محاسبة رموز النظام البائد وقطع دابر المسؤولين الفاسدين الذين نشروا
الخراب والفساد في البلاد من أهم المطالب الشعبية التي نادى بها الثوار لكنها
للأسف بقيت مجرد شعارات معلقة بين السماء والأرض بالنظر إلى الحكومات المتعاقبة
على السلطة بعد الثورة التي ما انفكت تصدّع رؤوسنا بخطابات حبلى بشعارات ثورية
تتماشى في الظاهر مع رغبة الشعب في قطع دابر الفساد وردع المفسدين الذين بددوا
المال العام ونكلوا بالوطن لكن بالرجوع
إلى أرض الواقع بقيت تلك الخطابات مجرد كلام في كلام ملؤه الكذب والنفاق والوعود
الزائفة ذلك أن غالبية الذين عملوا مع المخلوع وزينوا له طريق الشر الذي كان يسلكه
المسؤولين عن الخراب والدمار الذي لحق الدولة لا يزالون إلى اليوم يصولون ويجولون
فوق كل القوانين من بينهم مثلا الوالي السابق علي الكسيكسيوشقيقه آمر الحرس الوطني
الحالي منير الكسيكسي ... وجوه كالحة لعملة واحدة.
الوالي الفاسد والطبيب التجمعي علي الكسيكسي كان المحدد الرئيسي للمسار
المهني الذي سلكه شقيقه الأصغر منير خريج الأكاديمية العسكرية بفندق الجديد سنة
1988 في اختصاص الأسلحة (الدولة صرفت على الضابط منير الكسيكسي مئات الملايين
لتكوينه في اختصاص الأسلحة في تربصات ودورات بالخارج دون أن تستفيد منه خصوصا وأنه
عمل في مواقع لا علاقة لها باختصاصه ) ورغم فشله الذريع وتورطه في عدد كبير من
ملفات الفساد المالي والإداري والأمني خلال الزمن البائد ونقصد هنا ضابط الحرس
الوطني منير كسيكسي إلا انه وبدعم من شقيقه الأكبر المتنفذ نجح في الحصول على
ترقيات غير مستحقة وتعيينات غير مشروعة في خطة رئيس فرقة فرئيس منطقة فمدير إقليم
.
علي كسيكسي من طبيب مغمور إلى وال مسعور
علي كسيكسي(أصيل مدنين) متحصل على شهادة في الطب مشكوك فيها من إحدى
الجامعات الروسية أجبر على الالتحاق بأفواج المعطلين لفترة وجيزة (سنتين) إذ تم
اكتشاف مواهبه مبكرا في فنون "الصبة" ليلتحق بمليشيات الحزب الحاكم
ومنها تم انتدابه بالمستشفى الجهوي بمدنين فترأس شعبته المهنية ومنها كلف برئاسة
بلدية مدنين فوال على توزر بدعم من والي الجهة صديقه وحليفه الفاسد الأكبر عبد
الرحمان ليمام ومنها انتقل بنفس الخطة إلى ولاية صفاقس فولاية جندوبة ورغم فشله
وانحرافه فقد نجح في البقاء في خطة وال لفترة طويلة ولتلتصق باسمه ملفات فساد
حارقة أغفلها القضاء إلى تاريخ الساعة.
الكسيكسي يتحيل على مواطن أجنبي ويسلبه عشرات الملايين
عريضة صادرة بتاريخ 25 أوت 2010 في آخر أيام النظام الفاسد موجهة إلى وزير
الداخلية حينها يتظلم فيها مواطن فنلندي الجنسية من علي الكسيكسي المشرف على
الإدارة العامة للشؤون الجهوية حيث قام هذا الأخير بالتحيل على الأجنبي المذكور
ليسلبه قرابة ال52 ألف دينار منها 6 آلاف دينار بعنوان سلفة تعهد بإرجاعها في أقرب
الأوقات و6الاف دينار أخرى موّل بها شركة " KSIBOIS "تابعة لعائلة الكسيكسي
ومبلغ 40 ألف دينار أودع بالعملة الصعبة ببنك تونس العربي فرع جربة تم تحويله فيما
بعد لفائدة الشركة ذاتها وقد جاء بالعريضة المذكورة انه لما طالب الأجنبي
بمستحقاته عمد علي الكسيكسي في بادئ الأمر إلى المماطلة طيلة 3 سنوات ثم تجاهله
تماما وأنكر أي صلة به معبرا عن عدم استعداده لإرجاع المبالغ ...
علي العريض يتدخل شخصيا للإفراج عن الوالي المتورط في الفساد
بعد حوالي 5 أسابيع من الزج في
السجن بالطبيب ورجل الأعمال الجيلاني الدبوسي أصدر قاضي التحقيق بابتدائية جندوبة
بتاريخ 17/11/2011 بطاقة إيداع بالسجن المدني ببلاريجا في حق الطبيب – الوالي علي
كسيكسي لتورطه مع الجيلاني الدبوسي في قضايا استيلاء على أراضي الغير وأملاك
الدولة باستغلال النفوذوبوصول النهضة إلى الحكم سارعت خلال أواخر شهر جانفي 2012
إلى التدخل لدى القضاء للإفراج عن الوالي المتورط في الفساد والإفساد ومنها خلاف
يتعلق بمتخلدات بذمته لم يسددها مقابل (164 ألف دينار)بناء فيلا فخمة بحي النصر
أرقى أحياء العاصمة لفائدة احد المقاولين (محمد العشي )وغيرها من أعمال التحيل
والنصب والزور وحسب ما وصلنا فإن علي العريض تدخل شخصيا لدى نور الدين البحيري
للضغط على دائرة الاتهام بالكاف من اجل الإفراج عن علي الكسيكسي .
اختفى مباشرة بعد سقوط نظام بن علي وعاد بقوة زمن حكم الإخوان
ومن نوادره انه اختفى بعد الثورة وسقوط النظام البائد زمن إشرافه على إقليم
الحرس الوطني بقابس حيث أغلق هاتفه الجوال انطلاقا من الساعة 18.00 من يوم 14
جانفي 2011 ولم يفتحه إلا بعد مرور العاصفة وبسرعة انقلب الكسيكسي على حلفاء الأمس
والتحف ثورجية مزعومة وبوصول جماعة الإخوان إلى الحكم تقرر تعيينه متفقدا عاما
للحرس الوطني وبعدها اسقط مكان منتصر السكوحي في إطار مخطط شيطاني للسيطرة على
جهاز الحرس الوطني .
منير كسيكسي ضابط فوق القانون خلال الزمن البائد
كثيرا ما أحيل منير كسيكسي على التفقدية العامة للحرس الوطني (زمن علي بن
طاهر) من اجل التورط في ملفات فساد كبرى يعرفها كل من عمل معه أو تحت إمرته أو انه
كان من منظوريه فهذا الضابط المسنود لم يكن يهتم بالانضباط والأمانة والسهر على استتاب
الأمن بقدر اهتمامه بربط العلاقات العامة مع أزلام النظام البائد وأيتامه وتطويرها
لخدمة مصالحه الخاصة أولا وأخيرا وكالعادة وكلما ثبت تورطه في احد الملفات الحارقة
يتدخل شقيقه علي لإغلاق الملف وإغفال التتبع الإداري والقضائي .
ليمام يعين الكسيكسي بسوسة ويمنحه مقسم عقاري برخص التراب
تدخل الفاسد الكبير عبد الرحمان ليمام والي سوسة وفي إطار مخطط ظلامي
لإحكام السيطرة على مفاصل ولاية سوسة لتعيين منير كسيكسي على راس إقليم الحرس
الوطني بسوسة ولمجازاة هذا الأخير على خدماته الجليلة المسداة لسيده منحه مقسما
عقاريا بجهة سهلول من مقاسم الوكالة العقارية للسكنى AFH
بسعر تفاضلي ودون احترام لشروط الإسناد (أقدمية 5 سنوات) وبمساعدة من عدد
من رجال الأعمال المنخرطين في منظومة الفساد الطرابلسي نجح منير كسيكسي في تشييد
قصر في جوهرة الساحل لا تقل قيمته عن مليون دينار...
تعيين آمر
الحرس منير كسيكسي تم على أساس الولاء للنهضة
كشف رئيس لجنة
المراقبة المالية بالنقابة الوطنية لقوات الأمن الداخلي، في تصريح له خلال شهرأكتوبر
2013، أن تعيين منير الكسيكسي آمرا على قوات الحرس الوطني تمّ على أساس
قاعدة الولاء لحركة النهضة ، موضحا انه قد ارتمى في أحضانها بعد أن كان خادما
مطيعا للرئيس المخلوع بن علي وهو الأمر الذي خوّل له الوصول لهذا المنصب
،على حدّ تعبيرهمذكّرا أن النقابة كانت قد نبّهت في بياناتها السابقة إلى ضرورة إعادة
مراجعة التعيينات التي تمّت على أساس الولاءات لا على قاعدة الكفاءة.
وقد تعلقت به زمن إشرافه على إقليم الحرس الوطني بقابس شبهة التعاطف مع
التيارات الإسلامية وقد نفاها عن نفسه واقسم بأغلظ الأيمان للإفلات من التتبع
وبمجرد تسلم النهضة لمقاليد الحكم وأثناء حفل تنصيبه آمر للحرس الوطني مكان
السكوحي اعترف بعظمة لسانه بولائه للحركة وعبر عن وفائه لولي نعمته ولابن جهته علي
العريض مصرحا "نشكر علي العريض جاري".
حادثة " ثكنة العوينة"أين رفع شعار "ديقاج" في وجه
الرؤساء الثلاثة كشفت الوجه الحقيقي للوصولي منير كسيكسي
التجمعي
السابق والنهضوي الحالي منير كسيكسي سارع إلى توجيه اعتذار للرؤساء الثلاثةوأذن بفتح
بحث إداري وقضائي للتحقيق في حادثة رفع عبارة "ديقاج" في وجه الرؤساء
الثلاثة الذين اطردوا خلال شهر أكتوبر 2013 من ثكنة الحرس الوطني بالعوينة وتم
منعهم من حضور موكب تأبين شهيدي الحرس الوطني اللذين قتلا
برصاص مسلحين "إرهابيين" (واقعة قبلاط) في سابقة غير مألوفة
ولترضية أسياده سارع الوصولي والانتهازي "كسيكسي" إلى إصدار قرارات
جائرة تقضي برفت عدد من المشاركين في انتفاضة الكرامة بثكنة العوينةوجميعها تمت في
خانة "الاستقواء بالمناصب" و"بالقوانين الجائرة" لكبت أصوات
وطنية شريفة رفضت الانخراط في مخطط تدجين وتطويع قوات الحرس الوطني .
والى
اللقاء مع العدد القادم في حلقة جديدة من مسلسل فساد عائلة الكسيكسي.
محمد الحاج منصور
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire