خسر الأميركيون حرب الغاز الصخري الأولى
في شبه جزيرة القرم الاستراتيجية. وأوباما مستعد لتزويد أوروبا
بالغازالصخري باهظ الثمن والمنتج في الولايات المتحدة!!. ذلك كان الغرض الرئيسي من
أزمة أكرانيا الحاليه والمركبة قطعة قطعة في مختبرات السياسة الخارجية الأمريكيه
.. ولكن يبدو أن السحر فيها قد انقلب على الساحر.إذا ألقينا نظرة على خريطة منطقة الصراع ومسارات أنابيب الغاز والبترول،
فسوف نفك اللغز بسهولة وسوف تتضح القضية الأوكرانية كونها أصبحت اليوم قضية خاسرة بكل
المقاييس بالنسبة إلى الولايات المتحدة وحلف شمال الاطلسي وحجم الخسائر فيها سيكون
أثقل مما سببته الحربان العالميتان من دمار شامل للقارة العجوز.
إن قرار بوتين ضم شبه جزيرة القرم وشرق أكرانيا بنفس سيناريو الفوضى
الشعبية التي حصلت أيام الربيع العربي سيمنع الغرب من توريد إحتياجاته من النفط و
الغاز من محيط بحر قزوين ومن إيران والعراق ...
وهذا القرار ليس سوى عملية خنق محكمه لأوروبا حتى تبقى دائما تحت
النفوذ الروسي، حتى لو تم لا حقا ضم ما تبقى من أكرانيا ودمجها في الاتحاد
الأوروبي .. فستكون العملية غير ذات جدوى وستستمر أوروبا ترزح تحت ضربات الدب
الروسي وليس بيدها غير تلبيه إشتراطاته وإملاءاته بالداخل والخارج... وسوف تفقد ما
سمي بالثورة الأوكرانية التي صنعها هنري ليفي منذ شهرين كل أهمية ، و قد كان حافزه في ذلك تجربته مع ثورات الربيع
العربي الشهيرة التي سرعان ما حولها إلى ربيع عبري ، ولكن ليس لفترة طويلة إذا ما
حللنا جيدا ما يجري في أوكرانيا و في جزيرتها - جزيره القرم -الاستراتيجيه
هذه الجزيرة هي حلقة الوصل الإقتصادي بين الشرق والغرب - وليس مضيق
البوسفورالذي تفقده جبال آسيا الوسطى قيمته في الربط بين الغرب والشرق - وقد كانت هذه
الجزيره لأهميتها سببا في حروب مدمرة بين الروس والعثمانيين دامت عشرات السنين ولعلها
كانت السبب في تدهور الإمبراطورية العثمانية ثم انهيارها لا حقا تحت ضربات حلف
متعدد الأطراف ومن ضمنه روسيا .. وهي اليوم قد تكون سببا في مواجهة خطيرة وانتحارية
بين روسيا وشركائها وبين أوروبا والعم سام، حليفها في منظومة الحلف الأطلسي
ولكن بالنظر إلى الوضع الاقتصادي المزري في الولايات المتحدة والمنحدر
الحاد والخطير الذي آلت إليه إقتصاديات هذه البلاد وما تشهده من تراجعات متتالية ،
وكذلك مجمل الحالة الإقتصادية الأوروبية التي تشهد إنحدارا متسارعا غير مسبوق فإنه
سيكون من السهل الإستنتاج أن حربا حقيقية بين الطرفين المتصارعين ستكون غير مرجحه
الآن. وسنفهم أن بوتين قد عرف متى يصوب سهمه القاتل لهذه القوة التي أورثت العالم
المآسي والمظالم على مدى قرون .. دون أن ننسى دورها في النهوض بالعالم من الناحية
التكنولوجية والمصنعية
روسيا كسبت هذا الصراع الاستراتيجي ذي الأهمية القصوى دون أن تطلق
رصاصة واحدة أو تفقد قطرة دم .. والأوروبيون ، مازالوا يقفون على الحدود الإكرانية
في طابور زبائن روسيا التقليديين والذيل بين الساقين و دون أدنى تعليق،يشترون
الغاز الروسي عن يد وهم صاغرون وبالسعر والصيغة الربحية التي تناسب القيصر الجديد -
السيد فلاديمير بوتين –
العم سام الذي لن يكون قادرا على تحمل تبعات هذه الهزيمة النكراء،
إنكفأ خلف حدوده يطلق التهديدات الجوفاء بتشديد الحصار على روسيا في حين يتحرك جنودها
على الأرض ويكسبون مزيدا من السيطرة والنفوذ والحال أن تزويد اوروبا بغاز الشيست
الأمريكي قد أمسى حلما بعيد المنال وغير قابل للتحقيق.
إن إنتاج الغاز الصخري الذي يجعل البشرية جمعاء تسدد الديون الأمريكية
الضخمة دون معرفة أو قصد، لم يغط إحتياجات الإقتصاد الأمريكي لينهض من جديد ولن
يكون بديلا عن الغاز الروسي في هذه المرحلة وقد اتضح أنه مجرد حلم كاذب روجت له
الشركات الكبرى إرضاء لجشعها الذي لا ينتهي وقد تحول إلى مجرد كابوس تعيشه أمريكا
تحت وقع ملفات التعويض الباهظة والرفض الشعبي المتزايد.
هذا تشريح سريع للصراع ووصف لحالة أطرافه واحتياجاتهم الاقتصادية
المباشرة ..
ولكن ما دور تونس في كل هذا .. ولماذا تشرفنا بزيارة وزير الخارجية
الروسي -لافروف- بطريقة فجئيه لم نعهدها منه ولم تكن منتظرة؟؟
إذا دققنا النظر في الخارطة التالية بعين الخبير سنستنتج أن تونس هي
المكان الوحيد الذي يمكن من خلاله فك الحصار الروسي على أوروبا ..
وبالنظر لكون تونس هي أقرب الحدود الجغرافية الإفريقية نحو أوروبا من ناحية وهي الأقرب لمصادر الطاقة
من الناحية الأخرى، والغاز الإفريقي يمر من تونس وخلالها نحو أوروبا منذ زمن بعيد وبذلك
تكون تونس وحدها القادرة على فك الحصار الروسي الاستراتيجي المضروب ضد أوروبا ولعل
ذلك لا يخفى على ذهنية الاستراتيجيين الأوروبيين وأرجو أن لا يخفى عن سلطة الإشراف
التونسية حتى لا نضيع موعد القطار مرة أخرى وإن مضاعفة طاقة الضخ والنقل بالضغط
العادي أو بالضغط العالي متاحة وممكنة خلال أيام معدودة إذا ما توفرت الخطة السليمة
والإرادة السياسية الصادقة،، وخصوصا إذا كان فيها الشفاء لسقم أوروبا الطاقي وحالة
الأزمه الخانقة والمذله التي تمر بها حاليا
ومن المتاح والمجدي فنيا وتكنولوجيا دعم هذه الرابطة الإستراتيجية بين
إفريقيا وأوروبا عبر تونس وهي الوحيده القادرة فعلا على فك
الحصار عن أوروبا وتحريرها من ثقل سيقان الدب الروسي - ولعل زيارة لافروف تتنزل في
هذا الإطار - هذا إذا ما استثنينا مضيق جبل طارق البعيد جدا عن مصادر الطاقة وعن
مصانع مستهلكيها الأمر الذي يفقده جدواه الإستراتيجية
أن ثروة تونس العظيمه تكمن في موقعها ولن تتحول تونس لرقم صعب في معادلة الإقتصاد العالمي إذا ما واصلنا التغافل عن هذه الحقيقة الضاربه وإهمالها وواصلنا بناء إقتصادياتنا على الهروب والتهريب وسياحة المواخير
أن ثروة تونس العظيمه تكمن في موقعها ولن تتحول تونس لرقم صعب في معادلة الإقتصاد العالمي إذا ما واصلنا التغافل عن هذه الحقيقة الضاربه وإهمالها وواصلنا بناء إقتصادياتنا على الهروب والتهريب وسياحة المواخير
وإن جزيرة قرقنة بما حباها الله من خصوصيات جيولوجية فريدة من نوعها ومن
موقع إستراتيجي لا يتكرر في هذا العالم يجعلها قادرة على استقبال تجهيزات الشحن
والتنزيل والتخزين وإعادة التصدير لكافة المناتيج البترولية الخام والمكررة وبذلك
تأمين حاجة أوروبا من الطاقة في أوقات الذروة المناسبة لنا ولهم..
ولكم أن تقارنوا تركيب وتشغيل وصيانة خزان بترول أو غازأو أي منشأه
بترولية في قرقنة بنفس العملية تتم في عمق أوروبا وسترون فارق التكلفة على جميع
المستويات وسترون الجاذبية التي ستجعل من المستثمرين في هذا المجال لا يترددون في
هكذا مشاريع إذا توفرت أطقم الإشراف المناسبة والنزيهة زد على ذلك فهذه الجزيرة
الذهبية تقع على بعد كيلومترات قليلة من المسار التجاري الدولي للبترول والغاز.
كذلك لو أنشانا سلسلة من محطات توليد الطاقة الكهربائية الحرارية الضخمة
ذات الدورة المزدوجة على مسار أنابيب الغاز العابرة لتونس بما يضاعف إنتاجنا من
الكهرباء عدة مرات نغطي به عجزنا الطاقي ونوجه الباقي للتصديرنحو اوروباعبر خطوط بحرية– وبعضها قائم
حاليا - ستتحول بهذه العوامل الرئيسية الثلاثة بلادنا إلى قطب رئيسي عالمي في مجال
الطاقة ورقم صعب في هذا المجال لا يمكن تجاوزه في إقتصاديات هذا العالم الذي لا
تنتهي حاجته للطاقة بمختلف أنواعها.
لم أتطرق للطاقة الشمسية لأني أراها غير مجدية في هذه المرحلة وتكلفة
تشغيلها تخرجها من حيز الربح المعقول.
إن دراسات الجدوى والدراسات التنفيذيه لهذا الشأن الفني التخصصي الدقيق
جاهزة ومجربة وقد قامت بها أفضل الخبرات التونسيه ولكننا ما زلنا ننتظر صدق الإرادة
السياسية التونسية للإفراج عنها وعن غيرها من البحوث والدراسات التي ستكون كفيلة
بتحويل تونس في وقت قياسي من حالة الأزمه والتداين المذل .. إلى وضعية البلاد التي
تتحكم في إقتصاديات العالم بما يعكس أهميتها الإستراتيجية والجيوسياسية الفريدة ..
كما تتحكم فيه سنغافورة وسويسرا وغيرها من الاقطاب والتكتلات الإقتصادية العالمية
وهذه المشاريع لا تتطلب أي مجهود تمويلي خاص ولكنها تتطلب مجهودا فنيا تخصصيا للتعريف بجدواها وخطه استثماريه ترتبط بالعالم، تفيده وتستفيد منه..
وهذه المشاريع لا تتطلب أي مجهود تمويلي خاص ولكنها تتطلب مجهودا فنيا تخصصيا للتعريف بجدواها وخطه استثماريه ترتبط بالعالم، تفيده وتستفيد منه..
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire