على مشارف نهاية سنة كالحة عجفاء
اغتيل فيها من اغتيل وذبح فيها من الوريد إلى الوريد من ذبح عاد الحديث وبقوة عن مسألة التعويض إلى الواجهة
الوطنية وعادت الأسئلة الحارقة التي ظننا أن لن نعود إليها أبدا في ظل
هذا الوضع الاقتصادي المنهار والوضع الاجتماعي المتأزم:هل من ينصر الله ودينه
ينتظر مقابلا ماديا مشطا ؟
هل ناضلت الحركة من أجل الوطن والشعب أم من أجل السلطة
ولهف الملايين ؟ هل من فجر النزل وأحرق الأبرياء يجازي بالقناطير المقنطرة من
الذهب والفضة ؟ هل كان التعويض للمساجين شعارا من الشعارات التي
من أجلها خرج الفقراء من المناطق المهمشة والحواري الفقيرة لطرد الدكتاتور ؟؟؟
عجبا لنواب حركة النهضة الذين أمعنوا في استنزاف ميزانية الدولة المنهكة
بطبيعتها وأسرفوا في نهب ما تركته عصابة
الطرابلسية : يطلبون المليارات دون حق ويشغلون
المئات من أنصارهم دون كفاءة بل
ويقومون بترقيتهم دون تأهيل ولا تكوين ويبعثون صناديق مجحفة صناديق قد تصب في مصلحة قواعد حزبية بدأت
تنذر بالانفضاض من حول " مونبليزير " وتضخ لفائدة دعاية انتخابية دون
مراعاة المصلحة الاقتصادية والوطنيىة.
فما أن وصلت حكومة النهضة إلى السلطة بعد
ثورة لم تشارك فيها من بعيد أو من قريب
حتى جعلت من مسألة
التعويض للمساجين السياسيين همها الأول
وتقدمت بمشروع في الغرض إلى أعضاء
المجلس الوطني التأسيسي ، مشروع تم تقدير
حجمه بما لا يقل عن ألف و100 مليار من المليمات. ونحن إن ننسى فلن ننسى في هذا السياق
صيحة الفزع التي أطلقها خبير في الاقتصاد حول هذا الموضوع لمّا أكد فظاعة مبلغ التعويض، فقد قدره بما يزيد على 134 بالمائة من ميزانية
وزارة التشغيل و 89 بالمائة من ميزانية وزارة التعليم العالي والبحث العلمي و 87.7
بالمائة من ميزانية وزارة الصحة و 77.6
بالمائة من قروض تونس الداخلية لعام 2012.
عودا على بدء ونهاية كالبداية – هذا إن خرجت النهضة من الحكم
وقدر لمهدي جمعة أن يشكل حكومة جديدة لا تتحكم فيها هذه الحركة – ففي نهاية سنة
2013 وتتويجا لسنة فاشلة على كافة المستويات وفي الهزيع الأخير من الليل
"غدرت " حركة النهضة ، والعبارة لوزير ماليتها الفخفاخ ، الشعب التونسي
برمته ومررت " صندوق الكرامة ورد الاعتبار لضحايا الاستبداد " وهذا الصندوق فيما يقول خبراء الاقتصاد سيكلف
الدولة أكثر من ألف ومائة مليار .
هكذا طبقت حركة النهضة الشعارات التي قامت عليها الثورة أحسن
تطبيق " شغل، حرية، كرامة وطنية "
فالشغل لأنصارها والحرية
لمليشياتها والكرامة الوطنية في صندوق
الكرامة ورد الاعتبار لضحايا الاستبداد.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire