lundi 2 mars 2015

في لمن يجرؤ فقط لسمير الوافي : هذيان الأذناب... في البحث عن الإثارة ...بعد تبييض الإرهاب




الحقيقة الدامغة اليوم أن سمير الوافي بان  بالكاشف أنه  فهم الرسالة الإعلامية التلفزية بالمقلوب فبدلا من أن يرتقي بالثقافة يقعده الغرض عن فهم طبيعة العلاقة بين متغيرات الوظيفة الإعلامية  و نعني  بها الرسالة و الثقافة و وسيلة أو أداة الاتصال والقيمة فيتم تجنيد كل هذه المتغيرات لتختزل في هدف واحد يجمع في كلمة واحدة لا تخدم ثقافة ولا ترتقي بقيمة ولا تبث رسالة فتكون النتيجة بالمحصلة التطبيل وعندها يتحول المنشط إلى مطبل لا يقيم للأحداث وزنا إلا من منظور المطبل له، وهنا تفسد العملية الإعلامية برمتها.
 هكذا أراد  الوافي  أن يواصل تقديم حلقات برنامجه  لمن  يجرؤ فقط  حتى يزيد جرعة إضافية من الاستحمار للتونسيين تنضاف إلى سلسلة الجرعات التي  تقدمها قناة الحوار  التونسي بعد مهازل عندي  ما نقلك  و الضرب  تحت  الحزام الذي  تتحفنا به القناة  مساء السبت..
فلا نذيع  سرّا إن قلنا أن ما يقدمه  الوافي  بشهادة العديد من المختصين في  مجال  الإعلام و نواميسه  و حتى بشهادته  هو نفسه أنه لا يستحق أن يطلق عليه اسم برنامج لخلو فقراته من كل ما يمكن أن يستفيد منه المشاهد التونسي المتعطش لمتابعة برامج هادفة على غرار تلك التي يجد ضالته فيها في قنوات أجنبية


كما لا يمكن تصنيفه ضمن خانة البرامج السياسية بل هو  عبارة عن عصارة شعبوية حامضة  دأب فتى ضفاف  البحيرة  المدلل على إعدادها ولم يجد لها من موعد لعرضها غير ليلة الأحد، بعد أن وجد الدعم والمساندة من بعض القائمين لما رأوا فيه من سمات استثنائية تؤهله للضحك على ذقون التونسيين لا إضحاكهم  و قمة  الغرابة أنه يستضيف في جلساته أناسا ممن عهد إليهم تدبير الشأن العام أو ممن يعدون  من   الفاعلين  في  المجتمع  المدني ليشاطروه بدورهم الضحك على ذقون التونسيين ...
 لا  ينكر أحد  و يدرك  المحيط  الإعلامي  عن  بكرة أبيه  أن سمير الوافي  دخل المجال  الصحفي من باب الصدفة  و استغل  المجال  للكسب مما  جعله يمتاز بمواصفات مذهلة فهو كالحرباء ليس له لون محدد و كالزئبق لا شكل معين له وباستطاعته تغيير جلده كالا فعي وهو كالمطاط قابل للشد والجذب فشكله ولونه يحددهما  من  يدفع  أكثر حتى أن الكثير نصحوه  بأن يغيّر برنامجه  من لمن  يجرؤ فقط  إلى  لمن  يدفع  فقط  على اعتبار  ما  اكتشفوه  من خلوّه من القيم والمبادئ كالكأس الفارغ أملأه كيفما شاءت.


ليس رميا جزافا للتهم  و لكن  بعض التسريبات  تشير أن الوافي  أصبح يعمل بنظام الدفع المسبق فأينما وجد المال فثمّ وجهه.. بارع في تسويق بضاعته البائرة من الكلام الرخيص وبيعها في أسواق النخاسة وإذا ضاقت عليه الحال لا تعدمه الحيلة والاحتيال وهو الشاطر و جرابه ممتلئ بالأساليب الشيطانية حيث تقوده عقليته الابليسية وتفكيره المنحرف إلي ابتكار أساليب ملتوية   للوصول  إلى  مبتغاه ... و كثيرا ما قيل عنه أنه مرتزق ينشر تفاهته في برنامجه المبتذل حينا و حينا آخرا يتناول فيه موضوعا كان من المفترض أن يتناوله قبل أشهر من تاريخ البث ...
في  برنامج  الوافي  المسروق  من  القنوات الفرنسية شكلا  ومضمونا جعل  التعاليق جلها تدعو للطرافة والتندر من حال المنشطين المفلسين الخاوين  إذ تراهم يهذون بتصورات خالية من المصداقية والموضوعية، ويسوّقون لصور مبتذلة  مطلقين لخيالهم العنان ليجودوا على المتفرج بسخافات لا تنتهي... فكل  المؤشرات  بل الوقائع تقول أن هوى البرنامج  فاسد و امتلأ  بالبضائع الصينية  
هكذا أراد  الوافي أن  يكون  و هكذا  اختار أن يتموقع  فلا همّ  يدفعه  سوى نسبة المشاهدة  حتى إن كان  ما  يقدمه  ليس  إلا معفنات من    قعر نتن لا  تصلح أن  تمرر حتى في تلفزيون  التشاد العظيم  مصرّا  على المواصلة  في  صناعة  الصحافةٌ البلهاء التي تخلطُ بين الأبيض و السواد و ترى الغث سمينا والسمين غثاً
في  حلقته  الأخيرة  المثيرة للجدل استضاف الوافي  شبلا من  أشبال  الطرابلسية مغنيا من  المرتبة الأخيرة  لا  شيء  يوحي  أنه شخصية ذات  اهتمام  سوى  كونه  ينتمي  إلى عائلة الطرابلسية  المندثرة ... فتى لا يعرفه التونسيون جيدا و وهو في الدرك الأسفل من العائلة الناهبة على اعتبار أن اسمه لم يطفو على السطح لا قبل الثورة و لا بعدها... بل  هو شخصية  بسيطة  جدا وهو الحي في  عداد  الأموات ... نفخ الوافي  في صورته  و جاء به  زاعما  انه سيقدم  شهادة  على العصر ...  شهادة كانت  بدون روح كما عرفناها وألفناها متملقة مترددة تحكي الشيء ونقيضه في نفس السطر..تردد المفردات ومرادفاتها في استعراض طفولي للأناشيد البائسة والمحفوظات. مثل هذه الألاعيب تجاوزها الزمن وأفلس أصحابها وانكشفت أدوارهم..أدوار التباكي على الأخلاق والفضيلة..أدوار العفة والعذرية..أدوار المزايدة في حبّ  الوطن ... و الغريب الغريب أن المضيف يقف منبهرا من دفاع ضيفه الشرس عن قيم المجتمع و تفشي ظاهرة النهب في صورة تضاهي أو تكاد صورة "إبليس الذي ينهى عن المنكر". و في الحلقة الأخيرة من  برنامج  الوافي أنحدر الخطاب  إلى مستوى أخلاقوي شعبوي وصل إلى حد الإسفاف غير المقبول للبحث على الإثارة الرخيصة بل  الأخطر من  ذلك تحوّله  في  لحظة فارقة   إلى  خطاب عنصري يقدم صورة معينة عن المرأة  حتى بات السؤال الهائج الباحث عن  جواب   هو : من هنّ  عشيقات الرئيس السابق ؟؟ وهي   لعمري لبّ الرسالة الإعلامية التي  قدّمها  الوافي  للمتفرّج  و تلك  أقصى قدرات الرجل  الفكرية ... بعد  التلميع الكبير الذي اجتهد في تقصيه لمصلحة تبييض الإرهاب .. 


لم ينس التاريخ  يوما  تاريخ  الوافي  الأسود  و ملفات تحيّله على  العجرودي و جراية و الرياحي و غيرهم   و لا  ينسى  التاريخ  ابدا أن الوافي   استمد  مشروعية وجوده  من خلال  تبييض  كل  ما  اسود  بحثا  عن  إثارة مجانية  بلغت أعلى تجلياتها في  استدعاء  ذلك  الذي الشبيه  بالهر ّ يحاكي  انتفاخا  صولات الأسد  المدعو  سليم  بوخذير  الذي ظل بعد  الثورة  في  خدمة  أصحاب  البلاتوات لصناعة الشو  من  خلال اختلاق المشاكل على الهوى و تحويل  الأستوديو إلى ما  يشبه  حلبة مصارعة لفظية  تحركه خمرة استقاها على  عتبة الفضاء التلفزي ...

   لم  يعد  اليوم  الوافي  يقاس  بنسبة  المشاهدة   التي  يرنو إلى تحقيقها  و التي  يحبذها  بحثا  عن  إشهار يساق  إليه  أثناء  بث  برنامجه بل توقف  العديد  المتفرجين عن  سمات شخصيته اهمها انه  كثير المعايب  مشهور المثالب  كلامه تمتمة وحديثه غمغمة وضحكته قهقهة  ومشيته هرولة  وغناه مسألة  ودينه زندقة  وعلمه مخرقة ..ثم أنه ليس من باب المبالغة  أيضا القول  أن الوافي  ممن الذين  يكتبون بالممحاة ويقدم للناس فراغا خاليا محشوا بكمية هائلة من الخواء...لذلك كانت عديدة الأصوات التي ترجت أن يلقى الوافي رحله حيث أَلقتْ رَحْلَها أُمُّ قَشْعَمِ" .


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire