lundi 30 mars 2015

الثورة نيوز تبحث في إثبات نسب أكبر تنظيم إرهابي في تونس: أنصار الشريعة المولود المشوه للنهضة . وأبو عياض ليس مؤسسه وإنما زعيم واجهة




لم تكن  السجون  أداة عقاب  وسلب  للحرية  لكل  من  تزلّ  به  القدم  أو يرتكب جرما كبيرا كان أو صغيرا  أو إنما  تحوّلت  في لحظة مفصلية فارقة إلى حاضنة  لتفريخ  الإرهاب  وإحدى الفضاءات  الهامة  التي  يتم  من  خلالها التجنيد والتعبئة  واستقطاب  العناصر المتطرفة نظرا لما توفره  من  خزان ضخم  لتلك  الطائفة ...  وفي  السجون ظهرت    استراتجيات جديدة تقوم على مبدأ التقية الذي يعد أحد أنجح منهجيات التبشير بالتطرف مستندا  على ما توفره  السجون  من  الاختلاط والفراغ وغياب المتابعة النفسية للمساجين  وما  تشكله  من  بيئة خصبة لنشوء الممارسات المتطرفة .. فالسجن فضاء يجمع فيه سجين الرأي مع سجين الفكر مع سجين الإجرام مع سجين السرقة ومع سجين العنف و دعاة التطرف والغلو. و به  يكون  التلاقح  وبه  يكون الاستقطاب . حتى أن التقارير الاجتماعية والأمنية الأخيرة توصلت إلى أن جل سجون العالم اليوم أصبحت بلا منازع المفرّخ الأول للإرهاب..وتحت راية ما  يسمى بحفظ حق  السجين وحق  الإنسان  في  التواصل تحول السجن إلي بؤرة اتصالات بين عناصر شبكات الإرهاب داخله وخارجه، وأن زنازينهم صارت تعج بالهواتف المحمولة وغيرها من وثائق التنسيق، وأوامر العمل.
فقد تكاثرت عشرات الشواهد التي تؤكد قيام المساجين بالاتصال بعناصر تنظيماتهم في الخارج، لا بل ويتردد قيامهم بالاتصال عبر ذويهم أو منوبيهم  بخلايا معينة تقوم بأعمال العنف والإرهاب  مستغلة  حالة التراجع المستمر من جانب السلطات السجنية  تحت ضغط المراقبة الأوروبية وبيادق  حقوق  الإنسان  مما أدى إلى تساهل السلطات أمام المطالب غير المعقولة للمساجين والتي جعلت من السجن مكانا ترفيهيا مدهشا وسهل  الاختراق ...
فالحديث عن السجون ليس من باب الاعتباطية وإنما جاء في سياق تبيان مدى ارتباطه الوثيق مع مفاجأة الألفية الجديدة بلا شك ونقصد بها التنظيم المصنف إرهابيا أنصار الشريعة. ويبدو هذا التنظيم في عيون الجميع لغزا محيرا ينسب تارة إلى ضد إيران وتارة مع العراق وتارة إلى ضد بشار وطورا صنعته المخابرات الأمريكية..ولقطع هذه الحيرة في فهم أنصار الشريعة كان لزاما أن تصب التحليلات في قراءة نتاج التنظيم سواء المنتج الفكري: رسائل وفتاوى والردود على المخالفين.. أو الاجتماعي - الافتراضي على الإنترنت : تدوينات «تويتر»، منتديات جهادية، و صفحات  التواصل  الاجتماعي الخاصة بها ... مع  ضرورة فهم  السياق  التاريخي  وظروف  النشأة ...


أنصار الشريعة  الابن غير الشرعي للنهضة :من السرّ إلى العلن

بدأ ظهور جماعة أنصار الشريعة للعلن وعلى الساحة العامة للمرة الأولى على شبكة الإنترنت قبل عامين ونصف العام. ففي  افريل 2011، أُنشئت مدونة تحمل عنوان "مؤسسة القيروان الإعلامية"، وبعد يومين تم إنشاء صفحة فايسبوك مقابلة. وفي 15 ماي  تم إطلاق صفحة فايسبوك أخرى تحت اسم "أنصار الشريعة في تونس"، بالتزامن مع الإعلان عن مؤتمر يعقد في تونس في 21 ماي من نفس  السنة ...بيد أن الفهم الواضح للجماعة  وتاريخ  نشأتها   وأولى لبنات التأسيس أنصار الشريعة في تونس كان في سجن تونسي  تؤكد  بعض  المعطيات انه  المرناقية في عام 2006 ... حيث جمع النظام السابق جماعة الاتجاه الإسلامي من  بينهم الحبيب اللوز وصادق  شورو وعبد الله الزواري وغيرهم من الجماعة العنيفة مع عناصر شبابية  اتخذت من " الخونجة" منهجا  من  أبرزهم سيف الله بن حسين  المكنى بأبي عياض  الذي تبنى منهج وأيديولوجية الإخوان المسلمين في السنوات الثمانين وناضل مع حركة الاتجاه الإسلامي... فالنتيجة  المؤكدة حتما  أن أبا عياض  لم  يكن  مؤسس الأنصار بل تم  تعيين  الرجل    كزعيم  واجهة وقائدا  للتنظيم  في  العلن فيما تؤكد  المعلومات  التاريخية  أن وضع أولي  لبنات  التنظيم  في  السجون   كان على  يد  شورو واللوز والزواري  وجمعا  آخرين  من المساهمين  من الصقور ممن اضطلعوا بمهمة التأسيس.
لقاء تأسيس  في  السجن  لأنصار الشريعة  تجلّى أكثر  من  خلال  قراءة في  صيرورة العلاقة بين التنظيم و بين  حركة  النهضة   والتي أوردها تقرير معهد واشنطن للدراسات  الذي نشر بتاريخ 25 أكتوبر 2013 لكاتبه  هارون زيلين وأهم ما جاء فيه أنه أعقاب الإطاحة بنظام بن علي والإفراج عن الأسرى استمر الحوار بين الفصائل داخل حزب النهضة و جماعة أنصار الشريعة في  تونس.
وقال زيلين في تقريره إن الشخص الذي تحدث معه صرّح له بأنه في عام 2011 حضر شخصياً اجتماعين في منزل الغنوشي بالمنزه. حيث أكد الغنوشي لأبي عياض ضرورة تشجيع الشباب من أنصار الشريعة في  تونس على الانضمام إلى الجيش الوطني من أجل اختراقه، وإعداد مجموعة أخرى من الشباب لكي تفعل الشيء نفسه مع الحرس الوطني.


الاعتراف  العلني بنسب  التنظيم

لم  يكن  زعيم  حركة  النهضة راشد  الغنوشي  ينطق  عن الهوى  لمّا صرّح  على الملأ أن شباب الأنصار يذكرونه  بشبابه وأنهم أبناؤه (راشد الغنوشي : السلفيون  يذكروني بشبابي ويبشرون بثقافة ولا يهددون الأمن العام:  تصريح  صحفي لجريدة الخبر الجزائرية بتاريخ الأربعاء 22 فيفري 2012  ) فالإسلام السياسي الإخواني التونسي أعلن  على  الملا أن   أنصار الشريعة  احد  أبنائه البررة  وهو  الذي  ولدوا  من  ضلعه  وجعل الإخوان  من  تنظيم  الأنصار  حليفا استراتجيا  تارة وخزانا انتخابيا تارة ثانية  وأيضا كذراع عسكرية في وقت الشدّة عندما يجدّ الجدّ تارة ثالثة  ولم تكتف   النهضة بهذا  الفتى  المشوه  بل  ارتأت أن  تجعل  له  شقيقا يؤنسه  ويخففه  عنه  عبء ادلجة المجتمع من  خلال  ترهيب التونسيين  وتعنيفهم  ونقصد  به الشقيق  الأصغر رابطات  حماية الثورة التي كانت " تتحي " وأنصار الشريعة " تزكي"

 


بين الأب والابن: من شابه أباه ما ظلم 


   قد تنتاب البعض الشكوك حول نسب الأنصار الشريعة و أصلها وللقطع  مع كل  شك  لابد من  سرد  بعض القرائن البسيطة في  الطرح  والعميقة في  التأويل  والتي  تثبت نسب  التنظيم.  فرغم أن  الجميع  يجزم  بالتشابه  الخلقي والخلقي بين  الأنصار  والنهضة من  حيث  المضمون والشكل وطريقة العيش والسلوكات والتصرفات  اليومية فان  هناك مؤشرات  دقيقة لابد  من  سردها  تؤكد  بما  لا  يدع  مجالا  للشك أبوة النهضة للأنصار  فيما  يلي  بعض  منها :

·             جميع محاضر البحث للجماعة المتورطة من أنصار الشريعة في  قضايا عنف وارهاب والمنجزة في  الإدارة الفرعية للأبحاث  المركزية للحرس  تداولت  أسماء أبو عياض والحبيب  اللوز والصادق  شورو بيد انه قد تم  إسقاط  الاسمين  النهضويين والإبقاء على اسم  أبي عياض  وحيدا في  المحاضر  الأمر الذي  يؤكد  على وجود  يد فوقية وأجنبية تدخلت  في  المحاضر وأسقطت أسماء  الجماعة.

·             تورط أنصار الشريعة  في أعمال  عنف  وسفك  دماء  وتسفير الشباب  للجهاد  إلى سوريا  وهو ما  دعا له الصادق  شورو من جهة وما  تبناه الحبيب اللوز في جهة ثانية حيث دعا شورو من قبة البرلمان  في  مداخلة برلمانية له بتاريخ 26/01/2012 إلى   "إقامة الحد " على المعتصمين والمحتجين من خلال "قتلهم" و"قطع أيديهم وأرجلهم" فيما  قال الحبيب اللوز في حوار له  لجريدة "الصباح الأسبوعي" بتاريخ  الاثنين 13 ماي 2013  انه لو كان شابا لن يمانع في الذهاب للجهاد في سوريا

·             الفيديو الخطير المسرّب الذي  جمع  قيادات  من  أنصار الشريعة مع الشيخ  راشد  الغنوشي  والذي  أكد  فيه أن الجيش  غير مضمون بما  يعنيه أن هذا  الجهاز النظامي غير مضمون  بعد ليساير الحركة في  تنفيذ مخططها الظلامي وادلجة المجتمع  والعودة بتونس  قرونا  إلى الوراء .

·               العملية  الفضيحة  والمتمثلة في  تهريب  أبي عياض  من  جامع  الفتح  وتسهيل خروجه من  التراب  التونسي  عبر سيارة أمنية زمن كان  علي  العريض وزيرا  للداخلية.



الغطاء السياسي والأمني والقضائي


 كانت  السياسة  الاخوانية  محبوكة بدقة وتنفذ  تدريجيا عبر مخططات معلومة مسبقا ولتمرير مشروع الإخوان  كان  لزاما  توفير غطاء سياسي وأمني و قضائي وبسط  أرضية عمل تسهل ما خطط له  على ارض  الواقع .



·             الغطاء السياسي


وصول  حركة النهضة إلى  الحكم وفوزها بالأغلبية الساحقة في  البرلمان وآل   إليها  تشكيل  الحكومة  وقيادة  سفينة البلاد كان كفيلا لتوفير الغطاء السياسي للمشروع  وهو أهم  غطاء على اعتبار أن كامل جهاز الدولة تحت  قبضتها و تفعل به  ما  تشاء فكان  لها  ما شاءت



·             الغطاء القضائي: أو بث الفوضى لتضيع الحقيقة


أولى الخطوات التي  أقدم  عليها وزير العدل السابق في حكومة الترويكا  نور الدين  البحيري هو إرباك  الجهاز القضائي من  خلال سياسة هجينة انبنت  على الترهيب والترغيب  كان من مقوماتها قرار العزل الفضيحة ل82 قاضيا ..

  حكاية الترهيب كان المغزى منها حتما  تركيع  القضاء لخدمة أجندا  الإخوان  وتجلّت أكثر  من  خلال  توزيع محاضر البحث  في  قضايا  العنف والإرهاب على عدد من  القضاة  حتى يصعب  تجميعها وربطها  ببعضها البعض والغاية من  ذلك  تشتيت الحقيقة وضياعها بين  مكتب ومكتب من خلال  انعدام  التنسيق وترابط  الأحداث مما يجعل عمل القضاء مبتورا دوما .


·             الغطاء الأمني: الاختراق والأمن الموازي


  لا يحتاج أمر الحديث في هذا المجال الكثير من التدليل على اعتبار ما أساله  من  حبر وما أدركه  القاصي والداني من اختراقات ضربت الداخلية وما  خلفه  الأمن  الموازي من  مآسي . بعد أن أحكمت النهضة قبضتها على وزارة الداخلية و نشرت أذرعتها على كامل مفاصلها وأفرغتها من كوادرها الأمنية و لهفت  أرشيفها ...



·             المثال الحي عن الأمن الموازي: حاتم الحاج محمد


  يدرك الجميع أن النهضة نجحت في تعيين عملائها في أجهزة الأمن بطرق عبثية كانت الغاية منها السيطرة الكلية على وزارة الداخلية. ومن  التعيينات المشبوهة التي  لم  يثرها  الإعلام الذي اقتصر على ذكر بعض  الأسماء المفضوحة على غرار محرز الزواري   نذكر اسما  وقع  انتدابه  رغم  انتمائه للتيارات الدينية المتشددة بل هو متزوج  عرفيا . انتداب غير قانوني بعد  تدريب دام  6 أشهر  ليقع  تعيينه  في  المدرسة العليا لقوات  الأمن  الداخلي . مدرسة هي عبارة عن الصندوق الأسود للداخلية. هذا  الانتداب نعني به  الملازم الأول حاتم  الحاج  محمد الذي  آلت إليه  إدارة شؤون المكتبة في  المدرسة و ما تتضمنه من دراسات  أمنية ووثائق  سرية  وبطاقات إطارات  الدولة العليا .هذا السلفي  ما يزال  متواجد  إلى يوم  الناس في  نفس  الفضاء و بنفس  الخطة رغم ما  تعلقت  به  من  شبهات  تسريب  وثائق  وصفت بالخطيرة إلى  الجناح  العسكري السري للتنظيم الاخواني  في تونس .



 النهضة وأنصار الشريعة: تحوّل في سياسة التواصل


مثل الفيديو الخطير  المسرّب للقاء جمع  راشد  الغنوشي بممثلين  عن التنظيم  بتاريخ 10 اكتوبر2012 و الذي وصف  بالخطير لما  يتضمنه من مس بالأمن القومي  في ظل  التصريح  المبطن  لرئيس  الحركة "الجيش موش مضمون"  ..المنعرج  الحقيقي  في  علاقة الأب بابنه حيث انعدمت  الثقة  وانقطعت أواصر التواصل  وانتهت إلى إقرار كوادر النهضة عدم  مجالسة  كوادر التنظيم  و اعتبار الفيديو بمثابة الخيانة و فضح  العهود الموثقة بينهم و التي  من أهمها  معاهدة المجالس بالأمانات . انعدام  الثقة لم  يجعل الحركة  تلفظ  مولودها المشوه بل اختارت تكتيكا جديدا يتمثل  في  التواصل  الثلاثي "triangulaire" أو ما  يعرف بالتواصل عبر الوساطات تواصل أمّنه  الجناح  العسكري السري للحركة الذي  يشرف عليه  عبد الله الزواري.



 النهضة  تتبرأ من مولودها  في  العلن ... وتحتضنه  في  السرّ


ظل الجناح  العسكري السري لحركة النهضة غير معلوم لدى  وسائل الإعلام  و نشطاء المجتمع  المدني . والجناح  العسكري والأمني السري للحركة مهمته  اختراق  الأجهزة الأمنية و العسكرية  ويشرف  عليه  عبد الله الزواري احد الأسماء التي  تقدم نفسها  كمدون وصحفي والتي تتخذ  مقرا لها  مكتبا في ضفاف  البحيرة تأتي وجباته جاهزة  من مطعم "DIAMANT BLEU"لصاحبته  السيدة  روما  صاحبة حانة السعدي باريانة . مكتب يأتيه من  كل  فج  عميق  كل  من  السيد  الفرجاني وفتحي  البلدي وطاهر بوبحري و كمال بدوي وسمير مولهي  وغيرهم . ومكتب تتحوز أدراجه على بطاقات لإطارات  الدولة الأمنية  والعسكرية الكبرى ويتعامل  مع  أبناء الحركة المتخصصين في  وزارة الداخلية وآخرون  يعرفون  باسم " التائبين "  وفصيلة ثالثة اختارت من  الأسماء "  فصيلة الجدد"...

 ولئن  راحت  حركة النهضة تلعن التنظيم وزجت  به  في  خانة التنظيم الإرهابي وتبرأت منه على الملا فإنها  في  السرّ ظلت  تتعامل معه و توده  بكل  الأخبار و الوثائق السرية التي يحتاجها  وهي  تواصل معه  باستمرار ...



 ما بالطبع لا يتغير



صحيح أن حركة النهضة تعلن اليوم، وعلى رؤوس الملأ، أنها حركة معتدلة، تنبذ العنف وتؤمن بالديمقراطية وحقوق الإنسان، لكن لا ينبغي أن ننسى تاريخ الاغتيالات والانقلابات أو محاولات الانقلاب، وتشريع العنف المسلح  و التي ليست من البدع في مسيرة الأحزاب الإخوانية وتراثها ونذكر هنا  عمليات اغتيال رئيس الوزراء النقراشي بمصر وانقلاب عمر البشير في السودان وأحداث باب سويقة والمجموعة المسلحة في تونس.. ولئن اختارت الحركة شعارا لها الحمامة فان المعلوم في عالم الحيوان أن الثعبان هو الحيوان الوحيد القادر على تغيير جلدته وسلخ ثوبه أما أن يتحوّل الصقر إلى حمامة. فتلك معجزة لم  ولن  تتحقق حتى يرث  الله الأرض ومن عليها .


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire