ظلم الجار لجاره
فيؤذي الجار جاره ويظلمه في معاشه ويظلمه بتسليط الأغاني والأصوات المزعجة عليه
ويظلمه بمعاكسات أولاده لبناته ويظلمه بمشاكسات تبدأ لكي لا تنتهي وغير ذلك مما
يجري بين الجار وجاره، مع أنه قد جاء الوعيد الشديد في ذلك يقول النبي صلى الله
عليه وسلم :"والله لا يؤمن،
والله لا يؤمن، والله لا يؤمن" قيل يا رسول الله لقد خاب وخسر، من هذا؟ قال:
" الذي لا يأمن جاره بوائقه" والبوائق هي الشرور والغوائل
وهي من أبشع صور الظلم
ظلم ذوي القربى، ويقول الله تعالى في سورة النساء
(46) " وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا
وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ
وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ"
فجمع الله سبحانه وتعالى بين الأمر بعبادته والأمر بالإحسان إلى خلقه، ومن ذلك
الإحسان إلى الجار مسلمًا كان أم كافرًا، قريبًا أم غريبًا، ملاصقًا أم بعيدًا.
الجار
الصالح تجده أقرب الناس لجاره، وأسرعهم إجابةً لندائه، وهو الذي يطالع الإنسان
صفحة وجهه في كل يوم، ويلاقيه أكثر من أهله وذَوِيه، وهذا الجار وعلى خلاف جنسه
وجنسيته ودينه له من الحقوق الكثير شرعا وقانونا وعلى العكس تجد الجار الطالح
والمؤذي والمعتدي ابعد الناس لجيرانه وأكثرهم رفضا لنجدتهم وتعمدا في الإخلال
بحقوقهم وما يعنينا هو النوعية الثانية والتي تعتبر عينة شاذة في مجتمعنا التونسي
العربي المسلم وإذا تعلق الأمر باستقواء جار جائر بمنصبه الإداري وبموقعه في
المجتمع ليعتدي خلال سنة 2012 على جاره العجوز (ع.ف.) بالضرب المبرح ركلا ورفسا
والقذف العلني وليجره جرا في الطريق العام وليمتد بطشه وتجبره إلى حد تشيد فيلا
بالحي دون احترام مسافات التراجع القانونية مع الجار ومع الطريق العام وليواصل
الرجل في شطحاته إلى حد قطع الطريق أمام
جيرانه بواسطة سيارته الإدارية
الجديدة الفخمة.
حيث
تشير الوقائع إلى أن المدعو كمال بن عبد الرزاق بن محمد بن ناصر(المولود في 18
ديسمبر 1958 برادس وصاحب ب.ت.و 00232168) والذي يشغل خطة مدير عام للديوانة(في
رتبة كاتب دولة للمالية) يملك منزلين بمدينة رادس الأول تقطنه والدته العجوز حليمة
بن موسى والثاني حديث البناء بطريقة فوضوية وغير قانونية وقد اعتاد الرجل المتنفذ
القدوم إلى حي رادس الشاطئ في وقت جد متأخر وفي حالة غير عادية ليختار مربضا
لسيارته الإدارية في موقع غير مناسب في
تحد مفضوح لحقوق الجيران وهو ما يتسبب
عادة في إعاقة مرور سياراتهم ونفاذها إلى
الممر المحاذي لشارع الحبيب بورقيبة ...وتشير إحدى الإفادات انه بتاريخ 01/09/2014
وفي ساعة متأخرة من الليل حلت بالحي سيارة شرطة النجدة واتجه احد أعوانها ليطرق
باب منزل العجوز حليمة والدة المدعو كمال المشتكى به وبعد لحظات خرج هذا الأخير في
حالة هيستيريا وتفوه أمام بهتة الجيران والمتابعين للمشهد ببذيء الكلام واستغرب أن يقع إزعاجه من طرف قوات الأمن بسبب
مواضيع تافهة وحقيرة في مثل هذه الساعة
وهو المثقل بمشاكل البلاد ومشاغلها
والمؤتمن على حدودها ومعابرها البرية والبحرية والجوية وصاحب الفضل الاكبر فيما تجمعه خزينة الدولة
من موارد بحكم على انه يشغل مدير عام للديوانة في رتبة كاتب
دولة للمالية وجنرال مقاتل بجيش الطيران ..وأمام هذه الهيستريا تراجعت سيارة
الشرطة وعادت أدراجها بعد أن وصلتها أوامر فوقية تقضي بالرحيل عن المكان خصوصا وان
المبلغ عنه منصف متنفذ جدا ورجل فوق القانون.
صبيحة يوم الأربعاء 3 سبتمبر 2014 توجهت المرأة العجوز المقهورة (س.ف.) إلى
المحكمة الابتدائية ببن عروس وتقدمت بشكاية ضد جارها الجنرال الظالم والمدير العام
المتجبر إلى النيابة العمومية ولتضمن في مكتب تلقي العرائض بالمحكمة تحت عدد
27294/2014 وحيث جاء في نص الشكاية المقتضبة ما يلي : "حيث تعمد المشتكى به
بتاريخ الثلاثاء 02 سبتمبر 2014 إلى غلق الطريق العام المؤدية مباشرة إلى منزلي
الكائن بشارع الحبيب بورقية عدد 146 وذلك بواسطة السيارة الإدارية Audi A4 سوداء رقمها المنجمي 8906 تونس
174 والتي وقفت حاجزا دون مرور السيارات من شارع الحبيب بورقيبة برادس نحو الممر
المحاذي الذي يربط مع النهج الموازي
للشارع المذكور ونعني به نهج ابن رشيق مع العلم وأنني طلبت منه شخصيا وبكل لطف أن
يبعد سيارته إلا انه امتنع عن ذلك بطريقة فضة وغليظة لذا توجهت إليكم قصد إنصافي
ورفع المظلمة المسلطة علي..." ونظرا لخطورة الموضوع وما يشكله من تعدّ صارخ
على حرية المتساكنين سارع وكيل الجمهورية بالمحكمة الابتدائية ببن عروس إلى إعطاء
العريضة الأهمية اللازمة واشر عليها بالعبارة التالية "الحمد لله امن رادس
للتدخل الحازم والبحث عند الاقتضاء" وهو ما يعني إحالة العريضة على أنظار
مركز شرطة المكان للتدخل بين الجار الظالم والجارة المعتدى عليها وان لزم الأمر
فتح بحث وتحرير محضر في الغرض .
مساء يوم الاثنين الفاتح من سبتمبر 2014 لم يكن عاديا في احد أحياء مدينة
رادس غير البعيدة عن طريق الشاطئ فنتيجة لتعمد احدهم غلق الممر المحاذي للمنزل عدد
146 بشارع الحبيب بورقيبة برادس بواسطة سيارة إدارية التي رست بطريقة فوضوية لتقطع
المرور على المتساكنين وخاصة منهم امرأة عجوز مصابة بمرض الكلى المزمن أو القصور
الكلوي ( التهاب الكلى و المسالك البولية) والتي تحتاج بصفة
دورية إلى عمليات غسيل الكلي وما يعنيه ذلك من ضرورة التنقل الطارئ إلى احد مراكزHémodialyse العمومية والخاصةالمحاذية حيث
أجبرت المرأة المسكينة العجوز ونتيجة لجور الجار الظالم والمستبد على قطع مئات
الأمتار في الاتجاه المعاكس وفي حالة صحية يرثى لها بعد أن تعذر عليها الوصول إلى
شارع الحبيب بورقيبة المقطوع بسيارة مدير عام الديوانة.... عينة من فساد وجور فاقت
ما عرفناه زمن جمهورية الفساد الأولى.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire