مؤشرات عديدة تدل على أنّ مرحلة الانتقال الديمقراطي التي طالت واستطالت تحت غطاء الشرعية الزائفة لن تتوج بانتخابات نزيهة شفافة تكون الكلمة الفصل فيها لمن صنع ثورة في يومما ، وكابد وصابر حتى لا تأكل الثورة أبناءها.....وقرائن كثيرة تدل على أن نتائج الانتخابات ستكون خاطئة كاذبةوعلى أن صناديق الانتخابات التشريعية والرئاسية ستكون صناديق بائسة معلولة.. ..وبوادر شتى توحي بأن حركة النهضة ستعيد سيناريوات انتخابات المجلس الوطني التأسيسي ، تلك الانتخابات التي علق عليهاالرئيس السابق للهيئة العليا المستقلة للانتخابات كمال الجندوبي فقال " إن الشرعية التي تتشدق بها حركة النهضة هي شرعية كاذبة... فالانتخابات الفارطة كانت مزورة " ..
ويبدو أن أبطال حركة النهضة الذين عهد إليهم يوم 23 أكتوبر2011 بأن يثقلوا
موازين بعض الأحزاب ويضعفوا أخرى ونعني بهم رؤساء مكاتب الاقتراع الذين استطاعوا
بما أوتوا من خبث أن يلغوا أكثر من 500 ألف بطاقة انتخاب يوم 23 أكتوبر2011 ، سيعتلون المسرح من جديد وسيعدون الكرّة مرة
أخرى " ولكل امرئ من دهره ما تعود.." وكيف لا يفعلون ذلك وهيئة شفيق
صرصار قد حجبت عن الناخبين والناخبات البيانات التي من خلالها يعرفون هوية من
سيأتمنونه على أصواتهم ..فهي قد اكتفت بذكر اسماء رؤساء المكاتب وأغفلت عن قصد أماكن
ولادتهم حتى لا يتبين الخيط الابيض من الخط الأسود ..
إن حركة النهضة وبعد أن أغرقت المشهد السياسي بالمترشحين
والمترشحات لمجلس النواب ولرئاسة الجمهورية ، وبعد أن وسوست للحفاة العراة –
بالمعنى الأخلاقي السياسي- أن يحلموا
بالتطاول في قصر قرطاج ، وبعد أن نجحت في إلهاء أبناء هذا الشعب الطيب بتتبع أخبار المهرولين والمهووسين بكرسي الرئاسة وصرفت أنظارهم عن الانتخابات التشريعية من جهة
وعن الخروقات التي ستمكّن لها من السيادة
والريادة في الانتخابات القادمة من جهة
ثانية.. وبعد أن أرجأت مناقشة قانون الإرهاب حتى تستميل السلفيين ، وبعد أن رفضت
قانون العزل السياسي ، لا إيمانا بحق التجمعيين في الحياة المدنية بل رغبة في
الفوز بأصواتهم ، جاء الدور على تصريف
فنون التزوير في كواليس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات . وهذا الدور في
الحقيقة قد بدأ مبكرا ذلك أن بعض الفروع الجهوية للهيئة قد عملت ما في وسعها
لإسقاط القائمات التي قدرت أنها ستكون منافسا حقيقيا للنهضة وبناتها ، وهو ما جعل
أصحاب تلك القائمات يقضون أياما وساعات في أروقة المحاكم من أجل حق اغتصب منهم وهم
ينظرون ...
إن أبناء هذا الوطن
العزير الذين عانوا مرارة الديكتاتورية لسنوات طوال أمام منعرج خطير وليس لهم إلا
حسن الاختيار حتى لا تعود تونس إلى فترة ما قبل الثورة ..وحتى لا تعود أيضا إلى
زمن الترويكا
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire