لنرى بدايةً في أي نزلٍ تقيم هذه الأيام عزيزتنا المسماة
معتمدية مساكن ولنتأكد أيضاً إن
كانت مازالت حرة كما يحلو لها أن تظل أم أنها
أمست مملوكة ومعتقلة لدى الرأي الواحد والفكر الواحد والانتماء الواحد....نطرح هذا
التساؤل بعد أن أزكمت أنفونا روائح كريهة تنبعث منها وقد ترجمتها الأخطاء المهنية
الفادحة التي تتكرر دون هوادة والتي أصبحت بمثابة القدر المحتوم...
سؤال نسوقه بعد أن عرفت المعتمدية
كثرة الأخطاء وغلب عليها الاعوجاج وتغير نهج عملها مقارنة بما كانت عليه...حتى عادت محل إزعاج لدى
العامة من أهالينا ومصدر نفورهم على اعتبار تحولها إلى وكر حزبي بدل الاهتمام بمشاغل
المواطن... فقدعادت من جديد تطرق باب الطاعة
خدمة لأجندا معينة.
كما تحوّل معتمدها
المشهور جدا محمد المصمودي إلى منبر يدّعي انتهاج الموضوعية السياسية ويردد
شعارات تنادي بانتسابه لها وبسعيه لتكريسها نهجاً
لدى الأهالي وهو يقنعهم عبر هذه
الشعارات بأنه المخلص للحيادية لدرجة انه يقبل بالتنازل ليحاور ويستضيف كل الأطياف
ومستعد للذهاب إلى درجة مجالسة العدو ...غير أن كل المؤشرات
بل الوقائع تقول إن الهواء في معتمدية مساكن ملوث وامتلأ
الفضاء الجهوي السيادي بالبضائع الصينية فالشهادات و أخبار قادمة من
رحاب المعتمدية تؤكد أن الفضاء طغت عليه
السوداوية وتحاك في دهاليزه قصص مخجلة في شكل مؤامرة وهناك أيضا ضروب من
الإهمال فضلا عن غياب المهنية
لدى المعتمد الذي تحوّل فجأة إلى مسؤول
في الدولة بعد مسيرة طويلة من النضال السياسي وهو المعروف بحسن سيرته الذاتية وبصحة بوصلته النضالية
وبمدى حكمته وقدرته على تجنب الانزلاق كغيرهم إلى مستنقع العمالة وذلك لتحصنه
بالاستقلالية السياسية ولانتمائه إلى جبهة النضال الأساس وهي حركة الإخوان خاصة والترويكا الفاشلة عامة ...حتى أن
العديد رددوا أن بقاء
محمد المصمودي في منصب
المسؤولية حتى بعد مسرحية
حيادية الإدارة زمن الانتخابات ليس سوى جرعة إضافية من "الاستحمار" للتونسيين
تنضاف إلى سلسلة الجرعات التي سقتها حكومة
التكنوقراط للشعب .
سيرة عطرة
محمد المصمودي نهضوي
الأصل والفصل تقلد
مناصب معتمد الزاوية القصيبة
الثريات والكندار والقلعة الكبيرة والصغيرة قبل
أن يكرم على مجهوداته بمدينة مساكن والتي تعد
الجسر نحو الترقيات والتدرج في
السلم الوظيفي إلى مناصب أعلى في
الدولة .
في بادئ الأمر
لم يكن
تعيين محمد المصمودي في الإدارة التونسية لكفاءة يختزلها و
لشهائد جامعية يكتنزها ولا لنضال سياسي يوشح
به صدره فالرجل يزعم
انه دارس سنتين ونصف بعد
الباكالوريا عبر منظومة التكوين
المهني غير أن الواقع يؤكد عكس
ما يدعيه وهو الذي كان
تاجر ملابس جاهزة أتوا به
جماعة النهضة وأحسنوا وفاده ومنحوه
على الهوى والهوية معتمدية على شاكلة زيتنا في
دقيقنا و"الماء إلي ماشي
للسدرة جماعتنا أولى بيه "...
حيث أسقط إسقاطا على منصب
المعتمد قبل أن تحمله
يد المنة و تكرمه بناء دوما على
مقاربة" واحد من عشيرتنا أو قبيلتنا
" فعلا شأنه وازدهر اسمه و صار يشاع
انه من كبار المشمرين عن الذراع والناجحين في عملهم و الكادحين في نشاطهم
فمنوا عليه بالإشراف على أكثر
من معتمدية في ذات الوقت دون أن يكون الرجل
بقادر على إدارة معتمدية واحدة أو قل مصلحة ...
الولاء أولا وأخيرا
كان في تعيين مخلص
الجمل واليا على سوسة و أكرم قلال كاتب عام
بمثابة العرس لمحمد المصمودي فالأمير
المعزول الجمل من بني جلدته احتضنه
منذ الوهلة الأولى و جعله في عينه
وأطبق عليه وأما
قلال الكاتب العام المطرود من سوسة تربطه به علاقة دموية فهو صهره أصلا ... فكيف له لا يفرح
و قد توفر سنده الذي به يعلو حتى بلغ عنان السحاب... ولكم في
مرجع التعيينات عدد165 خير دليل حيث
منحه الجماعة 3 معتمديات للإشراف
عليها و حولوه إلى ما يشبه
السوبرمان .وأما الهبة الكبرى فقد
تمثلت بالأساس في
تعيينه معتمد على مساكن التي تضم أكثر من 120 ألف ساكن
بعد فشل تجربته
في معتمد الزاوية التي لا
يتجاوز عدد سكانها 7 ألاف ساكن .
وفي سياق الولاء للترويكا لكم أن تعودوا
إلى نتائج الانتخابات الرئاسية الأخيرة وتحديدا في
معتمدية مساكن حيث كانت الاستثناء في جهة الساحل عامة من خلال التصويت للرئيس السابق
المنصف المرزوقي على حساب الرئيس الحالي
الباجي قايد السبسي ... وهنا منتهى
الرسالة .
تجاوزات وتشكيات وحكايات
من
المعلومات التي استقتها
الصحيفة نذكر أن المصمودي
وقع إحالته على البحث
في وزارة الداخلية في مسألة ظلت متكتمة عليها. و من التسريبات
المستقاة أيضا أن لغة التواصل بين بلدية المكان ومعتمدية المكان تعطلت وكان الانقسام
الفظيع الذي لا يخدم الجهة وأما
على المستوى السياسي فقد بلغنا أن
معتمد المصمودي دخل في
نزاع مع النائب
عن نداء تونس حمدي
قزقز و تنمويا فاسألوا أهل الجهة هل
انخرطت معتمديتهم في حملات النظافة التي
أقرتها كل الولايات ودعت إليها
رئاسة الحكومة ... وأما عن تاريخ
نشاطه في باقي المراكز التي
اشتغل بها فلكم
شهادات جارحة يطول شرحها
ولكن سنكتفي بسرد واحدة
فقط حصلت معتمدية كندار لما
كان يشرف عليها حيث
ألهبها وأشعلها وقد تسبب عمله الهجين
في وفاة موظف بعد
أن تحامل عليه
المعتمد ومرر له استجواب إداري جعله يفقد أعصابه ويتأثر نفسيا
وفقد السيطرة على المقود عند
خروجه بسيارته من
معتمدية المكان . وما يعلمه جيدا
المصمودي انه من الصعب أن يداوم
عمله في المعتمدية وأن يصل
ليله بالنهار وأن يظل مباشرا
لعمله بعد الدوام بل قل بعد الشطر الأول من النهار
وظل هاربا من مكتبه ملازما
مكتب الوالي في مقر الولاية
قريبا منه في مشهد
انبطاحي مقيت .
عيون الجمل والإخوان
الأهم من
كل هذا أن المصمودي
ظل وفيا لولي نعمته
وينقل أخباره إلى الحاكم
الفعلي في ولاية سوسة الأمير المعزول مخلص
الجمل الذي يعرفه جيدا لزهر العكرمي الوزير المعتمد لدى رئيس
الحكومة المكلف بالعلاقات مع مجلس
النواب والذي يعرف عنه عداءه للحزب الحاكم
وما خلفه من
خراب في ولاية سوسة . وفاء وولاء لا ينتهيان يشهد على
ذلك أكثر من لقاء... فانتظار أن تتحرك حكومة النداء في إطار ما يعرف تطهير الإدارة
من العملاء.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire