samedi 16 novembre 2013

الحوار الوطني رديف الحوار البيزنطي





 


يذكرني الحوار الوطني الذي تعطل منذ حوالي أسبوعين بذلك الذي جرى في بيزنطة وأدى إلى أفول دولة بشعبها بعد فشل حوارهم والذي دار حول طبيعة السيد المسيح أكانت الطبيعة الإلهية للسيد المسيح تسبق الطبيعة الإنسانية أم آن الطبيعة الإنسانية تسبق الطبيعة الإلهية أم روح القداسة سابقة الاثنين ودخل البزنطيون في حرب أهلية كان رجال الدين قادتها ولكل منهم أتباعه ومريدوه ومليشياته تقاتل لحسابه و في الأثناء  حطت قبيلة عثمان آل طغرل رحالها  على مشارف بيزنطة وكان مسعاها ومبتغاها المرعى لا غير.
 إلا أنها وجدت الفرصة سانحة للتقدم على حساب الدولة البيزنطية وبدأت تقضم الأرض وتطويها خلفها طيا وظل  البيزنطيون مازالوا منشغلين في حربهم الأهلية حول طبيعة السيد المسيح حتى وصلت القوات العثمانية إلى أسوار القسطنطينية (اسطنبول) هذه المدينة التي عجز مسلمة بن عبد الملك عدة مرات عن  دكها حيث تمكن محمد الفاتح من فتح  أسوار المدينة واقتحامها ... هذا هو الثالوث المقدس الذي أدى إلى انهيار بيزنطة.
ونحن اليوم أمام ثالوث المسارات التونسية أيهما أكثر قدسية ؟ لا ندري ؟ لكن ما نعلمه هو آن البلاد مفتوحة على كل الاحتمالات.


ونحن اليوم  وإن كنا نعيش على حقيقة  الأمر الواقع التي تريد النهضة آن تفرضها  علينا معتقدة آن الأمور قد دالت إليها نهائيا والنهضة كالسيل العارم تجرف كل ما بطريقها دونما  احترام للقوانين ولا للمواثيق ولا للعهود فكيف سيتم تحديد خارطة الطريق في ظل أجواء  كهذه ؟  ومما يزيد من مخاوفنا أن  نجد رئيس حكومة لا يحترم مواعيده ذلك أن السمة الأساسية لأي دكتاتور هو عدم احترامه للمواعيد كان موسيليني لا يحترم مواعيده قصدا لأنه حسب رأيه بأنه يمثل التاريخ بكل أزمنته الماضي والحاضر والمستقبل ومحظوظ من كحل عينيه برؤية القائد رؤية مباشرة.
نحن اليوم لسنا في حاجة لرجل دولة بل نحن بحاجة إلى دولة القانون والمؤسسات لا كتلك التي صدع المخلوع بها رؤوسنا ويبدو آن علي العريض مازال يعيش في الماضي السحيق لان زمن الأنظمة الشمولية والقائد الملهم قد ولى بدون رجعة.
فنحن اليوم في عصر ما بعد الحداثة عصر الاتصالات والسموات المفتوحة ومن يعمل على إنتاج نظام مركزي شبيه بذلك الذي كان ولربما أسوء فهو ليس جادا في أي حوار لان الديمقراطية لا تتماشى والمركزية فالديمقراطية في جوهرها هي اللامركزية حتى تتحقق التنمية .
ففي الدول الغربية من الصعب آن تلاحظ أي فرق بين العاصمة وباقي المدن وكل مدن الغرب قابلة آن تتحول إلى عاصمة في أي وقت وهذا الأمر لا يتم في ظل هكذا وضع وبالتالي سنبقى خارج عالم التنمية بل والأسوأ هناك دول عربية وأجنبية أهون عليها انتشار السلاح النووي من انتشار الديمقراطية لان الديمقراطية هي السلاح الذي به نواجه التخلف والتبعية لكن للأسف هذه الأمور لا تخفى على احد فهناك تتماهى أفكار النهضة أو الترويكا مع أفكار الأجنبي وتسعى لإجهاض الثورة وإفراغها من محتواها وفي حال فشلت النهضة في بناء نظام ديكتاتوري قد يؤدي الأمر لا سمح الله إلى حرب أهلية وليس هناك شعب في العالم في منأى عن العنف إذا تهيأت أسبابه والغرض من الاقتتال الأهلي حتى لا يفكر احد في الديموقراطية وتصبح أولوية الأمن على حساب الحرية لأنه وللقضاء على هذا الحراك العربي الذي أدى إلى قتل عشرات الآلاف والقائمة مازالت مفتوحة ترى بعض الدول الأجنبية لوقف هذا الحراك لا بد من إجهاض الثورة لذا أقول : آنالحوار التونسي والبيزنطي لا فرق بينهما وقد يؤديان إلى نفس المهالك وان بنتائج مختلفة في حال لم يكن هناك نوايا جادة في إيجاد مخرج.
ومن يدري قد يأتي اليوم الذي يتندر فيه المتندرون بالحوار التونسي ويصبح رديفا للحوار البيزنطي وما يدل على حظ الشعب العاثر كلما كسر قيدا إلا ووجد خلفه قيودا وكان الشابي قد قصد شعبا غير الشعب التونسي لا وجود له إلا في مخيلته أي في عالم افتراضي والخوف كل الخوف لا من طبيعة المسارات فحسب بل من إن تقدم النهضة على مفاجأة مثل سن قوانين خبيثة تدفع المعارضة إلى مقاطعة الانتخابات حينها تكون المعارضة قد ساهمت في إعادة إنتاج دكتاتورية جديدة وتكون بذلك الأمور قد دالت للنهضة نهائيا.



جبران العكرمي 

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire