كانت صحيفة الثورة نيوز قد أشارت في أحد أعدادها السابقة إلى أنها ستنفض
الغبار عن بعض الملفات التي تثار حولها شبهات فساد ثقيلة في معهد الصحافة وعلوم الإخبار . وقد كان القادح
على هذا الوعد هو النبش في الأسباب التي دعت الأستاذة سلوى الشرفي ( استاذة تعليم
عال ) إلى تقديم استقالتها ثلاث مرات قبل
أن تباشر عملها ، ولولا تدخل رئيس الجامعة الاستاذ شكري المبخوت الذي أثناها عن عزمها السنة
الجامعية 2014 -2015 والمعهد دون مدير وإن كان المعهد بقي خلال السنتين
الماضيتين بلا مدير وذلك لكثرة تجواله
وترحاله ..ولئن ذهبت عديد الجهات مذاهب في
تأويل هذه الاستقالة فإن الثابت فيما توصلت إليه الثورة نيوز أن الشرفي ما إن
تسلمت أمانة الإدارة حتى قالت " حاشا الله ما هذا معهدا " وكيف لها ألا
تقول ذلك و الفتق فيه المعهد غالب على
الرتق .
ولا بد من الإشارة قبل التوقف عند بعض الملفات التي يبدو أنها أقضت مضجع سلوى الشرفي ودفعتها دفعا إلى تقديم
استقالتها أن نشير إلى أننا سنكتفي بتحديد الملامح الكبرى لبعض الملفات التي تحيط
بها شبهات فساد في المؤسسة الوحيدة التي أوكل إليها تكوين الإعلاميين والاتصالين ،
وهي ملفات سنتعهدها بالتفصيل الدقيق والشاهد العميق في الايام القادمة إن كتب الله لنا من العمر والجهد فضلة وبقية .
ترويكا معهد الصحافة : ثلاثة رابعهم .....
لما كانت الرعية على دين الملك فقد تشكلت داخل معهد الصحافة وعلوم الأخبار ترويكا لا تختلف كثيرا عن
الترويكا التي شكلتها حركة النهضة وحلفاؤها، ترويكا أوهمت نفسها قبل أن توهم غيرها بأنها الوصية على المعهد
وبأن المسؤولة عن كل ساكنة في المعهد وسابحة فيه فأقصت من أقصت ورحبت بمن رحبت
شعارها في ذلك " لا يدخل معهدنا إلا من كان ثوريا " ..أما كبير الترويكا
فرجل جاء من أقصى الخليج يسعى وشاءت الاقدار التي اختطفت المرحوم محمد علي الكمبي
في غفلة من زملائه وطلابه أن يكون القائد الرائد ، وإن كان الرائد لا يكذب أهله ، بعد ان توافق كبار القوم على خصاله ومنها توزيع
الابتسامات الصفراء صباح مساء وأيام العطل ....وصاحبنا هذا مغرم باللون الاصفر
يأكل منه حلالا طيبا على مدار الحول ويلبس منه ما يزيد في وسامته وأناقته خلال
الفصول الثلاثة وخاصة خلال فصل الخريف الذي تتساقط فيه الاوراق الذابلة
الذواية ويكثر فيه حفيف الاوراق وفحيح الأفاعي
النهاشة اللداغة ..
وإذا تركنا كبير القوم يتدبر مصيره عله يفوز بعقد متقاعد يستطيع به جمع
المال ومنعه بعد أن غضب عليه الاساتذة
فأخرجوه من مجلسهم ملوما محسورا في وقت كان
يظن فيه أن أعضاءه سيمنحونه من جديد تأشيرة العبور لثلاث آخر
يستكمل بها جولته حول العالم للنظر في
حاشية الملك وجدنا أن شهريار الذي عمل ما
في وسعه على التخلص من الأزلام وبقايا
النظام لا سيما في منح العقود على اختلافها – وهو موضوع تفوح منه روائح فساد كريهة
- قد أنجز في الزمن الغابر أطروحة تتعلق بوكالة الاتصال الخارجي ولا شك أنه انطلق
فيها من إشكالية وفرضيات لطيفة ظريفة تكاد
لفرط تميزها توحي بأنها نبعت من غير مثال أو سويت على غير منوال ..فالطريق إلى قصر
قرطاج آنذاك كان يتطلب أعمالا أكاديمية عنوانها " النصائح الذهبية في أدب
الكتابة الاتصالية " وأما
ثالثالجماعة فيعلم أن أطروحته قد سخر منها الجاهل قبل العالم وأنه ما كان ليلج أبواب المعهد دون شق الأنفس لولا
الضغط الذي مارسه عبد الوهاب عبد الله – سامحه الله - على الاستاذ يوسف بن رمضان
حتى تدبر الامور بليل ... وحتى تقضي لجنة الانتداب أمرا كان مفعولا ...ولما كانت الترويكا وفيّة لمن جعل الطريق أمامها ذلولا حتى تمشي في مناكبها
فقد عملت بمقولة وما "جزاء الإحسان إلا الإحسان " وكرمت من يجب تكريمه
مبتدعة خطة لا شرقية ولا غربية سموها " استاذ مشارك " ولهذه الصفة تقاليد وأعراف أبعد ما تكون عن
المقاصد التي رمى إليها علية القوم .. " فالمشارك " و"الخبير
" " والمتقاعد " ..ماهي إلا أسماء سموها هم وأباؤهم ..أسماء ما أنزلت بها الوزارة من سلطان ...ولعل اغرب ما
في أمر كبير الترويكا أنه نسي أو تناسى أنه سينتقل يوما من استاذ يعلم صناعة الخبر
إلى استاذ يمثل مادة للخبر ألم يقل الشاعر علي التوهامي :
حكم المنية في البريِّة جار
ما هذه الدنيا بدار قرار
بينا يُرَى الإنسانُ فيها مُخْبراً
حتى يُرَى خبراً من الأخبار
يدرك بالسفارات ما لا يدرك بالكفاءات : "الغزو من الداخل"
يحسن بنا قبل أن نقدم شذرات حول هذا الموضوع أن نلخص ما يدور في فلك هذا
الموضوع في أبيات شعرية رائعة قالها الشاعر الضرير عبد الله البردوني هذا ونعتذر
في هذا المقام لأستاذة الطائرات الذين يتأذون من خطاب الشعر ومن اللغة إذا رسمت
بالكلمات
فظيع جهل ما يجري وأفظع منه أن تدري
وهل
تدرين ياصنعا؟ من المستعمر السري
غزاة
لا أشاهدهم وسيف الغزو في صدري.
فقد
يأتون تبغا في سجائر، لونُها يغري
وفي
صدقات وحشيَّ يؤنسن وجهه الصخري.
وفي
أهداب أنثى ، في مناديل الهوى القهري.
وفي
سروال أستاذ وتحت عمامة المقري.
وفي
أقراص منع الحمل في أنبوبة الحبر.
وفي
حرية الغثيان في عبثية العمر.
وفي
عوْد احتلال الأمس في تشكيله العصري.
وفي
قنينة الويسكي وفي قارورة العطر.
ويستخفون
في جلدي وينسلُّون من شَعري.
وفوق
وجوههم وجهي وتحت خيولهم ظهري.
غزاة
اليوم كالطاعون يخفي وهو يستشري.
يحجر
مولد الآتي يوشِّي الحاضر المزري.
فظيع
جهل ما يجري وأفظع منه أن تدري.
رغم أننا لا نرجم بالغيب فإننا على
شبه يقين بأن لا موضوع قد أحرج سلوى
الشرفي كموضوع الزيارة التي أدها سفير الولايات المتحدة الأمريكية جاكوب والس إلى
المعهد خلال السنة الماضية ..فهذه الزيارة المشبوهة والتي تكتمت عليها بعض الجهات قد أثارت جدلا واسعا في مفتتح هذه السنة وجعلت الأطراف التي هرولت لاستقبال سعادة
السفير في موضع من قال فيه الله سبحانه وتعالى " (وَإِذَا بُشِّرَ
أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ{58} يَتَوَارَى
مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ
يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلاَ سَاء مَا يَحْكُمُونَ{59} ))النحل..
هذا ونشير
إلى اننا سنعود لملف التعاون الدولي التي تثار حوله عديد الشبهات من حيث
اختيار الأساتذة وقد أسرف بعضهم في الترحال حتى لقبهم البعض في سخرية مرة بأساتذة
الطائرات .. ومن غرائب كبير الترويكا أنه سافر 23 مرة في ظرف لم يتجاوز السنتين..ومن
حيث المؤسسات الأجنبية المشبوهة التي يتعامل معها المعهد ومن بينها مؤسسة كونرادأديناورالتي
تربطها علاقات وثيقة بحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي الذي تتزعمه المستشارة
الألمانية أنجيلا ميركل.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire