالة
التي وصل إليها احدث مصنع تبغ بالبلاد مقارنة بمصنع RNTA بتونس رافضا
إجراء الانتدابات والإصلاحات التي أصبحت اليوم ضرورة ملحة يتوقف عليها مصير
المؤسسة. ومما زاد الأمور تدهورا سوء التصرف في المصنع واللامبالاة على قاعدة
"رزق البيليك"... فالتصرفات والقرارات الشعبوية لعماد عطية واستعداده
للتضحية بالمؤسسة مقابل البقاء في منصبه رغم عدم قدرته على التسيير والتمييز بين
الإطارات في إسناد الوظائف على أساس الولاء لشخصه مع غياباته المتكررة عن العمل
بحكم إقامته في مدينة المنستير كل ذلك زاد الوضع ترديا....
كل هذا معلوم لدى وزارة
المالية سليم شاكر والرجل القوي والمتنفذ بالوزارة بعد الثورة الهادي دمق (الكاتب
العام للوزارة) وكذلك رئيس مجلس إدارة المصنع لا يحرك ساكنا.... ولذا فقد أصبح من
المستعجل إنقاذ المصنع وهو المؤسسة الاقتصادية الوحيدة في الجهة التي توفر الرزق
لأهالي المنطقة بأكملها... ويمر ذلك حتما عبر توحيد قطاع التبغ والرجوع في أقرب
أجل إلى الصيغة الأصلية التي أثبتت نجاعتها في السابق وهي تجميع مصنع التبغ
بالقيروان MTK والوكالة الوطنية للتبغ والوقيد RNTA في مؤسسة واحدة
إذ لا مبرر ولا فائدة في تواصل هذا التشتت والازدواجية في القطاع... ولذلك فإن
تدخل الوزير سليم شاكر أصبح اليوم متأكدا للتسريع بهذه الخطوة وإخراج المصنع من
النفق المظلم الذي تردى فيه وتسمية مسؤول قادر على تحمل المسؤولية ممن تتوفر فيهم
الكفاءة والنزاهة ونظافة اليد.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire