vendredi 27 février 2015

من حكايات فساد التصرف في الأملاك المصادرة : فضاء "غولدن بولينق" والمتصرف القضائي والمستغل المحظوظ ... ترسيخ لعقلية " رزق البيليك"




بعد مرور قرابة أربع سنوات على انطلاق أعمال المصادرة الانتقائية والانتقامية لأملاك أنفار من عائلة الرئيس المخلوع اعتمادا على قائمات مسقطة استثنت البعض وحشرت البعض الآخر لغاية في نفس يعقوب يتساءل جل التونسيين عن الحصيلة الحقيقية لأعمال التصرف في الأملاك المصادرة وهل استفادت الدولة فعلا من عمليات التفويت المنجزة إلى حد الآن وهل نجحت في تقليص العجز الكبير في ميزانيتها ؟ وهل انتعشت المقدرة الشرائية للشعب المنهوب ولماذا تعمدت الجهة المشرفة ونعني بها لجنة التصرف في الأملاك المصادرةالتمطيط في أعمال التصرف إلى ما لا نهاية.؟
أطنان من الممتلكات المنقولة (مجوهرات وزراب فاخرة وأوان وتجهيزات إلكترومنزلية ولوحات فنية و....) بيعت بالمزاد في معرض "فضاء الكرامة" بقمرت والنتيجة سلبية بحكم تسجيل خسائر مادية بقرابة نصف مليار وآلاف من الشركات والحسابات البنكية ومحافظ الأسهم المنقولة والممتلكات العقارية (القصور والإقامات الفاخرة والمنازل والشقق والأراضي الفلاحية ) أسيء التصرف فيها باعتبارها رزق "بيليك" من قبل سلطة الإشراف ومن قبل اللجنة المكلفة ومن قبل شركة مجمع الكرامة هولدينق ومن قبل مئات القضاة المؤتمنين و جيش من مساعدي القضاء (المصفين و المؤتمنين العدليين وأمناء الفلسة و المتصرفين القضائيين) فالجماعة اعتمدت على كتب التاريخ والحروب وأهملت دروس القانون والمحاسبة واعتبرت الأملاك المصادرة عن عائلة المخلوع غنائم حرب من الواجب توزيعها في شكل منابات وهبات وعطايا وهو ما تم بالفعل لكن الطلب فاق العرض بكثير على قاعدة "الزغاريد أكثر من الكسكسي".


التمديد في فترة التصرف في الأملاك المصادرة لا يخدم في الحقيقة مصلحة البلاد بحكم أن الإطالة توفر فضاء رحبا لممارسة أعمال النهب والسلب على الهوى والهوية (عديد الشركات أفلست أو شارفت على الإفلاس) كما تمنح المتصرفين المكلفين بمهام إدارة و تسيير الأملاك والشركات المصادرة الفرصة للإثراء غير المشروع (غالبية المشرفين بانت عليهم مظاهر الثراء)وربما ساعد عدم استقرار البلاد السياسي (6 حكومات في ظرف وجيز) وتردي الوضع الأمني (اغتيالات سياسية – عمليات إرهابية –براكاجات ...) وحالة الاضطرابات الاجتماعية في ترك الحالة على ما هي عليه.

وكعينة فساد نعرض وضعية شركتين مصادرتين هما على التواليشركة "غولدن بولينغ"  GOLDEN BOWLING (رقم سجلها التجاري B130842002)وشركة "أ.ب.م. للترفيه" ABM LOISIR(رقم سجلها التجاري B0155402005)المصادرتين في إطار مرسوم المصادرة الشهير عن الشقيقين دريد وأكرم ابني حامد بن الطاهر بوعوينة وحياة بن علي (شقيقة المخلوع) حيث تشير المستندات التي بحوزتنا إلىأن الشركتين المصادرتين تعلقت بذمتهما منذ شهر مارس 2006 ديون لفائدة المصارف العمومية الثلاثة (BNA – STB - BH) موزعة كما يلي دين أصلي أول لفائدة البنك الوطني الفلاحي بما قيمته 1.666 مليون دينار وثان لفائدة بنك الإسكان بما قيمته 1.420 مليون دينار وثالث لفائدة الشركة التونسية للبنك بما قيمته 1.4 مليون دينار ليصل المجموع إلى 4.486 مليون دينار كأصل الدين دون احتساب الفوائض القانونية وكضمان قدم الأخوين بوعوينة رهنين عقاريين يقعان في ضفاف البحيرة بتونس ويتمثلان في العقار "القسنطيني 1" موضوع الرسم العقاري 80751 تونس والعقار "القسنطيني 2" موضوع الرسم العقاري 80752 تونس بمساحة جملية 9881 متر مربع .


وقد جاء صلب تقرير الاختبار المنجز من طرف الخبير العدلي في مادة البناء "عز الدين قزولة" المنجز سنة 2011 بتكليف من المحكمة أن قيمة العقارين تتجاوز 12.609 مليون دينار وبحكم الارتفاع القياسي الذي شهدته سوق العقارات وخاصة بمنطقة ضفاف البحيرة فان القيمة المحينة تتعدى حاليا ال20 مليون دينار وعوض أن تسارع سلطة الإشراف ونعني بذلك لجنة التصرف في الأملاك المصادرة إلى التبتيت على العقارين في مزاد علني لمن يدفع أكثر حفاظا على مصالح البنوك العمومية المقرضة وعلى مصلحة الدولة خصوصا وان خزائنها فارغة وفي أمس الحاجة إلى ضخ المزيد من المستخلصات لتغطية العجز المتراكم ... وعلى عكس ما هو منتظر تم ترك الأمر بيد المتصرف القضائي والذي تعمد كراء الفضاء الترفيهي المصادر GOLDEN BOWLINGإلى الغير  مقابل معين كراء سنوي ب700 ألف دينار وقد باشر الكاري المحظوظ والمدعوم المدعو البحري الطويل أشغال إعادة التهيئة وتغيير صبغة المحل لاستغلاله كقاعة أفراح Salle de Fêtes.....المصالح البلدية بالدائرة البلدية بحي الخضراء وبمجرد إطلاعها على حقيقة الأشغال غير المرخص فيها سارعت إلى إيقاف الأشغال لكن المستغل للعقار كانت له الكلمة الفصل بحكم انه مصنف رجل فوق القانون نتيجة تطور شبكة علاقاته على جميع الواجهات حيث رفض البحري الطويل الرضوخ للقرار البلدي وواصل أشغاله على نفس الوتيرة وقد لاحظ فريق الثورة نيوز تعليق لوحة اشهارية كبيرة الحجم على فضاء GOLDEN BOWLINGكتب عليها باللغة الفرنسية "Ouverture Prochaine – Nouveau Concept " وباللغة الانكليزية " New Openning – New Concept" كذلك رصدنا داخل الفضاء تواجد أكوام وأكداس من مواد البناء (اجر – رمل –قرافيي– اسمنت – حديد – جليز – رخام ...) إضافة إلى تواجد فريق من عملة البناء بصدد القيام بأشغال هدم وتهيئة.
والمستغل الجديد البحري الطويل معروف في عالم "البزنس" المقيت ويملك شركة أولى مختصة في الديكور MICE DKO(معرفها الجبائي عدد 1327784NAM000) وشركة ثانية مختصة في تنظيم التظاهرات والحفلات Imprésarioوقد كان في السابق يعمل موظفا في شركة أبو نواس للتسيير السياحي قبل إفلاسها وتشريد عمالتها .

والسؤال المطروح إلى متى ستتواصل مثل هذه المهازل في طريقة التصرف في الأملاك المصادرة عن عصابة الطرابلسية والتي أحيلتعن طريق المراكنة(تحت حيط)gré à gré لعصابات جديدة من مصاصي الدماء حلت محل الأولى لتواصل المشوار تحت ظلال وحماية دولة الفساد الثانية.؟

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire