mercredi 22 octobre 2014

الليبيون في تونس ليبيان: ليبي هو أولى بخبزتي مني وليبي أنا أولى بخبزتي منه




إنّ شعب المغرب العربي واحد لكن الغزاة قديما وحديثا شظّوه شعوبا أو بالأحرى ولايات تابعة ثمّ ورثتهم أنظمة وصفت بالوطنية فأبقت المجزأ مجزأ بل زادته تجزئة! والدليل على أنّ هذا الشعب الممتد من موريتانيا فالمغرب الأقصى فالجزائر فتونس فليبيا إلى حدود مصر لهو شعب واحد أو بنيان مرصوص يشدّ بعضه إلى بعض العرق والأمازيغية والعروبة والإسلام والعادات والتقاليد والمصير المشترك، مصداق ذلك حديثا على الأقل هذا التحاضن بين هذه الشعوب كلما تعرّض أحدها إلى غزو أو تهديد فالتونسيون كانوا ملاذا للجزائريين أيام احتلال بلدهم كما كانوا ملجأ لهم مواطنين ومجاهدين ومركز تزويدهم بالسلاح وكذلك الحال بالنسبة إلى ليبيا التي لجأ إليها جزء كبير من الشعب التونسي أيام بيع تونس لفرنسا من قبل الحسينيين ومنها قاوم هؤلاء التونسيون المهاجرون إلى ليبيا المستعمر الفرنسي دون أن ننسى احتضان التونسيين لليبيين أيام احتلال إيطاليا بلدهم. إن هذا التضامن والتكاتف والاستنجاد بين هذه الشعوب قد اعتراه خلل بدءا بظهور الدويلات الوطنية المغاربية وذلك نتيجة للسياسات الرعناء كمهاجمة الحسن الثاني الجزائر أيام الإعلان عن استقلالها وطرد القذافي العمال التونسيين من ليبيا ومحاولته وأتباعه إجهاض الثورة التونسية على بن علي....

لكن ما ضرّ التونسيين فعلا هو ثورة الليبيين المدعومة بقوة الغرب العسكرية الخادعة المسمومة على القذافي، هذه الثورة التي هشمت ليبيا وصيرتها منبت أمراض خبيثة سريعة الانتشار في البلدان المجاورة وخاصة تونس ذات المناعة الضعيفة التي رحبت بمن لجأ إليها من الليبيين الفقراء المقموعين بالقذافي وأعوانه واقتسمت معهم المسكن والقوت والمدرسة وحليب الأطفال، دخلها عنوة وبمساندة من دولة بن علي العميقة أتباع القذافي حاملين حقائب من الدولارات والاوروهات ودفاتر الصكوك البنكية ذات الحسابات الجارية في أوروبا وأمريكا المحشوة ثروات الشعب الليبي ودمه وعرقه هؤلاء المليونان البشمون بثروة الشعب الليبي هجموا على فقراء تونس كالجراد مشعلين الاسعار حرائق حرمت الطبقة المتوسطة المتهالكة من ابسط حقوقها في الطعام والعلاج والغلال والاصطياف والتسويغ... أيجرؤ تونسي من الطبقة الوسطى المتهرئة أن يحلم بتسويغ غرفة في نزل أو في غيره على شاطئ البحر؟ أيجرؤ تونسي من الطبقة المذكورة أن يحلم بتناول السمك أو لحم الخرفان أو التمر الجيد أو أي غلة من الغلال فحتى الماء والكهرباء والمصحات وانسياب حركة المرور في الطرقات حرمونا منها، أمّا الليبيون الباقون الآن في أرضهم فيتمعشون من إنتاج التونسيين وقوتهم عبر التهريب إليهم، ويشاع بقوة أن بعضهم يتحرش بفتيات تونس، والأدهى من كل هذا أن هؤلاء الليبيين المتخمين دولارات وجدوا حضنا دافئا لدى زملائهم "التونسيين" البشمين من دم مواطنيهم وعرقهم طيلة ستين عاما فتكاتفوا وتبادلوا المنافع على حساب الشعب التونسي الفقير إذ أن اشتعال الأسعار في بلادنا يقصم ظهر التونسي المنتمي إلى الطبقة الوسطى ويجهز على حياة الفقراء وما أكثرهم في بلادنا. إن قول السلطة البائسة في تونس وبعض مأفوني السياسة إنّ كل الليبيين إخوة لنا ويجب أن نقسم معهم الرغيف لقول فيه فجور وقلة حياء وعدم وطنية.... إن الليبي المحتاج لأولى بخبزتي مني وأنا أولى بخبزتي من ليبي قذافي لجأ إلى تونس خوفا من أن تحاسبه ثورة بلاده على جرائمه وسرقاته.... على الحكومة المؤقتة، إن كانت بها ذرة من الوطنية ونصيب من الشعور بحالة الشعب البائسة، أن تطرد حالا من البلاد كل من نهب أموال الشعب الليبي وجاء بها تونس ليجوّع بها أهلها.



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire