vendredi 27 février 2015

من فضائح ممثلية الخطوط الجوية التونسية بفرنسا: حسن النفاتي ... موظف فوق القانون التَحَفَ العمالة وافترش السياسة




احتكر احدهم بحكم قربه والتصاقه بعصابات الطرابلسية ومدى تعاونه مع مصالح الأمن الخارجي خطة ممثل لشركة الخطوط الجوية التونسية في الخارج وتحديدا في العواصم الكبرى بأوروبا (باريس – روما – فرانكفورت - ...) وهو ما اعتبر استثناء غير مسبوق في تاريخها حيث اعتاد موظفو الناقلة الوطنية تداول الخطط في ممثلياتها ووكالاتها بالخارج فيما بينهم مع منع التمديد لأي منهم لأكثر من فترة ثانية . وبعد الثورة اعتقد البعض في زوال نفوذ الرجل بزوال حلفائه ومدعميه وبأن موعد عودته النهائية إلى تونس لن يتجاوز نهاية شهر جانفي 2011 وتوالت السنوات (2011 – 2012 – 2013 – 2014 - 2015) وتغيرت حكومات ما بعد الثورة (الغنوشي – قائد السبسي – الجبالي – العريض – جمعة – الصيد )وشهدت وزارة النقل عديد التغييرات (ياسين إبراهيم – كريم الهاروني – شهاب بن احمد – محمود بن رمضان)وتداول على مجلس إدارة الشركة عدد من الشخصيات (نبيل الشتاوي– محمد الثامري– رابح جراد – سلوى الصغير) ولكن الرجل حافظ على نفس الامتيازات بل دعّم حظوظه للبقاء على الخط إلى حين بلوغه سن التقاعد.


حسن النفاتي (أصيل جهة باجة ويقطن بمدينة الزهراء من ولاية بن عروس)واسم شهرته "حسن صبة"Hassen Le Fayot(بحكم اختصاصه الفطري في التجسس والعمالة)هو في الحقيقة موظف من الصف الأخير لا يملك من الشهائد الجامعية إلا قفة فارغة ولا يملك من الكفاءة إلا جعبة جوفاء وكل سلاحه اتقانه لفنون التملق والتزلف وتشبعه بعلوم الانتهازية والوصولية وربما ساعده ذلك على مسايرة كل الأوضاع السياسية التي عرفتها البلاد والعمل على المحافظة على مصالحه المادية والمعنوية أولا وأخيرا وليغنم سنويا مداخيل دورية قارة بأكثر من 120 ألف اورو (أكثر من 270 ألف دينار)دون احتساب الرشاوي والعمولات التي اعتاد جمعها يمنة ويسرة لقاء الخدمات الخاصة التي اعتاد تقديمها ... وضعية مادية مريحة ساعدت الرجل على امتلاك عديد العقارات بتونس وبالخارج إضافة إلى التكفل بمصاريف دراسة ابنه شهاب النفاتي بإحدى المدارس الدولية الخاصة في الطيران (فرنسا) وليتوسط له بعدها في الالتحاق بشركة  طيران الإماراتemirates .


قبل الثورة لعب حسن النفاتي (Hassen Le Fayot) دورا هاما ومتميزا لفائدة مصالح الأمن الخارجي حيث كان يوظف خبراته في عالم الرصد والترصد لمتابعة كل تحركات معارضي نظام بن علي انطلاقا من يوم وصولهم للمطار الأوروبي والى حين مغادرتهم وربما ساعده ذلك في الارتباط العضوي بجهاز المخابرات العامة بوزارة الداخلية (DGSS) ليصل الأمر بهذه الأخيرة إلى حد اقتراح إبقائه في الخطة لفترة أطول للاستفادة من صولاته وجولاته في عالم الخساسة والمخاتلة والعمالة ومن جهة أخرى كان لارتباطه الوثيق وحرصه الشديد على تقديم الخدمات الخاصة لأفراد من عائلة المخلوع (ليلى بن علي وشقيقاتها - التيجاني بن علي – بلحسن الطرابلسي -  مراد الطرابلسي - ...) ولأفراد من البطانة الفاسدة بقصر قرطاج دور أهم في إبقائه رقما صعبا بمكاتب ممثليات شركة الخطوط الجوية التونسية بالخارج Représentations Tunisair en Europeيقرا له ألف حساب.


وبعد الثورة المباركة نجح "حسن صبة" في مرحلة أولى في البقاء في خطته بممثلية الشركة بروما وبعد وصول جماعة الإخوان إلى الحكم سارع الموظف المختص في قلبان الفيستة إلى التقرب من قياداتها وتقديم فروض الولاء والطاعة وليتم اعتباره من صنف "التائبين" وشاءت الصدفة لوحدها أن يتعرف على الرئيس المؤقت منصف المرزوقي وليرتمي في رمية واحدة في حزب المؤتمر من اجل النهبة ولينبهر "الطرطور" بشخصية المنتدب الجديد الشاذة وليعتبره الرجل المناسب للعب دور ما بفرنسا وبسرعة تدخل لفائدته لدى رابح جراد الرئيس المدير العام السابق للشركة لكي يمكنه من نقلة بمثل خطته من روما إلى باريس وهو ما تم خلال سنة 2012 والحال أن كل المؤشرات كانت تؤكد استحالة إعادة الحاقة بالخارج ... وبديهة تحول حسن النفاتي صاحب الرقم الخلوي المعروف لدى طالبي الخدمات الخاصة (+33644134477)إلى الحاكم الفعلي لممثلية شركة الخطوط الجوية التونسية بفرنسا خصوصا وانه أصبح على اتصال مباشر بالرئيس المؤقت السابق والذي اعتاد تكليفه بعديد المهام الخاصة من بينها متابعة أخبار ابنتيه مريم ونادية والإشراف شخصيا على قضاء شؤونه وإعداد طروده ومده بالتقارير الاستخباراتية حول تفاصيل زيارات رجال السياسة والمال والأعمال والإعلام إلى فرنسا وخلال الانتخابات التشريعية والرئاسية تكفل كالعادة حسن النفاتي بالإشراف الميداني واللوجستي على حملة حزب المرزوقي المندثر CPR فكان الرجل يتنقل بسيارته الخاصة بين مطار أورلي ومقرات سكن التونسيين بالخارج ومختلف مكاتب الاقتراع الموزعة بدوائر العاصمة باريس (RUE DE LUBECK - RUE DE ROME - PLACE LEON BLUM - AVENUE DAUMESNIL - RUE BARBET DE JOUY - ...)فالمهم إقناع مواطنينا بالخارج بضرورة التصويت للمرزوقي وقطع الطريق على غريمه الأبدي قائد السبسي ولكن النتائج كانت مخيبة لكل الأمال والتوقعات وليجد الرجل نفسه أمام حل وحيد وهو التقرب من جديد من حركة النهضة وفي نفس الوقت الاقتراب من حزب النداء "ساق هنا وساق هناك" لضمان بقائه في الخطة إلى حين بلوغه سن التقاعد أواخر السنة الحالية وتؤكد مصادرنا على أن حسن صبة تلقى بعد تطمينات شبه رسمية من أصحاب القرار بإبقائه بباريس وربما قد يقع التمديد له لسنة أخرى على الأقل .



وضعية صاحبنا حسن النفاتي ليست بالشاذة في مجتمعنا التونسي وتصرفاته ليست بالدخيلة على تقاليدنا بل هي وضعية قائمة ارتبطت بالشخصية التونسية المتقلبة على قاعدة "مات الملك.. عاش الملك"من جماعة "الله ينصر من صبح" ... نظرية تختزل شخصية شريحة واسعة من الشعب لا مذهب لها ولا عقيدة لها أو لا تمتلك أية نظرية محددة، شعارها الانقلابية والانبطاحيةوالانتهازية والوصولية أسوة بالمقولات الشعبية "اللي خاف هو اللي ربح" و "اللي خاف نجا" وعلى هذا الأساس تعتمد هذه الفئة الضالة من صنف حسن النفاتي وامثاله وهو كثرلتكوين علاقاتها ورسم أبعاد سلوكياتها العامة والخاصة .


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire