vendredi 13 juin 2014

حقائق مغيّبة حول الخط الجوي المباشر تونس أربيل: لغز القرار المسنود والعقد المفقود والربح الموعود




تم التسويق مؤخرا لوجود مدينة بالخليج العربي اشتهرت بثروتها النفطية وكنوزها الأرضية، وقيلإنه لا حلّ لتونس للخروج من أزمتها الاقتصادية الخانقة غير الارتباط بخط جوي مباشر مع المدينة الذهبية "الدورادو" ولو بمعدل أربع رحلات أسبوعية ولو على حساب ربحية الناقلة الوطنية والتزاماتها المالية الحادة وتم الترويج للسوق المذكورة بأنها واعدة وبإمكانها تعويض السوق الفرنسية والليبية مجتمعة ... ترهات وجدت طريقها مفتوحا لدى أصحاب القرار في بلدي فسارعوا إلى الهرولة في اتجاه كردستان العراق وإلى مدينة أربيل عاصمة الإقليم بالتحديد يحدوهم بصيص أمل في مستقبل أفضل وغد مشرق محشو في بالونة هوائية سرعان ما انفجرت في وجوههم.


من سوء حظها أن المهندسة سلوى الصغير القادمة على عجل من وزارة الصناعة إلى مجمع الخطوط الجوية بعد أن تم اقتراحها في ظروف مشبوهة لتعويض السلف رابح جراد في خطة مديرة عامة فقط بعد أن حجبت رئاسة مجلس الإدارة لأول مرة في تاريخ المؤسسة (تم الإعلان على خلاف العادة عن تعيين سلوى الصغير مديرة عامة ) انه كان لزاما عليها أن تشدّ الرحال في آخر يوم من شهر ماي 2014 في اتجاه مدينة أربيل رفقة كبار إطارات المؤسسة لافتتاح الخط الجوي المباشر الذي خطط له سلفها رابح جراد بدعم من وزير النقل السابق عبد الكريم الهاروني.... ومثلما اعتبر مرور مهندس الكهرباء رابح جراد بالكارثي حيث ارتبط عهده بالخسارة على عكس اسمه إذ كان مروره مثل مرور جحافل الجراد على الحقول إذ سوى الأرض والزرع كذلك شبه العارفون تعيين سلوى الصغير بأنه خاتمة لما سبقها وستكون بمثابة العزاء والسلوى لمفخرة مؤسساتنا الوطنية وهي التي اعتبرت بالمسقطة في الخطة وبأنها ليست بالمرأة المناسبة في المكان المناسب وهي التي تسببت سابقا في إغلاق مئات المؤسسات الصناعية باعتبارها نذير شؤم وسوء طالع ونحس وتعاسة وإفلاس....


الملتقى الاقتصادي التونسي الكردستاني الأول: نتائج هزيلة جدا

مبادرة السلط التونسية بفتح جسر جوي مباشر مع أربيل عاصمة إقليم كردستانErbil - Kurdistan d'Irak(10 شركات طيران تربط مطار أربيل بمطارات العالم)مع تحمل تبعاته المالية السلبية الكارثية قوبلت من جهة بتهليل وتصفيق الجانب الكردستاني (انطلاق الخط الجوي المباشر تزامن مع اختيار أربيل عاصمة السياحة العربية لسنة 2014 من قبل اللجنة العربية للسياحة)وبترحاب مشبوه لعدد من رجال الأعمال التونسيين الانتهازيين والصائدين في الماء العكر ومن جهة أخرى قوبلت باستغراب خبراء النقل الجوي الذين اعتبروا القرار سياسيا بامتياز لا علاقة له بالربحية والمردودية اتخذ على عجل بطريقة متسرعة لغاية في نفس يعقوب... وضعية مقيتة أحسن استغلالها الجانب الكردستاني من خلال تنظيم أعمال الملتقى الاقتصادي التونسي الكردستاني الأول بداية من يوم 02/06/2014 لبحث سبل تعزيز العلاقات التجارية بين تونس وإقليمكردستان العراقي في عدة مجالات ... الملتقى حضره من الجانب التونسي سفير تونس بالعراق سمير الجمالي وحضره الوفد المشارك في الرحلة الجوية الخاسرة (عدد 54 رجل أعمال من تونس)والملتقى انتهى كغالبية الملتقيات الاقتصادية الثنائية التافهة بنتائج جد هزيلة فلا عقود ولا طلبيات وكل ما في الأمر تعارف وبروتوكول وتبادل للهدايا التذكارية .



الخطوط الجوية التونسية تخصص طائرة جديدة والطرف الكردي يتعهد بحملة اشهارية على "الفايس بوك"

الخطوط الجوية التونسية خصصت للخط الموعود طائرة جديدة Airbus A320 - 214 مجهزة طبقا للمنظومة التجارية (8C/150 Y) أي عدد 8 مقاعد صنف "أعمال" وعدد 150 مقعد "صنف اقتصادي" لتقوم بأربع رحلات جوية أسبوعيا أي بمعدل اثنان في الاتجاهين 02 Fréquences / semaine(الخميس والأحد انطلاقا من مطار  تونس قرطاج والجمعة والاثنين انطلاقا من مطار اربيل)حيث تدوم كل رحلة بين 4 و5 ساعاتمن التحليق ليلا أما الطرف الكردي فقد اعد مكتبا بمطار أربيل الدولي (قاعدة عسكرية أمريكية في السابق تم تحويلها بعد احتلال العراق وبالضبط خلال سنة 2005 إلى مطار مدني) وتكفل بمصاريف حملة إشهارية على صفحات الفايس بوكFacebook.


منظم الرحلات الكردي يتعهد باقتناء 60 تذكرة عن الأقل عن كل رحلة :

الطرف الكردي المتعاقد مع الناقلة الوطنية ونعني به الوكيل العام للخطوط الجوية التونسية في العراق(منظم رحلات) الكردي "لاوند شيخ ماموندي" Laound Cheikh Mimondiصاحب شركة "فلاي ميران" société Fly Miranتعهد خلال المفاوضات مع الجانب التونسي باقتناء تذاكر سفر تتراوح بين 60 و90 تذكرة عن كل رحلة بتسعيرة 500 دولار وهو ما أغرى أصحاب القرار في الناقلة الوطنية والذين اعتقدوا في جدية الحريف الكردي (غير المعروف في مجال الطيران المدني) وخلال الرحلة الأولى سجل اقتناء تذكرتين لا غير وهو ما يعني أن مداخيل الخطوط الجوية التونسية Tunisairلم تتجاوز 1000 دولار عن رحلة جوية قاربت تكلفتها 120 ألف دولار ...


حدث ذلك رغم الحملة الاشهارية التي رافقت انطلاق الخط المباشر حيث تضمن الإعلان الاشهاري عن انطلاق الرحلات السياحية نحو تونس الخضراء بمقاعد محدودة وبكلفة 1200 دولار (تأشير فيزا و تذكرة طيران - إقامة كاملة في فندق 5 نجوم 7 أيام - جولات سياحية -...) على خلاف ما جاء في الاتفاقية الممضاة بين الطرفين والتي تضمنت ضرورة أن لا يتعدى ثمن الرحلة اربيل- تونس ذهابا وإيابا إلى نهاية شهر جوان 2014 ما قيمته 799 دينارا تونسيا(500 دولار)حيث أن الطرف الكردي رفع في التعريفة لترتفع إلى 1970 دينارا تونسيا(1200 دولار) بعد أقحم مصاريف إقامة كاملة لعدد 6 ليال (7 أيام ) بنزل صنف 5 نجوم بجهة ياسمين الحمامات LE ROYAL HAMMAMETعلى ملك رجل الأعمال الكردي والملياردار "نظمي اوجي" NadhmiAuchi(صاحب سلسلة من الفنادق الفخمة عبر العالم Royal LuxembourgوVilla de Franceبفرنسا و Miguel Angel بمدريد وEl MinzahTangiers وRoyal Ammanبالأردن وRoyal Beyrouth بلبنان ....).


مشروع خيالي مهزوز أقحم الخطوط الجوية التونسية في مغامرة جوية فاشلة

بسرعة قياسية تتالت الاتفاقيات بين الطرفين التونسي والكردي خصوصا وأن وزير النقل السابق الباش مهندس عبد الكريم الهاروني كان يتابع تطور العملية عن بعد وهو الذي قرر بجرة قلم خلال أواخر سنة 2013 وفي إطار مخطط شيطاني مقيت حشر الناقلة الوطنية في مغامرة مثيرة وغير محسوبة العواقب تقضي ببعث خط جوي مباشر بين تونس وأربيل بمعدل 4 رحلات أسبوعيا ورغم سقوط حكومة العريض الفاشلة وتعويضها بحكومة التكنوقراط المزعومة تمت المحافظة على المشروع الفاشل بحكم مواصلة غالبية المسؤولين المحسوبين على حركة النهضة لمهامهم صلب وزارة النقل وفي عجلة غير مسبوقة تم انجاز  الدراسة المطلوبة في وقت قياسي عالمي ...ففي ظرف لا يتعدى الأسبوع وعلى خلاف ما تتطلبه دراسات الجدوى من مدة زمنية لا تقل في العادة عن 6 أشهر  أنهت الجهات المشرفة بالخطوط الجوية التونسية دراستها المستعجلة وتم تقديم مشروع خيالي  صلب لفافة من 25 صفحة تحت عنوان  Etude d’opportunité d’ouverture d’une ligne Tunis – Erbilاحتوى على عدد كبير من المغالطات الفنية والمحاسبتية حيث  تم التأكيد على أنه بالإمكان نقل أكثر من 73000 مسافر خلال الفترة 2014-2016  والحال أن معدل السياح العراقيين الذين دخلوا تونس لا يتعدى في أقصى الحالات 1200 سنويا فما بالنا بالسياح الأكراد؟ ...


وبحكم انه وقع الاختيار المسبق عن طريق المراكنة(تحت الطاولة) على الوكيل الحصري Fly Miranفان المكلفين بالدراسة المشبوهة أقحموا وكيلين كرديين للتمويه والمغالطة لا غير وهما Moon Line و Uniglobe Iraq Tours &Travel ولتنتهي الدراسة المشؤومة إلى ترجيح كفة الوكيل المحظوظ Fly Miran بحكم انه وفر أوسع الالتزامات والتعهدات مقارنة بمنافسيه .أرقام خيالية لا تستقيم عقلا وواقعا وظفها المتورطون في المخطط الشيطاني لمغالطة سلطة الإشراف ولإلحاق أقصى الأضرار بالناقلة الوطنية التي تشكو من الإفلاس ومن تردي أوضاعها الاجتماعية والاقتصادية والمالية.


دراسة مردودية الخط الجوي المباشر أغفلت قواعد المحاسبة التحليلية

يستطيع المتصفح لملف دراسة مردودية الخط المباشر "تونس –أربيل" المؤرخ في 12/02/2014 والمعتمد من طرف أصحاب القرار في بلدي للمصادقة بسرعة قياسية على مشروع خاسر وفاشل  أنه شمل عديد المغالطات والكثير من الحشو بعد أن أسقط عن قصد أبسط مبادئ المحاسبة التحليلية للإحصائيات الجوية (تحديد وتحليل الإحصائيات - دراسة مختلف التكاليف و سعر التكلفة ونتيجة الاستغلال - مقاييس الفعالية وتحليل النتائجواتخاذ القرار)للوصول إلى تحديد مستوى مردودية الخط الجوي (ضعيفة أو متوسط أو عالية)ولمساعدة المسيرين على اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب فما فائدة بعث خط جوي خاسر؟ وما الفائدة من تنظيم رحلة جوية في غياب المسافرين ؟ وما الغاية من التشبث بربط تونس جوا بمدينة أربيل الكردية ؟... أسئلة ستبقى دون إجابة إلى حين.


أطراف مشبوهة دفعت نحو التسريع ببعث الخط الجوي الخاسر

المشروع الفاشل تم إعداده على عجل بالتنسيق المباشر مع الطرف الكردي حيث تزامن إعداده مع تواجد مسؤولين من الخطوط الجوية التونسية بأحد فنادق مدينة أربيل الكردية Tangram Hôtel على هامش مؤتمر إقليمي مشبوه بعد صدور مشروع دراسة المردودية للخط الجوي الموعود يوم 12 فيفري 2014 تلاحقت الاتفاقيات الجوية الممضاة بين الطرفين فيوم 23/04/2014 تم في مرحلة أولى على هامش فعاليات السوق الدولية للسياحةفي دورته ال20MIT (Marché International du Tourismeإمضاء اتفاقية بين الخطوط الجوية التونسية ومنظم الرحلات الكردي شركة "فلاي ميران"Fly Miranلبرمجة رحلتين أسبوعيا على الخط المباشر وبعدها بحوالي 3 أسابيع وبالضبط يوم 12/05/2014 تلتها مراسم توقيع اتفاقية بين الإدارة العامة للطيران المدني التونسية ونظيرتها العراقية بمقر وزارة النقل بتونس نصت على المصادقة على بعث خط جوي مباشر بين تونس وأربيل بمعدل رحلتين أسبوعيا في الاتجاهين وبتاريخ 01 جوان 2014 انطلقت أول رحلة جوية بين تونس والعراق بعد انقطاع تجاوز العقدين....


مصادرنا المطلعة تؤكد على أن أطرافا متنفذة مشبوهة ومحسوبة على حركة النهضة الحاكمة سعت بطرق ملتوية إلى دفع سلطة الإشراف داخل حكومة المهدي جمعة على المصادقة على المشروع والإسراع في تنفيذه مهما كانت التكاليف والمبررات إذ لا مجال  لأخذ مزيد من الوقت للتثبت في مردودية الخط الموعود والمشؤوم  والذي لا ترجى منه غير المردودية السلبية على عكس ما روج له.... احدهم علق على بعث خط تونس أربيل لماذا لا تتجه الخطوط التونسية لافتتاح خطوط مباشرة مع "غوانتينامو" و"تورا بورا" حتى يكتمل المشهد المقيت الذي حشرتنا فيه النهضة حشرا وآخر علق على الخبر بان جميع الحجوزات المسجلة تخص مرشحين من الشباب التونسي للجهاد أو للانتحار في سوريا وهو ما يعني بان الخطوط التونسية تتجه نحو الانتحار ولا غرابة في أن نسمع خلال قادم الأيام عن احتجاز إحدى طائراتنا بالعراق.


هكذا انساقت سلطة الإشراف وراء أسطورة المدينة المفقودة

الدراسة المشبوهة اعتمدت على نتائج قاعدة الأعباء للفترة الممتدة من جانفي– نوفمبر 2013 (RDL Jan-Nov 13) وتم للغرض إعدادها على مقاس طلبات أهل الحل والعقد لتكون النتيجة متناغمة مع الطلبات المسقطة إذ توصل الفريق المكلف بالدراسة إلى أن هذا الخط "تونس –أربيل" سيحقق مردودية ايجابية ولتحقق الناقلة الوطنية أرباحا صافية خيالية بالمليارات سنويا للخطوط الجوية التونسية دون اعتبار ما ستجنيه السياحة الوطنية من عشرات آلاف السياح الأكراد الذين سيتوافدون على تونس الخضراء ... تكلفة الرحلة التي لن تقل عن 112 ألف دولار ستتم تغطيتها بديهة من خلال المداخيل المضمونة والمتأتية من نقل أكثر من 218 مسافر أسبوعيا (150 مسافرا ضمن مجموعات سياحية و42 مسافرا فرديا و26 مسافر عبور) ...


الدراسة المغلوطة حولت مدينة"أربيل" من كردستان العراق إلى أسطورة المدينة المفقودة "الدورادو" الأمريكية أو مدينة الذهب El Doradoوالتي ستعجل بحلحلة جميع مشاكل البلد وستوفر للبلاد فرصة الخروج من المأزق... هكذا سوقوا لخط أربيل المباشر وهكذا انساقت سلطة الإشراف وراء الأوهام لكن النتائج الحينية جاءت مخيبة لكل الانتظارات إذ لم يقتطع تذكرته سوى مسافرين عن الرحلة الواحدة بمبلغ 1000 دولار وهو ما يعني تسجيل خسائر مباشرة ب111 ألف دولار عن الرحلة الواحدة وبعملية بسيطة في الحساب والضرب نخلص إلى أن جملة الخسائر السنوية المترتبة عن هذا الخط الخاسر لن تقل سنويا عن 23 مليون دولار (111 ألف دولار * 208 = 23,088 مليون $).


تعليق مؤقت للخط المباشر الموعود


بعد فشل الرحلات الأولى المبرمجة لمطار أربيل الدولي وحجم الخسائر المادية المسجلة توقف فجأة ودون سابق إعلام الخط المباشر ولتغطية عين الشمس بالغربال خرجت المكلفة بالإعلام بالخطوط التونسية إيمان عمارة  بتاريخ 04 جوان 2014 لتنفي ما يروج حول إلغاء الخط الجوي ولتؤكد على أن هناك تعديلا في عدد الرحلات خاصا بشهر رمضان وهو إجراء يحدث في أغلب الرحلات وهو ادعاء مردود عليها لأنه بالاعتماد على الاتفاقية المبرمة مع الطرف الكردي تعهدت الناقلة الوطنية بتأمين 4 رحلات أسبوعيا طيلة شهر جوان 2014 وبحكم أن شهر رمضان يبدأ نهاية شهر جوان فانه لا يستقيم التحجج بشهر رمضان المعظم بل كان أولى وأحرى بالناطقة الرسمية أن تكشف الحقيقة للشعب دون مزايدات أو مغالطات فالسبب الرئيسي يعود إلى الدراسة المغلوطة والى عدم التزام منظم الرحلات الكردي بتعهداته بخصوص ضمان تسويق بين 60 و90 تذكرة .










Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire