غدا السبت 24 جانفي 2015 هو
موعد اجتماع الـمـجـلـس الـوطـنـي
لـمـنـظـمـة الـطـفـولـة الـتّــونـسـيّـة الـمـصــائـف والـجـولات، الـذي
سـيـنـعـقـد بـمـركـز الـمـصــائــف وادي مــلـيـان (عـلـى يـسـار الـطـريـق
الـوطـنـيّـة فـي اتجاه حـمـام الأنـف)، ويأتي هذا الاجتماع في أجواء يسودها
التوجس والخيفة من أن تفتح بعض الملفات القديمة المتعلقة بالفساد – ولا سيما
المالي منه - الذي نخر هذه المنظمة ..ولعل الزيارة التي قام بها رئـيـس الـمـجـلـس
الـوطـنـي للـمـنـظـمـة، الـشـاذلــي الـصّــرارفـي لتفقد الحافلات التي لا يسمع
لمحركها أزيز منذ شهور ولمعرفة خاصة مصير
الحافلة المشبوهة التي تم شراؤها بطرق غير قانونية خير دليل على الرعب الذي قذف في
قلوب الساهرين على حظوظ المنظمة التونسية
المصائف والجولات منذ أن شرعت
صحيفة الثورة نيوز في كشف المغمور وبيان المستور .
وبدلا من يعمل أولو الأمر على إنقاذ ما يجب إنقاذه وإصلاح ما يجب إصلاحه
تراهم منشغلين أيما انشغال بالبحث عمن مكن الفريق الصحفي من الوثائق .ولا يفوتنا
في هذا الإطار أن نذكر بأن قرر المكتب الوطني في اجتماعه يوم الجمعة 25/01/
2013 قرر تكليف ايناس الفخفاخ بخطة كاتب عام المكتب الوطني خلفا مختار
العبيدي الذي قدم استقالته من عضوية هيئة المكتب الوطني الى رئيس المكتب الوطني ."
وقد حظيت هذه الاستقالة بموافقة هيئة
المكتب الوطني بعد الدرس في هذا الاجتماع وذلك للأسباب التالية الغياب المتكرر
والمسترسل للأخ مختار العبيدي عن اجتماعات الهيئة منذ شهر اكتوبر2012 وعدم اضطلاعه
بالمهام المكلف بها الكاتب العام اضافة الى تعرضه بالنقد للهيئة السابقة دون اعلام
المكتب الوطني عبر الصحافة الوطنية دون التشاور مع هيئة المكتب الوطني مما أضر بمصالح
المنظمة وبسمعتها وعليه اتخذت الهيئة قرارا بعد التشاور فيما بينها بتكليف الاخت
ايناس الفخفاخ لتخلفه في هذه الخطة" على حد ما ورد بمحضر الاجتماع المشار إليه .
وإلى الباحثين والباحثات عن مصادرنا نقول " ويأتيك بالأخبار من لم
تزود " ونقول " وهل يخفى الخبر " ..فشبهات الفساد المالي في
منظمتكم موثقة عندنا بالنص والصورة ، ونرجو أن تكون فرقة المراقبة الاقتصادية التي زرتموهما أكثر من مرة قد بينت لكم بالحجة والدليل ما ارتكبتم من تجاوزات وخروقات
في حق المال العام وفي حق الطفولة التونسية .
بنايات متداعية للسقوط والتقارير المالية تتحدث عن أرقام خيالية تصرف على
الصيانة
يأتي هذا الاجتماع في ظرف تعيش فيه المنظمة أسوأ فترات حياتها ، فالخراب قد
عشش في كل ركن من أركان هذه المنظمة وفروعها ، وأنت حيثما توجهت وحيثما قلبت النظر
وجدت بنايات متداعية متشققة نخرها الخراب
نخرا بل هي توحي في كل لحظة أنها جدرانها قاب قوسين أو أدنى من السقوط ...أما عن
التجهيزات ووسائل النقل فهي تبكي القلب وتجعل الإنسان حيرانا ..حافلات في بطالة
مزمنة ..وحشايا مهترئة وما خفي كان أعظم ..وتحتفظ الثورة نيوز بصور حصرية ستنشرها
عندما ترى ذلك مناسبا ..وقد تراكمت عيوب هذه المنظمة إلى أن جاء مؤتمر المنستير في
2 سبتمبر 2012 فعرى الحقائق وكشف العجائب والغرائب وبين أن هناك تجاوزات مالية
خطيرة وهو ما أجبر المؤتمرين على تأجيل المصادقة على التقرير المالي، ذلك أنه خلال
تلاوة الحبيب العياري للتقرير المالي الذي
درات استغرب بعض الحاضرين من المبالغ المالية التي قيل إنها صرفت في بعض الفصول (أو بالأحرى التي لم تصرف اصلا ) .وهم قد استغربوا مثلا من أن يقول التقرير إنه قد تم
صرف 97.202.109لصيانة مركز الإقامة والتربصات بالزهراء سنة 2008 و 87.619.624 سنة
2007 والحال أن هذا المركز في حالة متردية جدا كما يؤكد ذلك محضر جلسة اجتماع
المكتب الوطني يوم الأحد 30 سبتمبر 2012
.ففي هذا المحضر يقول صبري الطرابلسي وهو عضو بالمكتب
الوطني " إن الوضعية مأسوية في مركز
الزهراء من حيث التجهيزات والإقامة والمرافق " وطالب " بالإصلاح العاجل
لوسائل الإنارة والماء " وللتذكير فإن هذا المركز قد استنزف خلال عشرية ما
يقارب مليارا من الدنانير التونسية ؟؟؟؟.كما استغرب بعض
الحاضرين من الفصل 32 الذي يؤكد صرف ما
قيمته 14.124.319 لصيانة البنايات والملاعب والمسالك والحال أن الملعب تم كراؤه
والمسلك لم يتم تعبيده.وأشار التقرير أيضا إلى أنه قد تم منح على العمال والحال أن
لا أحد منهم آنذاك قد ظفر ولو بمليم واحد من هذه المنح الخيالية ؟؟ ولكن الغريب
أنه بعد مدة وجيزة تمت المصادقة على
التقرير المالي بتدخل من الشاذلي الصرارفي
المقر العام لدائرة المحاسبات وصاحب القصر الملكي بجهة حي النصر ويؤكد بعض
العارفين بخفايا المنظمة أن تردي الأوضاع
وتفاقم المشاكل التي عصفت بأعرق منظمة تونسية يعود أساسا إلى التركة الثقيلة التي
خلفها الشاذلي الصرارفي والتي لم تجد من
يصلحها .
إلى أين المصير ؟
كلما وقفت أمام مقر المنظمة التونسية بنهج روما أو أجلت بصري بمركز الزهراء
تذكرت قصيدة معروف الرصافي التي يقول فيها :
لَقِيتُها
لَيْتَنِـي مَا كُنْتُ أَلْقَاهَـا
تَمْشِي وَقَدْ أَثْقَلَ الإمْلاقُ مَمْشَاهَـا
أَثْوَابُـهَا رَثَّـةٌ والرِّجْلُ حَافِيَـةٌ
وَالدَّمْعُ تَذْرِفُهُ في الخَدِّ عَيْنَاهَـا
بَكَتْ مِنَ الفَقْرِ فَاحْمَرَّتْ مَدَامِعُهَا
وَاصْفَرَّ كَالوَرْسِ مِنْ جُوعٍ مُحَيَّاهَـا
مَاتَ الذي كَانَ يَحْمِيهَا وَيُسْعِدُهَا
فَالدَّهْرُ مِنْ بَعْدِهِ بِالفَقْرِ أَشْقَاهَـا
فهذه
الأبيات عموما وكامل القصيدة خصوصا إنما
تعبر عن الوضع الكارثي الذي وصلت إليه هذه المنظمة منذ أن أشرف على حظوظها
الصرارفي الذي عهد إلى خلفه التيجاني بن
ضو لإتمام المهمة مهمة قتل المنظمة قتلا بطيئا ...والغريب أن حال هذه المنظمة
يزداد كل يوم سوءا ورغم صيحات الفزع التي أطلقتها جهات عديدة ورغم المنابر
الإعلامية التي خاضت في هذا الموضوع فلا شيء في الأفق يدل على أنه سيكون بالإمكان
أحس مما كان ...ولسنا ندري هل أصبح شأن الطفولة في تونس أمرا لا يعنينا أم أن
المال يغنينا عن البنين ؟؟
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire