في الحالات الطبيعية تلعب مكونات المجتمع المدني وخاصة منها الجمعيات دورا
هاما على مستوى الرقي بالمجتمع والرقي به
نحو الأفضلوالأحسن، كما تعتبر مقوما هاما ورافدا من روافد التقدم والتطور وبغض
النظر عن ما تلعبه الكثير من الجمعيات في تونس وخاصة بعد الإطاحة بالنظام البائد
وخصوصا تلك التي تدخل في نطاق الجمعيات الخيرية الإسلامية من ادوار قذرة خدمة
للمصالح السياسية والشخصية الضيقة فان هناك عديد الجمعيات الأخرى وبالرغم من أنها
لا تزال حديثة العهد فقد أثبتتأنها مستقلة تماما عن أيايدولوجياأو انتماء سياسي
وتسعى فقط لخدمة الأغراض النبيلة لفائدة المجموعة الوطنية لا غير من خلال القيام بأعمال وأنشطة
وتظاهرات تزيد من توطيد عرى الأخوة بين أفراد المجتمع لتجسد المعنى الحقيقي للتضامن
والتآزر الاجتماعي على غرار جمعية ترابط التي بعثت مؤخرا في مدينة الجم الضاربة في
عمق التاريخ لتكون واحدة من الجمعيات القليلة في كامل البلاد التي خلقت من أجل
الخير الصافي والنقي من جميع الأدران المصلحية والسياسية وغيرها ...
وتصنف الجمعية المذكورة ضمن الجمعيات الاجتماعية والثقافية مقرها نهج ليبيا
5160 الجم وهي مكونة من رجال أعمالأصيلي الجم يحبون الخير لبلادهم ويؤمنون بالعلم
والثقافة لان هدف الجمعية حسب نظامها الأساسي وحسب الأنشطة التي تقوم بها توفير
المساعدة والإحاطة بالطلبة المعوزين والعمل على توفير سبل النجاح للتلاميذ والطلبة
والسعي لإيجاد مواطن شغل لأصحابالشهائد العليا المنتمين للجمعية ويترأسها رجل الأعمال
عبد الوهاب سوقة.
وفعليا قد مكنت جمعية ترابط عددا لابأس به
من الطلبة المعوزين من منحة تقدر ب200 دينار تسند لهم مشاهرة إلى حين إتمام
دراستهم في سابقة لم تقدم على فعلها أي جمعية أخرى مهما كان حجمها وضخامة تمويلها
مع العلم أن عدد الطلبة المنتفعين يزيد مع مرور الوقت ...
جمعية ترابط أثبتت للجميع من خلال هذا العمل الخيري المثل القائل «البلاد
عندها رجالها » ...رجال يتمتعون بالوطنية وروح التضامن ونكران الذات ويؤمنون
بالثقافة والعلم ونحن ندعو من موقعنا أهالي مدينة الجم إلى الالتفاف حول هذه
الجمعية الفريدة من نوعها على المستوى الوطني ومساندة مؤسسيها ولو معنويا
كما نرجو
أن يعمم هذا النموذج الطيب على كافة مناطق البلاد خاصة إذا عرفنا أن آلاف التلاميذ
والطلبة ينقطعون عن دراستهم بسبب وضعيتهم
المادية المزرية وبسبب عجز الهياكل
الاجتماعية للدولة عن القيام بوظيفتها في ظل الفساد الإداري والظروف الاقتصادية
الصعبة والمتدهورة التي تمر بها البلاد ككل على اعتبار أن انتشار جمعيات مثل "ترابط"
ستنقذ الكثيرمن الشباب من براثن خصاصة تمثل عائقا أمام مواصلة تعليمهم وتوفر لهم
فرصا لتحسين وضعياتهم فتفتح أمامهمأبوابالآمل لتبعدهم عن الانحراف عسى أن يصنعوا
من أنفسهم ما به ينتفعون وتنتفع عائلاتهم ووطنهم ...
هذا ويذكر ان مدينة الجم بالرغم من أنها من أقدم المدن على المستوى الوطني
وحتى العالمي وبالرغم أنها تمثل معلما تاريخيا ومنارة من منارات التراث الإنسانيإلاأن
الدولة لم توليها أي اهتمام منذ عقود من الزمن فهمشت على مستوى البنية التحتية رغمأنها
تستقطب آلاف مؤلفة من السياح سنويا ولعل خير دليل على ذلك القصر الروماني الذي أضرت
به العوامل الطبيعية ولم تتحرك الدولة ساكنا لترميمه بما يتناسب مع أهميته التاريخية
والسياحية...
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire