صاحبنا يا سادتي
رجل في زمن عز فيه الرجال. محارب مقاتل،نمر عقار، ثعلب مكار...غير أنه يحارب خالصا لأجل وطنه.
ارتدى بزة القتال
ذات يوم، حين ناداه المنادي أن القوم قد دبروا أمرا بليل... انثنى إلى جبال فرنانة فجر يوم الأحد من
يوم 29 لشهر جوان لسنة 2014... كان صاحبنا هناك، يفتش عن قوم من الغزا،ما هم من أقوامنا...
يبحث عن قاتل غدار، كفر بالوطن وانتجب سلاحا يحرق به بلده.
صاحبنا حارس في
وطنه، حمال ألوية،نزال أودية،شهاد أندية، والبطن مقبوب ... قداكتمل منه الجسد، ورجح
فيه العقل، نباهة وفطنة وقوة جسد وكمال رأي...
في ذلك اليوم كان
هنالك ممتشقا سلاحه. صاح الرفيق :" يا قائد،سأحملأناعلى حصنهم."
التفت إليه
القائد": بل أناأولكم، والحجازي ثانينا في تغريدة الفلسطيني في ما أذكر."
تقدم في خطو حذر
يمشي مثل دبيب أفعى تستعر... إنه الوطن .... وهؤلاء القوم قد تأبطوا فينا شرا ...
وعشيرتي قد أوكلتنيأمرها،أنأحرس شرف الأرضأنأحمي أخلاقهاوأفكارهاوأموالها...
سار "عمار بن
ياسر" سير الواثق من أمره، لقد خبر شأن الحشاشين منذ زمن "صلاح الدين"
... إنهم قتلة لا يرهبون الموت،إنهم قد توحشوا، وفارقوا إنسانيةالإنسان، وبات
القتل عندهم كفعل وحش مفترس يقتل كي يحيا.
وصل إلىمخبأ القوم
... زخات رصاص ... صلصلة سلاح.... صراخ ودم... كان مشهدا سريعا مرعبا مخيفا...
تقدم "ابن ياسر"... لا بد من الغلبة، فالله يسكن فينا ...
وفي الأرض سكن
عفريت غادر... عفريت لقيط منأهل تبع... ارتقب في "عمار" غفلة ... عفريت
ملغم قد امتلأ كرها وسحتا وشوقا إلى الدم...
وانفلق العفريت لينفجر
اللغم... سكونوصمت... توقف الزمن... أصيب القائد وفيأوان الصدمة، رحلت ذاكرة عمار إلىأطفاله...
تذكر مواقيت ميلادهم وأفانين ألعابهم.
وعاوده صوت أمه من
هناك من غدوات الصحراء:" يا ولدي... فداكأنا... يا ولولة الصادحات، يا نحيب
النادبات... قد أصابني فرَقُ, وانشقت كبدي، وغص الريق مني، ولعل الأنباء تفجعني اسألوا
المنجمين:أين ولدي؟."
سقط "ابن
ياسر" جريحا،أمسك بندقيته،أطلق الرصاص...وكان جمع الوحوش قد انفرط، وذهبوا
شتاتا في الجبال يرومون ملاذا من كتيبة الحرس تلك.
وما علم أصحابهأنبهجرحا...
قد أصابه العفريت فمزق قدمه كمثل فجيعة "أخيل الاغريقي".
صاحبنا يا سادتي
جريح بُترت قدمه لأجل هذا الوطن.
أينأنت يا وطن؟؟؟
هناك وفي ميقات
الحزن في بيمارستان العسكر يرقد "ابن ياسر" طريح فراش ما خلق له...
والغيظ يخنقه...
وهناك في مرتفعات الأحياء
الراقية بتونس، تقام سهرات وشطحات لأهل الجاه والغنى... لا يأبهون لهذا الوطن إلاك
يا "عمار".
رايتهم هناك تجار
السياسة، يلعبون الورق ويأخذهمصرع الضحك أو خصومة قمار في شهر الصيام. و"ابن
ياسر"يألملجرحه الغائر، يتوجع لخنجر سافر في شرايين قدمه.
أهل السياسة ما سمعوا بالقائد... تنادى
الرفاق إلى مجالسهم، والتقى الإخوان في تراويحهم، واجتمع أهلالبورجوازية يعدون
منتوج أموالهم، وجلس "السبسي" حائرا أمؤتمر أم لا مؤتمر؟... وقائدنا
مقيد إلى سرير البيمارستان.
جاءه قوم اخذوا
معه صورا للتذكار يتذكرون بها حادثة تمر كمثل كل حادثة... وزيرنا الأول قدس الله
سره ووزيرنا الثاني للداخلية... عادوه ثم رجعوا... وانتهت الحكاية. وفي الغد
انتشرت في صحافتنا الصفراء صور الوزير وهو يدبر ويخطط ويواجه
الإرهاب.
يا "عمار"
... هؤلاء قوم تحرسهم فيكيدون لك،تؤاكلهم فيسرقون قطيعك. تلاطفهم فيلدغون ولدك.









Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire