نراهم
يتحاورون ولا يتكلمون ، يقولون ما لا يفعلون ويفعلون ما لا يقولون ، يجتمعون
على وفاق ويفترقون على نفاق لا همّ لهم إلا تدمير البلاد ولا غاية تحركهم
إلا رهن العباد جاعلين نهار التونسيين غمّا وليلهم همّا بعد أن أصبحت قفافهم
خفيفة الوزن لا تغني ولا تسمن من جوع ثقيلة التكلفة لا تكفها مرتبات
ولا منح ، وبعد أن غزتنا الامراض والاوبئة وأخشى ما نخشاه أن يصيبنا جنون البقر
بعد صفقة العجول البرازيلية ، ولا ترانا هنا في حاجة إلى القول إن المقدرة
الشرائية للمواطن التونسي قد تدهورت تدهورا لم تشهد له بلادنا
مثيلا حتى في أحلك الفترات وأعسرها بقدرنا ما ترانا في حاجة إلى التأكيد على أن
استمرار حكومة الاخوان في تعنتها وصلفها وفي اتباع حوار الطرشان سيجعلنا
أيامنا كوالح وليالينا عوابس .
لقد أصبح الاقتصاد
على شفا حفرة من الانهيار بعد أن انزلق الدينار وتضاعفت المعالم الجمركية مرات
ومرات وزادت أسعار المحروقات وغابت السيولة عن البنوك الوطنية الثلاثة التي يراد
تخريبها لبيعها في سوق النخاسة للترك والقطريين ذلك أنه و على مدار سنتين لم يترك
سدنة النهضة ثروة وطنية إلا وفرطوا فيها بالبيع أو الهدية يبيعون ما لا
يملكون ويهدون لمن لا يستحقون..لقد باعوا الشركات الوطنية تباعا لأعداء الوطن من
الداخل (تونيزيانا واتصالات تونس و...) ومن الخارج (شركة " ماتال"
للاتصالات بموريتانيا) بأرخص الثمن ولم يودعوا أموالها بصندوق الودائع
بل بددوها على الهوى وأعطوا آلاف الهكتارات وأخصب الضيعات لذوي القربى ورفّعوا في
ميزانية الرئاسة ليلتهم المرزوقي ربع مليار في اليوم الواحد تذهب منها 4 آلاف
دينار معدل مصاريف يومية لسفرياته ورحلاته السياحية خارج البلد ، واستوردوا قطعان
الماشية المريضة ووردوا المواد الغذائية التالفة واغرقوا البلاد بالأسلحة والمتفجرات
وتركوا البلاد مرتعا للإرهابيين يشقونها طولا وعرضا يقتلون أبناءنا ويزرعون الخوف
في أطفالنا وبعد القبض عليهم يطلقون سراحهم ويعيدونهم للميدان ... لقد صدعوا
رؤوسنا وحولوا اقتصادنا إلى فوضى خلاقة وقلبوا حياتنا إلى جحيم ... لقد وعدوا
باحترام سنة حكم كافية لإعداد كتيب من 35 صفحة لكنهم اخلفوا الوعد ومددوا الآجال
ومططوا الشرعية في احتقار لحرية شعب ائتمنهم واعتقد أنهم الحل لكنهم غدروا ومكروا
وانقلبوا معتقدين آن الشعب التونسي ساذج وغبي سيمهلهم فترات أخرى لانجاز الكتيب
الموعود النائب يكلف يلهف يوميا ألف دينار أو مجموع مرتبات شهرية لأربعة رجال شداد
...والمرزوقي يبدد ربع مليار في اليوم الواحد أو مجموع المرتبات الشهرية ل 1000
عامل كادح والمرزوقي نفسه يخصص في اليوم 4 آلاف دينار لتغطية سفراته ورحلاته خارج
البلاد ... لا عجب إذا كانت الترويكا تتعامل مع البلاد بمنطق الغنيمة ..
يبدو
أن حركة النهبة لم تفهم الدرس بعد على بساطته فقد وضعت أصابعها في آذانها
حذر الحوار ، وتمادت في التلاعب باقتصاد البلاد وأسرفت في عمليات
انتدابات كلها مبنية على المحاباة والولاءات والرشاوى وهي بذلك إنما
تسعى إلى إعادة البلاد إلى ما قبل العصور الحجرية ، فهل ستتخلى حركة النكبة عن
الحكم الذي بان بالكاشف أنها تنوء بحمله ولا تستطيع له قيادة ولا ريادة أم أنها
ستواصل في سياسة ليّ الذراع والهروب إلى الأمام ضاربة بعرض الحائط كل مبادرة تسعى
إلى إنقاذ ما يجب إنقاذه ربما لاعتقادها بأن الشعب لن يثور من جديد وهو الذي حكمه
المخلوع طيلة عقود بالحديد ؟؟؟
مهما
يكن من امر الإجابة التي ستتكفل بها الأيام القادمة فاعتقادنا راسخ أن
الأوضاع في تونس ليست سوى الهدوء الذي ينذر بعاصفة هوجاء لا تبقي ولا
تذر؟؟
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire