ليس من
باب الاعتباطية أن نصوب مدار اهتمامنا ونخصص في صحيفتنا
مقالات ومقالات الى مواضيع من
الدرجة الثانية بل كان التركيز
دوما على الملفات الحارقات
التي تهم أجلّ القطاعات
والتي بها وعليها
يصلح حال المجتمع
ومنها تتطور الدولة ... فالتعليم العالي في شموليته قطاع جد حساس بل هو عماد البلاد ورمز
تقدمها .. والتعليم العالي
يشمل كوادر ونخبة مثقفة ومتعلمة وحاصلة على
أعلى الدرجات تسير هياكل
الوزارة وتباشر مهامها غايتها
السهر على حسن سير المرفق العمومي وتأمين سبل النجاح أمام
مستقبل البلاد ... غير أنّ نزرا قليلا من
الهياكل التي نخرها السوس وتحولت إلى قعر نتن شبيه بوكر للتلاعب
و التجاوزات تجلت تمظهراته
في جامعة سوسة ...
لا ندري
إن كان وزير التعليم والعالي و البحث العلمي شهاب بودن المعروف
بصحة بوصلته وتحصنه باستقلاليته
و كفاءته المهنية يعلم أننا
توقفنا عبر أعمدتنا عدة ملفات فساد
بارزة للعيان كانت أسوار جامعة سوسة شاهدة على مرتكبيها ...و حتى يكون الوزير
على بينة بما يجري كان لزاما أن
نعيد بسط بعض الشذرات
من ملفات الفساد علّ غيرته على
القطاع تحمله أن يتحرك و ذاك أضعف الإيمان
.
حاميها حراميها
في ملف
الصفقات العمومية والفساد الذي داهم الجامعة من كل حدب و صوب
نذكر شركة السلامة المشبوهة
التي ظفرت بكل الصفقات
فضلا عن الصفقات
المشبوهة والدور المشبوه
الذي لعبه كل
من رئيس الجامعة
فيصل المنصوري وكاهية
المدير المكلف بالبناءات
والتجهيز فوزي هاشم من
استغلال موظف عمومي لصفته لاستخلاص فائدة لا وجه لها لنفسه أو لغيره والإضرار
بالإدارة ومخالفة التراتيب المعمول بها... والسلامة التي فازت
بكل الصفقات هي في الحقيقة لكاهية المدير المكلف بالبناءات والتجهيز جعلها باسم بني عمه لإبعاد
الشبهة ولكم في مجموع الصفقات
التي فازت بها والموضوعة بأرشيف الجامعة خير دليل على ذلك ... أضف إلى ذلك التسجيل المصور لشهادة صاحب شركة يقر فيها بجل التلاعبات
في الجامعة ويفضح المستور ...
وما
دمنا في
هذا السياق لابد من التذكير بطلب العروض الوطني الفضيحة عدد 14/2012 متعلق باقتناء معدات علمية
لفائدة المدرسة العليا للعلوم والتكنولوجيا بحمام سوسة حيث نصّب
رئيس الجامعة نفسه بديلا عن رئيس اللجنة الوزارية للصفقات و
نعني به
وزير التعليم العالي بعد ان صادق بنفسه باعتباره رئيسا للجنة
الصفقات بالجامعة على الملف الضخم
المتعلق بهذه الصفقة والتي بلغ معدل عروضها المليون و مائتي
ألف دينار تونسي (1118286,073) علما و ان القانون يمنع المصادقة على ملفات تتجاوز
الخمسمائة الف دينار (500.000.000د) (سقف لجنة الصفقات بجامعة سوسة ) .
وقام بناء على ذلك بإبرام عقود صفقات بخلاف
الصيغ القانونية علما بان هذا الملف تشوبه العديد من الاخطاء المنهجية في الشكل
والمضمون و لو تم عرضه على اللجنة الوزارية للصفقات لما كانت له أي فرصة للموافقة
... و الجدير بالقول إن هذا الملف هو من أخطر الملفات التي يحوم حولها الفساد و تجاوز القانون والصلاحيات ...
ومن
الملفات الكبرى الفاسدة ملف
اقتناء حافلة سياحية لفائدة المدرسة الوطنية للمهندسين بسوسة بعد طلب عروض
وطني لسنة 2012... ويتطلّب أمر اقتناء الحافلة لجوء الجامعة إلى الاقتراض من البنك
الأوروبي للاستثمار. وتقدمت لطلب العروض 3 شركات وقع إقصاء شركتين قيل إن
المواصفات الفنية التي قدمتاها
غير متطابقة و أرسى العرض على شركة
بمبلغ قدره 290ألف دينار ...... و الحقيقة
المرّة أنه ما أن تسلمت
مدرسة المهندسين بسوسة
الحافلة وبرمجت على متنها رحلة الى
تونس العاصمة و ما إن بلغت المنتهى أو أوشكت
على الوصول حتى توقفت دون
سابق إنذار و تبين للسائق أن
محرّك الحافلة لم يعد يشتغل
رغم أنها لم تسر أكثر
من 100 كلم ...حيث تمت إعادة
الحافلة الى مأوى السيارات
بالمدرسة عن طريق الجرّ ليتبين فيما بعد أن عمر
محرّكها انتهى ولم
يعد يصلح و تم ايداعها مستودع المدرسة الى يوم الناس
هذا فانتشر في ارجائها الصدأ و تآكلت مكوناتها وهي لم تعمر سوى ساعة من الزمن ؟؟
والجدير بالذكر أن هذه الملفات المذكورة سلفا
ليست سوى قطر من بحر ملفات أخرى سنوردها قريبا.
جامعة سوسة مهددة وتتطلب تدخلا
عاجلا
لا
نذيع سرّا إن قلنا إن ائتمان فيصل
المنصوري على ميزانية جامعة سوسة لسنة 2015 والتي تقدر بعشرات المليارات كأمر صرف "ORDANNATEUR" شبيهة بصورة الثعلب الذي يحرس قنّ الدجاج على اعتبار ما ارتكبه صحبة
خلّه ورفيق دربه من
تجاوزات في صفقات مشبوهة يدركها
القاصي والداني .. اذ بات الأمر
اليوم يحتاج أكثر من أي
وقت مضى تدخلا
عاجلا و سريعا من قبل
وزير التعليم العالي شهاب
بودن من خلال اجراء عملية جراحية لاستئصال الأعضاء
الفساد ومحاسبة اصحاب الكروش الهاوية ... كما يتطلبّ الامر من وزير
التعليم العالي تلطيف الاجواء المشحونة
في الجامعة بعد
انعدام الثقة بين العاملين
ورئيس الجامعة و إعادة الثقة لعدد
يقارب الـ20شركة رفعت تظلّمهما إلى منظمة
الاعراف من الاضرار التي لحقتها جرّاء هول الفساد في الجامعة والصفقات المشبوهة التي أقصيت منها ... غير أن يبقى ضروريا أن يضع الوزير يده على ملف
الفساد في جامعة سوسة من
خلال إبعاد بعض الاطراف
بالوزارة التي تسعى بكل جهدها لإجهاض تقرير التفقدية العامة بالوزارة و
الذي لا يمكن بأي حال من الأحوال إلا أن يحتوي على حقائق دامغة
ضروبا من الفساد التي تأتيها
جوقة المتلاعبين ....
كما أننا
لا نبالغ إن قلنا إنّ الفساد في الجامعة يتطلب لجانا ولجانا لعدّه
بيد أنه هناك من المؤشرات والحجج و الدلائل والشهادات ما يجعل قولنا قول حقّ... يبقى
القول إن تطهير جامعة سوسة أولى الأوليات
على اعتبار ما بلغته من
تقهقهر ... و لنا متابعة لتحركات
الوزير فإما أن يتسلح بشجاعته
ويحسن التدبير ...و إما أن نعيد ترديد
القولة الشهيرة :" وجه
الجامعة عبوس قمطرير..."
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire