ونحن نرى البعض ممن
هرول إلى مقر الهيئة العليا للانتخابات التي أغلقت الاثنين 22 سبتمبر 2014 باب الترشحات لرئاسة الجمهورية تداعى إلى
الذاكرة حديث طريف لطيف لرسول الله صلى
الله عليه وسلم يقول فيه "توشك الامم أن تداعى عليكم كما تداعى
الاكلة الى قصعتها" فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذ؟ قال: "بل أنتم يومئذ
كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل"..فهذا الحديث فيما نرى يلخص إلى حد بعيد
المشهد السياسي الذي حلم فيه الحفاة العراة - بالمعنى السياسي الأخلاقي – بالتطاول
في قصر قرطاج ...
سبعون مترشحا ومترشحة جاء أغلبهم من حيث لا يدري وربما من حيث يدري بعد أن أغرته
النهضة بوهم الرئاسة وبما تيسر من مال فاسد باع به نوابها الرحل تزكيات زائفة وإمضاءات باطلة ...
والنهضة أمارة بالسوء حتى
تجعل المشهد السياسي عائما غائما لا يتبين فيه الخيط الأبيض من الخيط الأـسود ، مشهدا ينشغل فيه التونسيون بالانتخابات
الرئاسية عن الانتخابات التشريعية فتبور
تجارتهم ويكونون من الخاسرين ...
نصف السبعين أوأكثرقدم ترشحه وهو يعلم علم
اليقين أنه خالي الوفاض من المال ،والمال قوام
الأعمال، ومن الخصال التي يطلبها منصب
الرئاسة وما أشقه من منصب ..وإذا تركنا هذا الصنف من المترشحين ألفينا ثلثا له
الإمكانات وتعوزه المؤهلات وثلثا له المؤهلات وتعوزه الإمكانات ...أما القلة
القليلة المتبقية أي التي جمعت بين وفير المال وعظيم الإمكانات بطريقة شرعية أو
غير شرعية لا سيما فيما يتعلق بالمال فنجد فيها من يريد إحياء التجمع وهو رميم كما
هو الحال مع كمال مرجان الذي ما فتئ يدعي أنه مبعوث العناية الأمريكية ونجد فيها من يريد أن يكون إمعة مع النهضة وبناتها "
وكل فتاة بأبيها معجبة " مثلما هو
الشأن مع منصف المرزوقي الذي نعرف أنه مبعوث العناية القطرية ...
وفيهم من بلغ
أرذل العمر فاشتعل رأسه شيبا ووهن منه العظم كالباجي قائد السبسي الذي ظن فيما ظن
أنه حقا مبعوث العناية الإلاهية ...ومنهم من خيل إليه أنه فريد عصره وحيد قصره وأنه مبعوث العناية الفرنسية كما هو حال مصطفى بن جعفر ..الكل يتمنى الفوز
ببنت السلطان والكل يحلم بالحج إلى قصر
قرطاج ..أما حركة النهضة التي شاءت أن يختلط الحابل بالنابل فهي تراقب عن كثب جميع طواحين الهواء الذين غرتهم الأماني وحسبوا أن الرئاسة
مركبا ذلولا فساء ظنهم وبئس ما يعتقدون ...
وإذا كان أكثر المترشحين قد تهافتوا على مقر الهيئة العليا للانتخابات تهافت اللئام على مأدبة الطعام ..فإننا على يقين أن ابناء هذا الشعب الذين استطاعوا أن يتخلصوا من أعتى الديكتاتوريات في العالم العربي لن ينساقوا وراء الاهواء الزائغة والصناديق الخاطئة الكاذبة لأنه إذا كان " كان المهبول ياكلويبة العاقل ميعطيلاهوش"
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire