لا ينكر أحد أن للصحفي صافي سعيد
باعا وذراعا في تصريف فنون الفكر لا سيما في مجال الصحافة المكتوبة ، ولا أحد يشكك
في فصاحة قوله وطرافة محاوراته ...ولكن في المقابل لا يخفى ما للرجل من غرور وشعور
بالتضخم والنرجسية ..لذلك سنهدي إليه بعض عيوبه وقديما قيل " رحم الله امرئ أهدى إلي عيوبي ". فالنرجسية تلاحق الصافي في حله
وترحاله وتستبد به في حركاته وسكناته واقعا وافتراضا ، فإذا أنت نظرت إلى صفحته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي
الفايس بوك ٍرأيت أنه ثبت له صورة أوحت فيما أوحت بما قاله الشاعر أبو
القاسم الشابي :
سَـأعـيـشُ رَغْـــمَ الــــدَّاءِ والأَعْــــداءِ كـالـنِّـسْـر فــــوقَ الـقِـمَّــة ِ الـشَّـمَّــاءِ
|
أَرْنو إِلَى الشَّمْـسِ المضِيئّـة ،هازِئـاً
بـالـسُّـحْـبِ، والأمــطـــارِ، والأَنـــــواءِ
|
وأنت إذا استمعت إليه وهو يحاور ويناور أو يجادل ويحاجج أو
يسرد فصولا من حياته ذكرنا بصولاته وجولاته مع الملوك الغابرين ومع الرؤساء
الفاسدين تذكرت بعض الأبيات التي قالها
أبو الطيب المتنبي يفتخر بنفسه وهو شاب
يافع لم تنضج تجربته الشعرية بعد :
إنْ أكُنْ مُعجَباً فعُجبُ
عَجيبٍ لمْ يَجدْ
فَوقَ نَفْسِهِ من مَزيدِ
أنَا
تِرْبُ النّدَى وَرَبُّ القَوَافي وَسِمَامُ
العِدَى وغَيظُ الحَسودِ
أنَا في
أُمّةٍ تَدارَكَهَا الله غَريبٌ كصَالِحٍ
في ثَمودِ
المتنبي قال ما قال في فورة الشباب ولا شك أنه
ندم لما بلغ أرذل العمر ، وصاحبنا سعيد اشتعل رأسه شييا ووهن منه العظم وهو ما زال
يقول "زين الصحافة صافي السعيد لم
يمتع بالشباب "
والصافي – لا كدّر الله صفوه - لا يصلي خمس مرات في اليوم مع العوام بل يصلي
مرة واحدة في حياته مع علية القوم في
مساجد الشام ويفتخر بذلك في الشاشات ويتباهى.. وبما أنه يصلى مرة واحدة فندعوه أن
يرتل الآية التالية مرة واحدة على الاقل "
" ولا تمش في الأرض مرحا إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ
الجبال طولا كل ذلك كان سيئة عند ربك مكروها ذلك مما أوحى إليك ربك من الحكمة ولا تجعل مع الله إلها آخر
فتلقى في جهنم ملوما مدحورا "
ولا شك أن من كان في سعة علم سعيد
يعلم أن خصلة الكبرياء عادة جاهلية وأن في عبارة " لن تخرق الارض' تهكم مرير
وسخرية مرة . ولا شك أنه يدرك أيضا أن " المنهي عنه في هذه الآية " حرام لأنه فساد في خلق صاحبه وسوء في نيته
وإهانة للناس بإظهار الشفوف عليهم وإرهابهم بقوته.
وعن عمر بن الخطاب: أنه رأى غلامًا يتبختر في مشيته فقال له: إن البخترة مشية تُكره إلا في سبيل الله يعني لأنها يرهب بها العَدو إظهارًا للقوة على أعداء الدين في الجهاد."
وعن عمر بن الخطاب: أنه رأى غلامًا يتبختر في مشيته فقال له: إن البخترة مشية تُكره إلا في سبيل الله يعني لأنها يرهب بها العَدو إظهارًا للقوة على أعداء الدين في الجهاد."
رغم حدّة الغرور والانتفاخ
المبالغ فيه دائما ما
تلاحق مخيلتنا صورة الصافي
سعيد التي لا يقدر النسيان على محوها
ولا الازمان على فسخها وهي صورة الصحفي الذي يظن نفسه
شاعر البلاط القديم، مهمته مدح الخليفة وهجاء معاديه،... كما أن سعيد كثيرًا ما يتحدث عن الشفافية، وحق القارئ في المعرفة، لكنه
لا يطبق هذه الشفافية على نفسه، فهو لم يقل أبدا للقراء ما طبيعة علاقته بجريدة "عرابيا
' التي فجأة انقطع مدّها ورفع أقلامها وجف حبرها ؟ وهل هو مالك للجريدة
أم رئيس تحريرها فقط؟ وإذا كان مالكًا لنصف الجريدة كما يعرف الكثيرون، فمن أين له
بالأموال التي امتلك بها أسهم الصحيفة.. وهل هي من مدخراته من العمل الصحفي أم من
مصادر أخرى؟
في الحقيقة كل
ما يتراءى لنا سعيد في إحدى
البرامج التلفزية و أخرها في لمن يجرؤ
فقط وشطحات قوله ورقصته على حبلي
السفيه تارة و الفقيه طورا يجرّنا الى سنوات المراهقة و تذكر
فصول الرواية الإنجليزية التي تحمل
اسم The Fallenidol وترجمتها بالعربية "الرمز الهابط "وهى تدور حول شخص كان الكثيرون يعتبرونه
رمزا لهم لكنه بممارسات صغيرة وعلى مدار سنوات طويلة سقط من أعينهم.
هكذا
ظل يساءل نفسه عن حالة التشتيت النفسي والصحفي التي يعانى منها
منذ سنوات طويلة، و ظلّ يكرر نفس الكلام الكبير عن المتاعب التي تواجه الصحفي الذي
يشبهه وتحدّيه للسلطة السياسية وتضحياته
من أجل الصحافة و الوطن ، في حين أن ممارساته على أرض الواقع هي ممارسات صغيرة
للغاية.. لا تترك مساحة لأي احترام في نفوس أولئك الذين عملوا معه أو رأوا فيه
امتدادا لجيل الصحفيين الكبار، لكن الحقيقة أن الموهبة و الخبرة بدون تواضع يحميها تكون وبالا على صاحبها، فما جدوى أن يكون
القاتل المحترف ماهرا في القتل، وما الذى يفيد في أن يكون اللص الماهر موهوبا في
تسلق الحوائط واقتحام المنازل؟
ولسنا نقصد من كل ما تقدم استنقاصا من قيمة الرجل بل ليس كلامنا
سوى نصيحة أردنا بها الإصلاح وقصدنا بها التقويم وإنما الاعمال بالنيات...
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire