اتسمت العلاقة بين
التونسيين واليهود في البلاد التونسية
بالتسامح والعيش المشترك الذي لا ينغصه صراع ولا يفسده تباغض وما نجاح حج الغريبة الاخير إلا دلالة على ذلك.غير
ان بعض اليهود يستغلون السياسة ويبيحون لأنفسهم تجاوز القانون بكل الطرق كما هو
الحال مع الواقعة التي اعتدي فيها أوشيون وكان ظالما جهولا على الموظف البسيط صالح
الخميري . واقعة تؤكد بما لا يدع مجالا للشك
أن السياسة فيها كانت غالبة على الأخلاق والقانون ..
.
في يوم الواقعة قدم إلى مقر إحدى المؤسسات المختصة في استخلاص الديون شخص (يهودي - تونسي)يدعى"اوشيون" ليتابع تقدم ملفه المودع لدى شركة تونس للاستخلاص ، حيث اتصل في بادئ الأمر بالمسؤولة المباشرة المتعهدة بالملف (هـ.ڨ.) والتي أحاطته بآخر تطورات ملفه وأعلمتهبأن المبالغ المالية المطالب باستخلاصها من الغير لم يقع بعد استخلاصهانتيجة تعطل بعض الإجراءات القانونية وان هناك صعوبات في التنفيذ نظرا لما تعيشه البلاد من أزمات و ما تعيشه الشركة من ضائقة ماليةو طالبته مزيدا من الصبر و التفهم إلا انه هاج و ماج و نعتها بأبشع النعوت و تفوه بكلام بذيء على مرأى و مسمع من الموظفين والعاملين ...مما دفع بأحدهم المدعو صالح الخميري الشاغل للمكتب الملاصق التدخل لإنقاذ زميلته المتضررة من الموقف المحرج والاعتداء المعنوي المقيت المسلط عليها وفض النزاع بالحسنى من خلال إقناع اليهودي "اوشيون" بضرورة التحكم في أعصابه ومزيد الصبر مع التعهد بمتابعة ملفه شخصيا لكن هذا الأخير تمادى في بلطجيته وزاد في هيجانه و دخل في حالة هيستيريا من الشتم والسب والقذف شملت كل المتواجدين بمقر الشركة وليصل الأمر إلى تعمد اليهودي قذف الموظف صالح الخميري بلوحة مفاتيح وقال له حرفيا "اخصم ثمنه من حق استخلاص ملفي"...وليأخذ في بعثرة الملفات المتواجدة وإلقائها على الأرض وعلى وجوه الموظفين مما أجبر الموظف المتضرر على التدخل مثلما يقتضيه الموقف المحرج حيث أرغم الحريف المستهتر والمعتدي على مغادرة المكتب عنوة ..وبمجرد مغادرة اليهودي لمقر الشركة حتى وجه تهديدا صريحا للموظف الذي اخرجه قائلا حرفيا "بش نسيب العالم و نتلاه بيك....ندخلك لڨـلبو ندخلك ندخلك للحبس يا مشلم".... لم يعر احد اهتماما لتوعد اليهودي وتهديداته الموجهة للموظف صالح الخميريوالذي لم يتعد تدخله إجبار اليهودي على المغادرة دون استعمال العنف ....
إلا أن
العكس هو الذي جد ، حيث تم توجيه استدعاءبرقي إلى الموظف المتضرر في قضية الحال
صالح الخميري للحضور إلى احد المراكز الأمنية بالعاصمة بعد أن شكاه زورا وبهتانا
المتضرر المزعوم "اوشيون" والذي
استثمر ديانته وتزامن الواقعة مع حج اليهود إلى غريبة جربة وحاجة الحكومة الملحة
لشراء رضاء الجالية اليهودية بتونس لتنقلب الواقعة 180 درجة وليتحول المعتدي إلى
متضرر والعكس صحيح ... وبعد بحث مطول موجه عن بعد وعودة من الغد لإجراء المكافحة
القانونية وفي غياب أي سند مادي يؤكد رواية اليهودي المعتدي (باحث البداية اغفل
استنطاق الشهود وتغافل عن مطالبة زاعم الضرر بشهادة طبية و..... ) تمت دعوة صالح
الخميري للمثول أمام النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بتونس 1 في حالة تقديم
وأواخر الأسبوع الفارط (يوم الخميس 15 ماي 2014 ) أصدرت الدائرة 6 بذات المحكمة
حكمها الجائر بسجن الموظف بشركة تونس للاستخلاصصالح الخميري مدة 10 اشهر مع النفاذ
العاجل من اجل جريمة وهمية فاقدة للحجية القانونية "الاعتداء بالعنف الشديد
والإضرار عمدا بملك الغير" ...
المتضرر المسلم صالح الخميري هضم حقه في
محاكمة عادلة كما منع من تكليف محام ارضاء للمتضرر المزعوم اليهودي "اوشيون"...وبمجرد
وصول الخبر المفزع والحكم الصادم إلى شرفاء وأحرار وأخيار هذا البلد المقهور والمغبون حتى سارعوا إلى تكليف المحامية الأستاذة أماني
اليحياوي لاستئناف الحكم الجائر الصادر ضد موظف بسيط ورب عائلة وأب
لطفلين في عمر الزهور ..وبما أن استئناف أي حكم جزائي وإحالته على محكمة الطور
الثاني يتطلب أسابيع بل أشهرا(تلخيص – رقن – إحالة - ...) وبالتالي سيبقى صالح
الخميري حبيس زنزانته بالسجن المدني بالمرناقية لأسابيع أو لأشهر أخرى...في انتظار
حكم عادل صادر عن محكمة عادلة لا تهمها هوية المتقاضين ولا دياناتهم ولا
انتماءاتهم ....
يعكس
الحكم الجائر الصادر في ملف قضية الحال عن إحدى الدوائر الجناحية بمحاكم الحاضرة تصميم
النظام القائم على عدم الالتزام بالقانون ومصادرة الحقوق والحريات العامة فعيب أن
نحرم المواطن التونسي المسلم من ابسط حقه في ضمان محاكمة عادلة وعيب أن ينحاز
القضاء إلى الطرف الأقوى ونعني به اليهودي الذي نفذ وعده الصريح "ندخلك لڨـلبو ندخلك"وعيب أن ينحاز القضاء إلى
الطرف القوي وعيب أن يتحول القضاء إلى عصا طيعة في يد السلطة التنفيذية والسؤال
ماذا سيكون الحكم في حالة صدوره عن قضاء إسرائيلي انعقد للبت في قضية رفعها مستوطن
يهودي في حق فلسطيني ... اترك الإجابة لمن استغل موقعه وخطته ومركزه لإلحاق أقصى
الأضرار الممكنة وغير الممكنة برب عائلة تونسية اعتقد بأنه لا ظلم ولا قهر ولا غبن
بعد 14 جانفي 2011 ... حسبنا الله ونعم الوكيل .
وبعيدا عن التوظيف السياسي الذي أرادته
بعض الأطراف وأبيناه ندعو كل من تورط في
هذا الملف أن يراجع قصيدة الشاعر الكبير نزار قباني " جريمة شرف أمام المحاكم العربية "
وخاصة في المقطع التالي الذي يقول فيه ":
مازال
يكتب شعره العذري قيس
و اليهود تسربوا لفراش ليلى العامرية
حتى كلاب الحي لم تنبح
و لم تطلق على الزاني رصاصة بندقية
''لا يسلم الشرف الرفيع"
و نحن ضاجعنا الغزاة ثلاث مرات
و ضيعنا العفاف ثلاث مرات
و شيعنا المروءة بالمراسم والطقوس العسكرية
''لا يسلم الشرف الرفيع"
ونحن غيرنا شهادتنا
وانكرنا علاقتنا
واحرقنا ملفات القضية
ولعل
أخشى ما نخشاه أن تحرق ملفات القضية واقعا بعد أن احرقها قباني شعرا .


.jpg)


Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire