ما أشبه اليوم بالبارحة ، بل قل " مبركك
يا راجل أمي لول " ..بالأمس كان المخلوع وأصهاره يعيثون في البلاد فسادا..
واليوم السلطان راشد الغنوشي يقول للتونسيين إنه ليس بالإمكان أحسن مما كان، بل هو
يأتي في أشهر من الأفعال المنكرة ما لا لم يأته المخلوع في سنوات ،وكأنّ التاريخ
يعيد نفسه ولكن في شكل مهزلة إذ مع قدوم الإخوان إلى تونس ظهر الفساد في البر
والجو والبحر مصداقا لقوله تعالى " إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها " ..فزعيم
الإخوان عاشق الطيران مثلا ما عاد يقدر أن يشارك التونسيين حلهم وترحالهم بل خصص
لرحلاته المكوكية التي يزور فيها معاقل الأخوان طائرة خاصة تحلق به متى شاء – وما أكثر رحلاته إلى
البلدان التي عشش فيها الإخوان وفرخوا -
وتظل الطائرة السلطانية تنظره
ساعات وساعات ( كلفة الساعة الواحدة تقدر ب 50 ألف دينار )
والطائرة المتحدث عنها
ليست سوى طائرة المخلوع التي اغتصبها الشيخ برخص التراب بعد مسرحية سيئة الإخراج
تحت عنوان المصادرة ، مسرحية أعطى فيها من لا يملك لمن لا يستحق ..وإذا ما تواضع
شيخنا الموقر ونزل من السماء إلى الأرض ليصلي النافلة والفرض امتطى السيارات
الفارهة المصفحة التي تسرّ الناظرين وتدمي قلوب أبناء الحواري الفقيرة الذين
اكتووا بجحيم النقل العمومي وإضراباته
التي لا تعرف نهاية ...بل تراه يصول ويجول كأنه السلطان الذي ما جاد التاريخ بمثله
..
أمّا إذا كان الزمن زمن مسرة وعقد قران أو
زواج فعن حياة الملوك لا تسل ، الصورة هي هي وإن تبدلت الأسماء بالأمس وفي القصر
العائلة الحاكمة ترفل في الحرير وتلتقط صورا تذكارية بمناسبةزواج الوسيم صخر الماطري والمدللة نسرين...اليوم وتحديدا يوم
3 أوت 2014 راشد الغنوشي في أحد قصوره- وعددها سبعة- يرفل في النعيم احتفاء بزواج ابنته المدللة انتصار الشيخ من
الوسيم الموفق بالله الكعبي ....فالبرفاء والبنون وبالصحة لشيخنا الذي بدت عليه
علامات النعمة : كرش من الوراء وكرش من الأمام ومن شابه
كرشه فما ظلم ..وصدق أسلافنا حين قالوا "
الهم يهري والخير يطري " ..
ولم يكتف الغنوشي بغنائم الثورة ومخادعة
الطبيبين الذين هللوا لمقدمه ذات يوم مرددين ' طلع البدر علينا ".. بل أصبح شعار مرحلة ما بعد
الثورة " من دخل بيت الغنوشي فهو آمن .." كيف لا والرجل قد تورّك على البلاد وأصبح من صناع القرار السياسي في
تونس بيده الحل والعقد يفعل ما يريد ...إليه يحج رجال السياسة وفي محرابه يصلي الرياضيون.
وبه يستأجر المجرمون إذا ضاقت بهم السبل وكان السجن مأواهم ..وبخصاله يتغنى رجال
الدين والفنانون ..الكل يأتي طالبا رضى الشيخ رضي الله عنه. فكل ثورة ونحن طيبون..
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire