رحل علي لعريض( الترويكا 2) بعد فضيحة اغتيال الشهيد الحاج محمّد البراهمي يوم 25 جويلة 2013 معلنا فشله
الذريع في قيادة المرحلة الانتقالية بعد أن تنامت ظاهرة الإرهاب وأصبحت تونس موطنا
لتهريب السلاح ووكرا لإيواء الإرهابيين ،
كما رحل من قبله حمّادي الجبالي ( الترويكا 1) إثر فضيحة اغتيال الشهيد شكري بلعيد يوم 6 فيفري 2013 رافعا راية الفشل أيضا بعد أن فقأ عيون الفقراء والمساكين بالرّصاص
الانشطاري في ربوع ولاية سليانة وبعد أن
جعل اقتصاد البلاد على شفا حفرة من النار، غادر حمادي الجبالي ثم غادر على لعريض بعد أن تحمّلاأمانة الثورة وكان كلاهما جهولا ظلوما .
وترك الأوّل كما ترك الثاني فيالق من المستشارين ورؤساء الدواوين والمكلفين بمهمّة وما شابه هذه
الألقاب وما تناسل منها من أسماء لم تنزل الإدارة بها من سلطان ، فيالق لا تدير
طرفا ولا تغيّر حرفا همّها السيارات الفارهة والمكاتب الفاخرة والسكرتيرات الانيقات المليحات وبعبارة أخرى هم في شغل "فاكهون على
الأرائك متكئون " ... رحل الأول والثاني ولم يتركا للثالث إلا ما يتركه اللئام على مأدبة الطعام فقد خلّف الاثنان تركة ثقيلة لن يتخلّص منها المهدي جمعة إلا بشقّ
الأنفس إن هو خاض حربا ضروسا ضدّ
التعيينات الحزبية التي ملأت الدواوين والوزارات وشغلت حديث القاصي والداني وإن هو رفع
شعار " إني أرى رؤوسا قد أينعت وحان قطافها " ... غادر الاثنان بعد أن
أوصيا الرئيس الشّاب بأنْ يترك الحال على ما هو عليه وأن لا يمسّ إدارة التّوحش
إلا قليلا ؟؟
إن الوعود التي قطعها المهدي جمعة بإعلان الحرب على التعيينات الحزبية بدأت
تتجسد على استحياء خاصة بعد ترحيل 17 عضوا عن ديوان رئاسة الحكومة ، غير أن طبول الحرب التي قرعها لم يكن صوتها مدويا
لعلاعا ، ذلك أن الخطوات التي قطعها المهدي جمعة في إصلاح ما يجب
إصلاحه وفي تغيير ما يجب تغييره وفي تعديل ما ينبغي تعديله لا ترقى إلى الحد الأدنى المطلوب بسبب هول الدّمار الذي
تركه السلف للخلف .. فالفتق الذي أحدثته الترويكا 1 و 2 غلب على الرتق وهو ما سيعسّر
مهمة الرجل الذي لا ريب أنه سيجد نفسه في مواجهة كبرى مع أطراف عديدة لعل أهمها قادة النهضة الذين أكدوا وما يزالون
أنهم خرجو ا من الحكومة ولن يخرجوا من الحكم .
ولا شك أن المهدي قد وجد نفسه بين أمرين لا حظّ فيهما لمختار :إما أن يتقدم
خطوة إلى الأمام وعندئذ سيجد المجلس
التأسيسي عقبة كأداء تتابعه في كل شاردة
وواردة وسيفا مسلطا على رقبته وعلى رقاب وزرائه مجلسا تمسك النهضة وحليفيها المؤتمر والتكتل
بناصيته سيسألهم عما فعلوا وعما لم يفعلوا إن هم فكروا في
شقّ عصا الطاعة في وجهه ،وإمّا أن يتراجع خطوتين إلى الخلف ويترك الحبل على الغارب
ويعمل بوصية الإخوان فيؤدي بالبلاد وأهلها إلى التهلكة ؟؟
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire