samedi 2 août 2014

ويتساءلون لماذا تنامى الانحراف و تغوّل الإرهاب ؟؟: أموال عمومية مرصودة للشباب دخلت من "الخوخة" خرجت من "الباب"




من أكثر القطاعات التي نخرها الفساد والانتهاكات والخروقات والتجاوزات قبل الثورة وحتى بعدها، نجد قطاع الرياضة و  الشباب  . فالتفقديات  ودائرة  المحاسبات  رصدت  أكثر  من عمليات  فساد  و كشفت  عن  عديد  البؤر  المتواجدة  بالوزارة  ورغم  خطورة ما  جرى ويجري فإننا  لم  نسمع لحد الآن بأي تتبع قضائي طال مقترفيها  . وعديد الاتهامات بالرشوة وجهت لعديد المسؤولين  والموظفين   ولم  يقم القضاء بعد   بفتحها  و قول  كلمته الفيصل فيها  ... هذا  المعطى  الوجودي  زادته  قتامة  ثلاث صور قادمة  من  رحاب  القطاع  الرياضي – الشبابي  :  تمثلت  الصورة  الأولى في  الحالة الرثة للملاعب الرياضية في تونس ... حيث كانت  الصور المنقولة  تلفزيا خير شاهد على  واقع  بنية تحتية اقل ما يقال عنه أنه واقع  مترد  للغاية ...ووضعية الملاعب  هي  نتاج لعملية  فساد وجهل  بنواميس  وقواعد  بنائها  وتعشيبها  بل هي  ترجمان صريح  لعمليات هدر المال العام  في وزارة الرياضة والشباب والتي استمرت منذ عقود و لم يقع  استئصالها  إلى يوم الناس هذا و لكم  في صفقة تعشيب  ملعب مصطفى بن جنات أسوة حسنة .
  ثم صورة ثانية يترجمها  واقع  عديد الجمعيات  الشبابية  و الرياضية من كبيرها  إلى صغيرها   والتي  كتب  عليها  العيش دائما و أبدا  وضعا ماليا مأسويا  على  اعتبار  كثرة النفقات و قلّة الموارد  مما جعلها  تغرق  وجعل الشباب كما الناشئة تهجرها دون  عودة  رغم كونها  تمثل متنفسا  للشباب  و تحميهم مخاطر  الانحراف ... ووضعها المالي الخانق كان من بين أسبابه التلاعب المقيت الذي ضرب عملية إسناد المنح المخصصة.


وصورة ثالثة يجسدها  شباب  تاه فهذا  انساق  وراء  الغلو و  التشدد و ووجد  في  الإرهاب ملاذا  و آخر  زلت  به  الأقدام  فانقاد  نحو  الانحراف  وكان  مصيره  وراء  القضبان  وثالث اختار  الغربة و الحرقة  إلى  " الطليان " لأنه  لم  يجد بيئة  خصبة  تمنحه فرصة  نحت  مستقبله  وتحميه  مخاطر  الانحراف  رغم أن الأموال  المرصودة بعنوان أنشطة دعم  الشباب والاعتناء  به  ضخمة بل  خصت  الدولة فئة  الشباب بإدارة عامة كبرى خاصة  بالشباب  وهي  الإدارة  العامة للشباب  التابعة إلى وزارة  الرياضة  و التي   نخرها  الفساد  كغيرها  من  الإدارات و سنخصها  قريبا  بلفتة  عبر أعمدتنا  ...
 في ظل  هذه  الصور  السوداوية  اللون  وفي  ظل  هذه  المهازل و صنوف  المعاناة وألوان  الألم   التي  كانت  في  حاجة  إلى تدخل  عاجل  واهتمام كبير  كان العكس  وانساقت  الهياكل  الشبابية و الرياضية  نحو  مستنقع   هدر المال  العام  في  غير موضعه  إرضاء لأصحاب  السعادة و المعالي  بل  هو "ضرب من ضروب  حمل  القفة " من  قبل  المسؤولين  الذين  عاثوا  فسادا ...


قفّة بلا حدود

 ما  استقيناه  من  معلومات  جديرة  بالذكر أن  وزارة  الشباب والرياضة  توّلت  صرف   مبالغ  مالية  دون موجب في  شكل منح  و انجاز أشغال دون  وجه  قانوني  على حساب  ميزانيتها في  إطار صفقات مبرمة أو  استشارات و ذلك  لفائدة  المدرسة  الخاصة الدولية  بقرطاج  والقصر الخاص  بالرئيس  السابق  في  الحمّامات .
ففي  خصوص المدرسة الخاصة الدولية بقرطاج  فقد توّلت  إطارات من  إدارة  البناءات و التجهيز  وهم الحبيب  الجدي  و معز السالمي  و حمّادي  محمّد  التنقل  على عين  المكان أثناء أوقات العمل  الرسمية و تقديم  المساعدة  الفنّية  ومتابعة إنجاز أشغال  الفضاءات  الرياضية و تجهيزها ... وتعلّقت  الأشغال  بتعشيب و تغليف   اصطناعي لملاعب  اختصاص كرة  اليد و كرة  السلّة و كرة الطائرة  وكرة  التنس  و أشغال  تهيئة القاعة  الرياضية  المغطاة وأشغال تهيئة فضاء القفز و تهيئة المحيط  الخارجي للفضاءات  الرياضية و تركيز التجهيزات الرياضية.


 أموال  الشباب المنهوبة  تذهب  هباء منثورا

  من  جهة ثانية  خصصت  الوزارة  اعتمادات  في  حدود 240 ألف دينار لانجاز أشغال واقتناء  تجهيزات وتركيزها بالقصر  الخاص بالرئيس  السابق  بالحمّامات  وتم  ذلك  على ضوء  مذكرة  صادرة  عن  الحبيب  الجدي  مدير البناءات و التجهيز  بتاريخ  سبتمبر 2010 إلى وزير الشباب والرياضة آنذاك  سمير  العبيدي  طلب  فيها  توفير الاعتمادات  اللازمة في حدود  المبلغ  المذكور أعلاه أشرّ  عليه الوزير بالموافقة  و دوّن  توصية بالإسراع  بتنفيذه  ...كما  تمّ رصد الاعتمادات  بمقتضى  قرار صادر  عن  الهيئة  العامة  للتصرّف  بالميزانية بتاريخ أكتوبر 2010 و في  ذلك  عقد لنفقة  لم  يقع  تقريرها  بالميزانية  المصادق  عليها  وتعهدها  يعدّ خرقا  للقانون ... و  الجدير  بالذكر أن المبلغ الجملي الذي  تمّ صرفه مقابل الأشغال المنجزة والتجهيزات المسلّمة إلى  غاية 14جانفي  2011 بلغ أكثر من 90ألف دينار...ولم تتوقف  الأشغال  إلا بعد سنة من  الثورة


 تحويل وجهة


 عديدة  هي المبالغ  التي وقع  ضخها في غير موضعها  و ذهبت في مجال  الترفيه و الميوعة و الأنشطة السياسية النوفمبرية  مما جعل  الشباب  و خاصة منه  في الجهات  في مرمى الخصاصة و الاحتياج  والفقر و تعوزه   عديد الإمكانيات  نظر لغياب  الإرادة السياسية و ضعف  الاستراتيجية  و انعدام  الرؤية المستقبلية   و حتى الأموال  التي تم  تخصيصها  لبعض  الأنشطة   قدمت  في شكل  منح  و هدايا  إلى الشباب  التجمعي أو ذهبت  في  غير مجالات  الشباب و الرياضة ...هذا  و ما  تزال  الإدارة  العامة للشباب  إلى يوم الناس هذا  حاضنة للفساد  بل هو متوغل  فيها  و لنا لها  عودة ...


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire