ما إن تخطت تونس مرحلة الانتقال الديمقراطي وشرعت بعد مخاض عسير في بناء
اللبنات الأولى لدولة ديمقراطية آمنة تنسي
أبناءها السنوات العجاف التي حكم فيها إخوان تونس ومن تبعهم بإساءة حتى تحركت ماكينة الإرهاب والتهريب تنشر فوضى
الاحتجاجات ونار القتل والترويع لتمكنّ لنفسها من بناء أوكار الفساد فتعشش وتفرّخ...ومن
الجنوب التونسي حيث الحدود مع الجار الليبي غير آمنة أوقد أباطرة التهريب وأمراء
الإرهاب جمرة خبيثة اصطلى بنارها الطيبون من أهلنا في الجنوب بعد ،جمرة ظاهرها
مطالبة بالتنمية وقطع مع إتاوة قدرها ثلاثين دينارا لا تزيد ولا تنقص وباطنها سعي
جاد لفتح الحدود واستباحتها حتى يجول الأباطرة ويصول الأمراء ...
وما هي إلا أيام معدودات حتى وسّع
أعداء الوطن حربهم ضد الوطن ونقلوا استراتيجية التخريب " فرّق تسد
" من الجنوب إلى الوسط والشمال ، فقد استفاق أبناء شعبنا صبيحة الأربعاء على
نبإ استشهاد أربعة شهداء من الحرس الوطني ( عبد الوهاب نصير وكيل بالحرس أصيل المهدية ،
هيثم الشواري عريف بالحرس الوطني أصيل القيروان ، مهدي عبيدي عريف بالحرس أصيل
القيروان ،عمر زلتيق عريف بالحرس أصيل سيدي بوزيد .. ) بمنطقة بولعابة من ولاية القصرين .. وفي نفس
التوقيت تقريبا هاجمت مجموعة إرهابية عددا
من المنازل بمنطقة سيدي جامع عين النمشة بجرادو بمعتمدية ساقية سيدي يوسف بالكاف بحثا
على المواد الغذائية وقد قذفت هذه العملية رعبا شديدا في قلوب الأهالي ..
وما بين
رحلة الشمال والجنوب نلاحظ سعيا محموما
لاستباحة حدود الوطن تحت شعار المثل
العامي التونسي " سيب الماء على البطيخ "...وما بين اضطرابات الجنوب
وفواجع الشمال والوسط وقعت يد الإرهاب بالدم في طرابلس ليبيا مشهدا مأسويا فظيعا
فذبحت من الوريد إلى الوريد 21 مصريا وأخرجت هذه العملية البشعة على طريقة قناة
الجزيرة في التصوير والإخراج .
إن هذه الأحداث المتسارعة التي صدمت الرأي العام التونسي
والعالمي تمثل صفارات إنذار مدوية وعلامات
تؤكد في غير شك أن أعداء الوطن من
المهربين والإرهابيين هم خونة لا جبناء وبالتالي لا شيء يمكن أن يثنيهم عن تحقيق مآربهم حتى وإن
احترقت البلاد وهلك العباد..ولا شك أن تونس التي تخوض حربا ضد الإرهاب عليها أن
تصعّد في عملية التأهب والتصدي لأباطرة التهريب وأمراء الإرهاب وذلك بغلق الحدود
إذ لا خير في تنمية مزعومة - والكل يعلم
أن التنمية على الحدود في جميع البلدان أمر شبه مستحيل – إن كانت ستفتح فيها الحدود للصادر والوارد. هذا
فضلا عن إيمانه بأنه بد أيضا من تسريع المصادقة على قانون الإرهاب ولسنا ندري إلام
التراخي في هذا الموضوع ونوابنا قد جلسوا على كراسيهم منذ ثلاثة أشهر فهل سيستفيق
نوابنا الميامين أم أنهم سيتكؤون على
أرائكهم وسيتلون علينا قول الله تعالى "
فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا
قَاعِدُونَ" ؟؟؟
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire