mercredi 6 mai 2015

ارحموا بلدا كان آمنا فهوى




ما كادت تونس تتخلص من المرحلة الانتقالية التي عانى فيها الشعب ويلات الإرهاب وغلاء الأسعار بتشكيل أول حكومة ديمقراطية في تاريخ تونس حتى بدأت معاول الهدم تعمل ليلا نهارا من أجل إرباك حكومة الحبيب الصيد وإسقاطها وشرع أعداء الوطن في إثارة القلاقل حتى يغدوا المشهد ضبابيا تتداخل فيه الأدوار حتى تحول سكان البلاد جميعا إلى محللين سياسيين ..وحتى غدا من هب ودب يفتي في الاقتصاد والاجتماع وفي الزواج وفي الطلاق وفي الحلال والحرام وكثر خبراء الأمن والاقتصاد واختلط الحابل بالنابل وأصبح كل فرد يقول عن نفسه " أيفتى ومالك في المدينة .." كل ذلك يحدث  رغم أن الجميع يعلمون أن نعيش مرحلة حرجة  هي مرحلة " اقتصاد الحرب " التي كانت نتيجة حتمية للتنامي الظاهرة الإرهابية خلال السنوات التي حكمت فيها الترويكا.


والغريب أنّه في الوقت الذي أصبح فيه الاقتصاد على شفا حفرة من الانهيار عمّت الإضرابات في كل مكان وفي كل القطاعات بسبب وبدون سبب ...وهو دفع البعض إلى اعتبار أن المضربين في هذه الفترة هم متواطئون مع الإرهاب بصورة أو بأخرى ..وما زاد الطين بلة هو الأزمة الأخيرة التي تفجرت بين أمين عام الاتحاد التونسي  حسين العباسي ورئيسة منظمة الأعراف وداد بوشماوي، وإذا كان ظاهر الخلاف تصريح وتصريح مضاد فباطنه رغبة  جامحة في مواصلة التأثير في القرار السياسي .
 بعضهم ينتظر بفارغ صبر  تاريخ 16 ماي 2015( مائة يوم على تشكيل الحكومة ) حتى يرقص فرحا بإسقاط حكومة النداء والبعض الآخر يمهل هذه الحكومة أسبوعا وإن تكرم أمهلها أسبوعين  كما هو الحال مع رجل الأعمال شفيق الجراية حتى تتدارك أمرها وإلا فإنها آيلة للسقوط لا محالة .. هذا يصرح بأن أيام الحكومة معدودة من أمثال رموز الفشل السياسي كعدنان منصر وعصام الشابي وذاك يتتبع زلات لسان الوزراء " ليبني  من الحبة قبة " .. ولا ريب في أن المستفيد الأول من الأوضاع التي يراد لها أن تتأزم  هي أحزاب الترويكا التي حكمت ثلاث سنوات فأهلكت البلاد والعباد من جهة ورجال الأعمال الفاسدين من جهة أخرى ..فهذه الجهات التي لا تستطيع أن تعيش إلا في ظل انخرام أمني واضطراب سياسي تعمل في السر والعلن على الإطاحة بحكومة الصيد  ...وبالتزامن مع ما يقوم به رجالا لأعمال الفاسدين وأشباه الساسة الحانقين الذين وجدوا في خونة نواب النداء ما ساعدهم على تنفيذ مخططاتهم الشيطانية هو ما نراه من مدة موجة في الإعلام تبشر بنهاية أول حكومة شرعية في تاريخ تونس الحديث ..



 وليس بخاف أن مثل هذه المخططات الجهنمية  التي تحاك أكثر فصولها في الغرف المظلمة بضفاف البحيرة إن قدر لها أن تنجح ستكون آخر إسفين يدق في نعش هذا البلد الآمن الذي خربه الإخوان ..وإذا ما حدث ذلك – لا قدر الله فإن السفينة ستغرق بمن فيها وأن المعبد وسيتهدم المعبد على من فيه ...

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire