vendredi 6 mars 2015

هيبة الدولة في خطر: حتى لا نقطع شعرة معاوية




ونحن نرى بعض  الطرق التي تتعامل بها حكومة الحبيب الصيد سياسيا وأمنيا واجتماعيا مع الأحداث التي تجري في شمال البلاد وجنوبها  منذ مدة نستحضر المقولة الشهيرة لمعاوية ابن أبي سفيان التي بيّن فيها طرق حكم الرّعية فقال اني لا أضع سيفي حيث يكفيني سوطي ولا أضع سوطي حيث يكفيني لساني و لوكان بيني وبين الناس شعرة ما انقطعت كانوا اذا أمدّوها أرخيتها وإذا أرخوها مددتها"ففي قوله هذا منطق سياسي محنك يلخص الأسباب التي تكون وراء نجاح حكومة أو فشلها  ..فالعلاقة بين الحاكم والمحكوم هي علاقة دقيقة إذا اختلت موازينها أصبح أحد الطرفين مستبدا.


ويبدو أن شعرة معاوية التي حكم بها لمدة أربعين سنة تحتشعار" قوة في غير عنف ولين في غير ضعف" ستقطعها حكومة الحبيب الصيدإن هي استمرت في الخضوع والخنوع التي تحاول أن تفرضها بعض الجهات تحت شعارات خاطئة كاذبة ظاهرها مطالبة بالتنمية وباطنها محاولة جادة لقتل ما بقى من نفس في  هيبة الدولة .فنحن نلاحظ من يوم لآخرتوسع رقعة الاحتجاجات والتصعيد في نبرة المطلبية التي تحركها أطراف مشبوهة  من جهة وهرولة الحكومة لعقد اجتماعاتها الوزارية في مناطق الاحتجاجات من جهة ثانية ، وإذا استمرت الحال على ما هي عليه لا نستغرب يوما أن نجد أيام الشهر لا تكفي حكومة الصيد حتى تلبي طلبات الجهات التي تبدأ كي لا تنتهي .ففي الجنوب مثلا وبقطع النظر عن بعض المطالب المشروعة نتساءل لمَ ظهر حديث التنمية فجأة واحدة ودون سابق إنذار ؟ ولمَ تزامن ذلك في وقت تعيش فيه بلادنا حالة تأهب قصوى خوفا من استباحة الحدود التي تهددها الجماعات الإرهابية الليبية . والغريب أن هذه التحركات المريبة تجدمساندة منبعض الجمعيات المشبوهة والأحزاب التي لا تؤمن بالدولة ،ولا بد من الإشارة في هذا السياق أيضا  إلى ضرورة أن يكون للتعاطي الأمني مع المارقين عن سلطة الدولة والمهددين لكيانها وقفة حازمة حتى لا يختلط الحابل بالنابل ونندم حينلا ينفع الندم .



إن عدم التوزان بين الجهات حقيقة لا ينكرها جاحد ..ولكن إصلاح فساد سنوات طويلة بمنطق الابتزاز وبشعار حزب الاتحاد الوطني الحر " توه " يهدد كيان الدولة وإذا ما استمر صناع القرار السياسي يعملون بثنائية: أمر فطاعة وطلب فاستجابة ستميد الأرض بمن عليها وسنكون جميعا من الخاسرين .


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire