لم تكن الليلة الفاصلة بين 3و4أوت من سنة 2006 عادية في
منطقة حاجب العيون من ولاية القيروان حيث تلقى أعوان
الأمن الوطني بالجهة على الساعة
الثالثة صباحا إعلاما بوقوع حادث
مرور بالطريق المؤدية إلى منطقة العنيرات ببلدة حاجب العيون تمثل
في انقلاب سيارة لوحدها مما أدى
إلى هلاك سائقها وإصابة
مرافقه وبتحول أعوان الأمن على عين المكان عاينوا احتكاكا لعجلات فتم تحرير محضر
بحث بتاريخ الواقعة بواسطة شرطة مرور تمثل في ارتطام سيارة بكيس تراب وانقلابها وتم حفظ القضية ...
إلى حد هنا لملت عائلة الهالك
جراحها وسارعت عائلة المرافق المصاب إلى علاج ابنها الناجي من الموت... غير أنه
بعد ما يقارب عن 5 أشهر من الحادثة و تحديدا بتاريخ 28 ديسمبر2006 تقدم شقيق
الهالك بعريضة إلى وكيل
الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بالقيروان ذكر فيها أن شقيقه المتوفى
لم يمت نتيجة تعرضه لحادث مرور وإنما التليلي الرابحي
عمد إلى دفعه قصدا بواسطة سيارته مما أدى إلى
انقلاب سيارته ووفاته على عين المكان ...المهم ّ انه وقع فتح
بحث تحقيقي بالمكتب الثالث بالمحكمة الابتدائية بالقيروان بناء
على الشكاية السالفة الذكر انتهى
بتاريخ 31/05/2008 ..
تفاصيل الواقعة
ليلة الواقعة حضر التليلي بن بوبكر بن بلقاسم
الراجحي صاحب بطاقة تعريف وطنية
عدد02064508 والقاطن بالغويبة حاجب
العيون القيروان و مهنته عون أمن
حفل عرس بمنطقة جديعات وفي حدود الساعة
ثانية صباحا ولما كان متوقفا بسيارته من نوع 504 ببطحاء قبالة
مكان الحفل بمعية بعض
الأشخاص مرت بجانبه سيارة أخرى و
قد التحمت بسيارته من
جانبها الأيسر ثم واصل سائق السيارة سيره فنزل من سيارته و قد لاحظ أن السيارة المارة قد حطمت المرآة العاكسة للصورة ...و
تروى الشهادات أن التليلي تناول كوب
ماء و قال بعد أن اشتد
به الغضب للظلم الذي
تعرض له أنه سيلحق بالسيارة و
سيقتله إن لزم الأمر... وفعلا انطلق بسيارته القديمة مصطحبا شقيقه و لكن لا نية تحده
في تطبيق القول إلى أرض
الواقع فمن يعرف
الرجل في الحاجب يدرك أنه لا يستطيع أن يقتل ذبابة بل إنه كان في
قرارة نفسه ينوي مواصلة
السهر في عرس آخر في الحاجب
محاذ لمنزل عمه ...وفي
أثناء الطريق وعلى بعد 900 متر
تقريبا شاهد سيارة منقلبة على الحاشية
الترابية اليمنى في اتجاه طريقه فتوقف
عن السير ونزل من السيارة بمعية شقيقه
فوجد الهالك بمعية مرافقه المصاب ثم وصلت
سيارة أخرى على متنها أشخاص من عائلة الرابحي وتأكد الجميع
من وفاة السائق..
عون الأمن يدفع ثمن كلامه غاليا
قلنا انتهى
التحقيق في القضية بتاريخ 31/05/2008بتوجيه تهمة القتل
العمد مع سابقية القصد طبق أحكام الفصلين 201و202 من المجلة
الجزائية وهي التهمة التي أقرتها دائرة الاتهام بمحكمة الاستئناف بسوسة بتاريخ5/12/2008 . و
بتاريخ 17أفريل2009 أصدرت الدائرة الجنائية بالمحكمة الابتدائية بسوسة حكمها
عدد713 القاضي باعتبار التهمة الموجهة
للمنوب من قبيل القتل العمد المجرد على معنى الفصل205 من المجلة الجزائية و سجنه من أجلها10سنوات ... و
استأنف المنوب والنيابة العمومية الحكم المذكور فأصدرت محكمة الاستئناف حكمها
تحت عدد6382 بتاريخ16/10/2009 القاضي
" نهائيا حضوريا بقبول الاستئناف
شكلا و في الأصل بتقرير الحكم الابتدائي في ما قضي به جزائيا من حيث مبدأ الإدانة مع تعديله عقابا بالترفيع فيه إلى عشرين
عاما.."
الإدانة ضعيفة وعنصر البراءة متوفر
من يطلع على ملف القضية من ألفه إلى يائه يلاحظ أن
الحكم المذكور كان ضعيف المبنى و قاصر التعليل و هاضما لحقوق السجين و ظلت عديد
الأسئلة تبحث عن إجابات.. و لكم أن
تسألوا كيف لسيارة من504 أن تلاحق سيارة "ساكسو" وأن
تلحق بها و تلطمها ؟؟ ثم أن السائق
المتوفي و مرافقه كان
في حالة سكر ؟ ثم إن المرافق في
شهادته لم يؤكد أن سيارة صذمتهما وكانت شهادته
مناقضة في موضعين ؟
ثم إن نتائج أعمال
البحث الابتدائي التي أجراها
أعوان شرطة المرور كانت واضحة وجلية مفادها أن أسباب الحادث تعود لعدم
اخذ السائق للاحتياطات اللازمة أثناء السياقة
مما أدى إلى انحراف وسيلته عن مسارها
الطبيعي و انقلابها لوحدها
..." ثم إن المرافق بسماعه ضمن محضر البحث عدد202/01بتاريخ3 اوت2006 أكد أن
انفلاق عجلة سيارة قد افقد سائقها السيطرة عليها و انه كان يسير بسرعة فائقة نافيا
أن يكون مطاردا من أي كان أو يكون الحادث نتيجة اصطدام مع أية وسيلة ..
والغريب في الأمر أن قلم
التحقيق استأنس بنتائج اختبار
اجري بناء على إذن على عريضة ضد شركة تأمينات
تقدم به شقيق الهالك بعد شهرين
و نصف من تاريخ الحادث
و لم تتم معاينة سيارة السجين و لا
حتى استدعاؤه من طرف الخبير لحضور عملية
المعاينة .. و هذا الخبير بالتحرير عليه
من قبل قلم التحقيق تعهد بتقرير إضافي يبين
صلبه كيف توصل إلى هذه النتيجة غير
أنه لم يف بتعهداته ...غير أن السؤال الذي ظل معلّقا
لماذا لم تتحرك
عائلة المتوفي إلا بعد 5 اشهر و ما
يزيد من تاريخ الواقعة ؟؟
من يرفع الضيم؟
يعيش التليلي أياما
عصيبة وراء قضبان سجن الهوارب فهو يقاسي
الويل نتيجة الحيف الذي تعرض له
بعد كان في خدمة وطنه ذائدا عن
حرمته انتهكت حرمته و داهمه المرض و ظل يصرخ أناء
الليل و أطراف النهار " والله
مقتلتوش" ... والتليلي الذي حرقت
كبده شوقا لفذات أكباده لم يجد
من بني جلدته من الأمنيين من يقف معه
في محنته لا ماديا ولا قضائيا ... والتليلي الذي هاجر النوم جفاه و ظلت زوجته
تصارع الحياة لوحدها لتأمين
لقمة عيش لأبنائها حيث تنبش الأرض بأظافرها
وتقطعت أحشاؤها ولا تدري أين تسير
إلى السجن حيث نصف
القلب هناك ... أم إلى الطبيعة حيث
يحتاج نصف القلب ونعني بهم الأبناء للحياة ... وبين هذا و ذاك نسأل...
من يرفع الضيم ويعيد الحياة لأمني
مات بالقهر مسجلا
في عداد الأحياء ؟
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire