mardi 31 décembre 2013

وزارتا العدل الصحة شاهد زور: هكذا أنهى طبيب بمستشفى سهلول حياة شاب في عمر الزهور




قد يتحول الطبيب إلى وحش منزوع الضمير لا يهمه شيء سوى مصلحته الشخصية فتراه عادة لاهثا وراء تكديس الأموال غير آبه بما يمكن أن يعانيه المريض من الأم بدنية ومعنوية ،ولعل الفاجعة التي جدت بمستشفى سهلول في أواخر شهر جانفي من هذه السنة دليلا على ذلك .


لا يحس الجمر إلا المكتوي به

«ما يحس الجمرة كان إلي عافس عليها »...هذا ما قالته أم الضحية محمد كريم بوقرة  الذي توفي جراء الإهمال الطبي وعمره لم يتجاوز ال21 ربيعا عندما بدأت تسرد لنا قصة ابنها بصوت متهدج ذارفة دموع اللوعة والأسى 


:محمد كريم مصاب بمرض مزمن بالأمعاء الدقيقة يتمثل في اتساع شرايين تلك الأمعاء مما يجعلها تنزف الدماء فتتعكر  حالته الصحية ويصبح في حالة حرجة تتطلب التدخل الفوري قصد زيادة كمية الدم التي نزفت وقد كان يتردد على قسم أمراض المعدة والكبد والأمعاء بمستشفى سهلول الذي يشرف عليه الطبيب سالم العجمي وذلك منذ سنة 2007 لكن بتاريخ 07 جويلية 2011 قام بالاتصال بالقسم المذكور بعد ان تعكرت صحته فرفض الطبيب سالف الذكر قبوله وقال له بالحرف الواحد «مانيش مستعد باش نقبلك في القسم وما عنديش دواء» وأشار عليه بالتوجه إلى مستشفى فرحات حشاد والحال ان حالته تنذر بالخطر ولتجاوز هذا الإشكال من قبل إدارة مستشفى فرحات حشاد تم قبوله مؤقتا بالقسم الاستعجالي وتلقى العلاج بذلك القسم من قبل طبيب تابع لقسم أمراض المعدة والكبد والأمعاء بعد ذلك بفترة تعكرت حالة محمد كريم مرة أخرى فعاد إلى نفس القسم المختص في مرضه التابع لمستشفى سهلول لان الإطار الطبي بمستشفى فرحات حشاد لم يكن متابعا لحالته إلا انه فوجئ مرة أخرى برفضه من قبل رئيس القسم سالم العجمي فزادت حالته  الصحية تعكيرا وانهارت معنوياته إلى درجة انه لم يعد يرغب في التداوي بل أصبح يشتهي الموت نتيجة لما الم به من أوجاع وألام وبقي على تلك الحال حتى توفي بتاريخ 31 جانفي 2013 تاركا جبالا من الأسى والحزن في نفوس عائلته وخاصة أمه التي لم تصدق ما حصل لابنها نتيجة الاستهتار واللامبالاة وانعدام الضمير لطبيب كان من المفروض عليه دينا وقانونا وأخلاقا أن يقدم له العلاج حتى ولو كانت الحالة خطيرة  جدا وان يحاول دائما الرفع من معنوياته ليس تحطيمها لان الأمور النفسية هي أساس الشفاء ...


قضية تحقيقية

محمد كريم قبل وفاته ولما رفض قبوله رئيس القسم الطبيب سالم العجمي في المرة الأولى اصطحبه والده وقام بشكاية في الغرض لدى وكيل الجمهورية وذلك بتاريخ 18 جويلية 2011 طالبا بفتح بحث جزائي في الغرض وسجلت القضية تحت عدد  11/20969 ثم أحيلت إلى قاضي التحقيق بالمكتب الثالث بالمحكمة الابتدائية بسوسة تحت عدد 6457/3 الذي توصل في قرار ختم البحث الصادر بتاريخ 30 افريل 2012 وارتكازا على كل من شهادة الدكتور منصور مرزوق بصفته مشرفا على القسم الاستعجالي والدكتور علي جماعة بصفته طبيبا مباشرا بقسم أمراض المعدة والكبد والأمعاء الذي يشرف عليه سالم العجمي إلى كون هذا الأخير قد امتنع عن  علاج محمد كريم والحال أن مرضه يدخل في اختصاصه وان حالته الصحية زمن تقدمه للمستشفى كانت تنذر بالخطر مما يتجه معه توجيه تهمة الامتناع المحظور على الطبيب سالم العجمي طبق قانون 3 جوان 1966 وإحالته على المجلس الجناحي بالمحكمة الابتدائية بسوسة لمقاضاته من اجل ذلك لكن للأسف الشديد وبالرغم من كل ذلك بقي الوضع على حاله فلم يعاقب الطبيب المذنب بل الأكثر من ذلك انه واصل عدم قبول محمد كريم للعلاج بالقسم المشرف عليه بمستشفى سهلول إلى حين وافته المنية بعد ان تدهورت حالته الصحية بدنيا ونفسيا...


عدم الامتثال لوزارة الصحة

خلال فترة التقاضي تلك تقدم والداه بشكاوى ومطالب  لدى وزارة الصحة لكن الوزارة لم تستجب إلا بعد وقت طويل بعد أن اطلعت عن المشكلة عن طريق احد الصحف فوجهت مكتوبا إلى الطبيب المذكور تلزمه فيه بوجوب قبول محمد كريم بالقسم المشرف عليه وإحاطته بالعناية اللازمة إلا انه رفض ذلك متعللا بحجج واهية وأمام هذا الرفض توجهت نفس هذه الوزارة برد إلى والدي الشاب تقترح عليهم نقله إلى قسم أمراض المعدة والكبد والأمعاء بمستشفى فطومة بورقيبة بالمنستير إلا أن الوزارة بذلك لم تحل المشكل بل زادت في تفاقمه باعتبار بعد المسافة عن مقر السكنى وكذلك فان الإطار الطبي بمستشفى سهلول هو المتابع لحالة محمد كريم وبالتالي فان أي تغيير في الإطار الطبي سيؤدي حتما إلى وفاته وهو ما حصل بالفعل للأسف الشديد نتيجة تواصل تعنت الطبيب سالم العجمي وإصراره على عدم قبوله دون شفقة أو رحمة ...


حق بصدد الضياع


الوالدة المكلومة جراء فقدانها لابنها وهو في ريعان شبابه تتهم الطبيب سالم العجمي بالتسبب في وفاته نتيجة لامتناعه عن قبوله بالقسم الذي تعود أن يعالج فيه وهي تطالب منذ خسارتها لابنها بتسليط اشد العقاب على الطبيب المذكور حتى يكون عبرة لأمثاله الذين يدعون أنهم أطباء لكنهم في حقيقة الأمر بعيدون كل البعد عن هذه  المهنة النبيلة وعن الأخلاق النبيلة ورحابة الصدر التي من المفروض أن يتحلى بها الطبيب لدى مباشرته لعمله لكن وللأسف الشديد رغم كل الشكاوى والمطالب التي تقدمت بها لسلطة الإشراف وللقضاء إلا أن الطبيب عديم الرحمة والإنسانية لا يزال يباشر مهنته بمستشفى سهلول وكان شيئا لم يكن بعد أن عمد إلى إخفاء الملف الطبي الذي يؤكد إدانته الثابتة أصلا من خلال قرار ختم البحث المذكور آنفا وتتساءل أم محمد كريم التي لم تتوقف عن البكاء منذ التقيناها إلى متى سيبقى هذا الطبيب فوق القانون وهل كونه طبيب يعني انه لا يحاسب ؟!


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire