samedi 28 février 2015

حماتنا الميامين بين أشباه الإعلاميين وخيانة السّياسيين : تونس الربوع تصونها أجهزة وتحميها دروع



عندما يصبح الخبر الأول في صحف الصباح  مهتما بالقبض على إرهابيين وعندما يمسي  الخبر الأخير في شاشتنا وإذاعاتنا مهتما بإطلاق سراحهم نتساءل : هل أصبحت تونس داحس والغبراء ؟ 


فظيع ما يجري في تونس ، ففي الوقت الذي نجد فيه حماة الوطن من أمن وجيش وحماية مدنية وديوانة  يصلون الليل بالنهار ذائدين عن الوطن منافحين عنه رادين كيد الأعداء في الداخل والخارج ،نجد في المقابل  جهات إعلامية  وسياسية قد  انخرطت في أجندات خبيثة سعت إلى تدمير العقيدة الأمنية وإرباك ،  وذلك  بنشر ثقافة اليأس والضعف  والترويج لقلة العدد والعتاد من جهة ومساعدة الإرهابيين من  من خلال فتح منابرها لهم من جهة ثانية . ولسنا ندري  في الحقيقة إلى  متى سيظل شقا من الإعلام التونسي  بما فيه الإعلام الرسمي يبيّض الإرهاب ويقدّم صناعة إخبارية سمجة تتاح فيها للإرهابيين مساحات واسعة  من القول  يصولون  فيها ويجولون ناشرين سمومهم الفتاكة  وفكرهم المتطرف  ؟  بل إلى متى سيستمر المكتب الإعلامي لوزارة الداخلية في نشر بعض البلاغات وفي الإصداع ببعض التصريحات على لسان ناطقها الرسمي محمد علي العروي وهي بلاغات وتصريحات مضارها  أكثر من منافعها وهي في نظرنا  مسيئة حتى وإن قصد أصحابها الإحسان. ..


إعلام الإرهاب سيجعل تونس خرابا

منذ الأيام الأولى للثورة ومع تنامي ظاهرة الإرهاب والفكر المتطرف عملت بعض المؤسسات الإعلامية وأكثرها أذرع إعلامية تابعة لحركة النهضة ولحزب المؤتمر ولمليشات ما يسمى بروابط حماية الثورة ( قناة الزيتونة ، قناة المتوسط ..) على تبييض الإرهاب وتمجيده تحت عناوين خاطئة كاذبة ..  بل ذهبوا في ذلك مذاهب شتى حتى وصل بهم الأمر إلى اتهام شهداء الحرس الوطني بالتنقيب عن الكنوز في حادثة قبلاط ...وقد كان لضعف الإرادة السياسية من جهة ولمافيا الإعلام من جهة ثانية دور خطير في عملية تبييض الإرهاب ..فنحن لا ننسى مثلا أنّ  نصر الدين العلوي إمام جامع النور بمنطقة دوار هيشر والقيادي بتنظيم أنصار الشريعة المحظور قد حرّض سنة 2012 على  " الجهاد" ودعا -على المباشر-  في قناة التونسية سابقا ( الحوار حاليا ) شباب تيار الصحوة الإسلامية إلى إعداد أكفانهم وكان حضور وزير الداخلية آنذاك علي العريض والناطق الرّسمي للحكومة سمير ديلو...وفي هذه القناة أيضا كان للمنشط سمير الوافي صولات وجولات في تبييض الإرهاب وتمجيده والغريب أن هؤلاء الإعلاميين لم يكفوا عما صنعوا في الأيام الخالية بل نراهم  اليوم يبشرون بثقافة داعش من خلال الترويج " لبطولاتهم " .. أما الطامة الكبرى في اعتقادنا فهو أن تبث القناة الوطنية الأولى وفي النشرة الرئيسة للأنباء التي تعرف ذروة المشاهدة داخل تونس وخارجها  صورا لجنودنا الذين ذبحوا في الشعابني ونكل بجثثهم  خلال شهر رمضان المعظم ...؟؟؟ بل إن هذه القناة قد احتفت بدعاة الفتنة الذين تهافتوا على البلاد وبثوا فيها سمومهم فتتبعت حركاتهم وسكناتهم واستقبلهم حكام الترويكا كأحسن ما يقول الاستقبال ..ولا شك  في أن هذا الصنف من الإعلام فضلا عن دوره المشبوه في التعامل مع الإرهابيين من أجل زعزعة العقيدة الأمنية له دور كارثي في تدمير الاقتصاد، إذ عندما يصبح الخبر الأول في صحافتنا  مهتما بالقبض على إرهابيين وعندما يمسي  الخبر الأخير في شاشتنا وإذاعاتنا مهتما بإطلاق سراحهم  نتساءل أي معنى للاستثمار في بلاد كل ما فيها راكد سوى الأمن والاستقرار ؟  وممّا يزيد في إرباك الوضع هو ما يعانيه السادة القضاة من ضغوطات كبيرة تجعلهم يطلقون سراح من يرفع السلاح في وجه الدولة ومن يهددون حماة الوطن تحت فتوى الطاغوت ..ومن هنا تكثر الأخبار التي تصاغ صياغة قصدية تفيد أن التنصل من العقاب أقرب إلى المجرم من حبل الوريد .


 حكام آخر زمن : مراسم شكلية ..وخيانات سرية 

إذا تجاوزنا مسألة غياب الإرادة السياسية في التصدي للإرهاب وخاصة خلال السنوات التي حكمت فيها الترويكا والتي جعلت أرض تونس مرتعا لدعاة التكفير ,إذا تجاوزنا الخيانات التي قام بها الرئيس السابق منصف المرزوقي ورشيد الصباغ ( تأبين وحداد يزيد في إرباك نفسية الأمني) ولولا نصائح الجزائر الشقيقة التي دعت إلى الكف عن هذه المراسم الشكلية لتحولت أيامنا حدادا على مدار الأسبوع  وإذا اشرنا في إيجاز إلى تهاون الترويكا مع العمليات الإرهابية ومنها حادثة السفارة الأمريكية التي كانت قاصمة الظهر  واقتصرنا على المدة الأخيرة التي عرف فيها الجنوب التونسي بعض الاحتجاجات وعلاقتها بالتنظيم الإرهابي" فجر ليبيا"  استغربنا من المواقف التي عبر عنها القيادي بحزب المؤتمر عماد الدايمي والتي دعا من خلالها إلى التعامل مع المليشيات الإرهابية  كما استغربنا من  تصريحات وزير الخارجية الطيب البكوش والتي أثارت حفيظة الجانب الليبي لكونها فهمت بأنها دعوة مبطنة إلى التعامل مع الحكومة الشرعية في ليبيا  ومع حكومة الإرهاب على قدم المساواة  بدعوى الحياد . ولا ريب أن هذه الحكومة التي يعلق عليها التونسيون أمالا عريضة عليها أن تسرع بتفعيل قانون الإرهاب وتبدي جدية حقيقة في التعامل مع هذا الملف عساها تصلح ما أفسده المرزوقي والجبالي ولعريض .


إعلام الداخلية : من خطيئة سامي جاء وحدو إلى أخطاء المكتب الإعلامي

إذا تجاوزنا الأخطاء الفظيعة التي تهدد الأمن القومي التي  ارتكبها سامي جاء وحدو في بداية الثورة  وخاصة تدريبه لعناصر ليبية إرهابية في مدينة الحمامات  فضلا عن تسريبه لجزء من الأرشيف لحكومة قطر ،وأشرنا دون تفصيل إلى القضاء على جهاز الاستعلامات في عهد وزير الغلبة فرحات الراجحي بتدبير من سهام بن سدرين .. وجب علينا الإشارة إلى أن وزارة الداخلية قد أسرفت في نشر البلاغات المرتبطة بالإرهاب وهو ما أثّر بطريقة سلبية على صورة تونس في المحافل الدولية ..وأضر بالسياحة أيما ضرر ويكفي دليلا على ذلك فشل مهرجان الكثبان الرملية الذي احتضنته تونس مؤخرا ، هذا  فضلا على كون الإسراف في مثل هذه الإعلانات  قد قذف الرعب في قلوب التونسيين كثيرا وجعل الشك يداخلهم  . ولا ترانا في حاجة إلى القول هنا بأن على القيادات الأمنية وخاصة الساهرة على الإعلام  والاتصال أن تراعي حرمة الأمن القومي ولا تذكر في بلاغاتها كل صغيرة وكبيرة ، وإذا كانت المجلس عموما بالأمانات فإنها في المجال الأمني بالأمانات و" بالسكات " . 


حماة الوطن خطر أحمر

لتونس رب يحميها ..ولتونس أيضا أولياء صالحون يحرسون تربتها كما ذكر يوما الجنرال رشيد عمار في تصريح تلفزي ولكن لتونس أيضا وخاصة  حماة صناديد يصلون الليل بالنهار كما قلنا في بداية المقال وهم رجال رحماء بينهم أشداء على أعداء الوطن لا تثنيهم  فرقعات الإعلام الكاذب المأجور ولا تعنيهم  بطولات المهربين المزعومة ولا ترهبهم تهديدات الإرهابيين الجبناء...والغريب أنهم رغم تضحياتهم هذه لا يلقون إذا استشهدوا ما لاقاه بعض شهداء الثورة المزعومين من جزاء مادي ومعنوي...فهل أصبحت للشهادة عناوين مختلفة يكون بمقتضاها مجرم أصابته رصاصة أجلُّ مقاما من عون حرس استشهد وهو يرفع راية وطنه ويقاوم ؟؟

وفي خاتمة هذه الورقة ليس إلا أن نقول إنه على الإعلام الشريف وعلى السياسيين الصادقين التنويه ببطولات حماة الوطن وشدّ أزرهم  ودعمهم ماديا ومعنويا لأن تونس فوق الجميع وتونس لن تنكسر ما دام في هذا الوطن ما يستحق الحياة وتونس لن تطالها يد الإرهاب مادام حماة الوطن روادها فقد علمنا التاريخ أن الرائد لا يكذب أهله ...











Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire