vendredi 18 juillet 2014

المهرولون في تونس: يدرك بالسّفارات ما لا يدرك بالزّعامات !




طوبى لزعمائنا الذين لم يعد يخجلهم شيء... ولا يحزنهم شيء ... ولا يجرح كبرياءهم شيء...  طوبى لهم وهم يقتاتون من موائد الإفطار التي تقام لهم في مقار السفارات ومنازل السفراء، قذائف  العدو الصهيوني تفتت أجساد الأبرياء العزل  في قطاع غزة وهم يهرولون  ويتسابقون  لتقبيل  أحذية القتلة الغزاة ...طوبى للراكضين اللاهثين كالأيتام على مأدبة اللئام.. طوبى لأولئك  الذين  ما زالت  تسيل لعابهم مائدة " المشوي"   التي جمعت ذات يوم  مهدي جمعة وسفير ألمانيا بتونس جون بلوتني ثم كان ما كان ..وكيف لا يسيل لعابهم خاصة ونحن  في شهر رمضان الذي تكثر فيه الشهوات إلا شهوة الكلام على ما حل بفلسطين من مجازر...؟


وإذا ما سألتهم علام هذه الهرولة علام ؟ وهذا الاصطفاف إلام ؟  طفقوا يهرفون بما لا يعرفون،  فهذا راشد الغنوشي  يخبرنا في حكمة  أن موقف فرنسا المخزي  المعيب مما يجري في الأراضي الفلسطينية المحتلة  لا يمنع مشاركة الفرنسيين احتفالاتهم بعيدهم الوطني..." قلوبنا معكم ، وسيوفنا عليكم"...وهذا أحمد نجيب الشابي يتأسف الأسف كله لأنه قد تعذر عليه أن يكون مع جملة الزعماء الذين حرصوا على حضور مراسم الاحتفال ، وبين تبرير الغنوشي وأسف الشابي تتجمع كل مواقف الخنوع و التمسح بأعتاب السفارات وتقف حركة  نداء تونس علامة بارزة في هذا المجال .


ولعل أغرب ما في هذه الهرولة أن زعماءنا الأشاوس  وكبار سياسيينا لا يتمسحون بأعتاب من هم لهم ندا في تقاليد الأعراف  الديبلوماسية بل نراهم لا  يجدون حرجا في أن يستبدلوا الذي هو خير بالذي هو أدنى ولا يجدون غضاضة في  أن " يمشي النادر للحلة " ، فهل يعقل أن " شيوخ" السياسة في بلدي دون استثناء قد   بلغت بهم المهانة إلى حد فرطوا معه في كل البروتوكولات  والاعراف الديبلوماسية وأصبح أقصى مناهم  الفوز برضى سفير من السفراء !اللهم  انا نعوذ بك من قهر السفراء ومن ذل موائدهم .



ولا شك في أن تهافت زعماء الأحزاب على موائد السفراء الدّسمة وخاصة على موائد فرنسا وبريطانيا وأمريكا في الوقت الذّي يصرّح فيه قادة هذه البلدان  بحقّ الكيان الصهيوني  في الردّ والدّفاع عن نفسه بالأسلوب الذّي يراه لا مبرر له سوى شهوة السلطة التي عقلت الألسن وأعمت البصائر وجعلت الجميع في آن يصلي على جنائز  شهداء غزة أطراف النهار  ويأكل على موائد السّفارات الأجنبية أناء الليل .


 هكذا هي السياسة في بلدي  هرولة وذل وانبطاح  وهكذا  حال زعمائنا الذن يعلمون أنه " يدرك بالسّفارات ما لا يدرك بالزّعامات" و لهم في رئيس الحكومة المؤقتة مهدي جمعة أسوة حسنة.


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire