على اعتبار ضيق المساحة
الصحفية التي منعت تتمة الحوار الصحفي الذي أجرته الثورة نيوز مع
منال الاسكندراني كان لابد من باب الأمانة الصحفية أن نواصل فيه مع
التعريج على بعض النقاط التي أتى عليها الحوار السابق و التي خصت بالذكر
كلاّ من حامد القروي و الباجي القايد السبسي و للتوضيح فقط حتى
لا يضيع المعنى و لا يفهم و يؤول بطريقة قاسية أن محاورنا لن و لم يكن يريد
البتة الإساءة الى الشخصيتين المذكورتين و لم يكن ليطعن في قيمتهما السياسية و ما
قدماه للبلاد بل وقف على تجربتهما الثرية و تعلم منهما و فهم منهما نواميس العمل
السياسي و تمعّن في وجهات نظريهما وهو يكن لهما كل التقدير و الاحترام
و يؤمن أنهما من كبار الساسة في البلاد وما تم ذكره لا يعدو أن يكون دعابة
سياسية تحمل على معنى الهزل السياسي لا الجدّ …مع الذكر انه ذكر فيما ذكر أن كل من
الباجي قايد السبسي و حامد القروي و غيرهما قدما للبلاد خدمات جليلة لابد من
التنويه بها حتى و إن كانت على فرض أنّها ضئيلة و قوام النقد البنّاء أن يتم ذكر
الأخطاء و الإنجازات على قدم المساواة و السواء ..
و قبل أن نواصل طرح بعض
الأسئلة التي لم نأت عليها سابقا كان لزاما أن نؤكد أن الحوار الذي أدلى
به منار الاسكندراني للثورة كان له صدى واسعا لدى الأوساط السياسية و
خلف ردود فعل متباينة ..و قد نعود إلى نفس الشخصية (منارالاسكندراني) في حوار ثان
في قادم الإعداد و بأسئلة مختلفة و متنوعة لطرق زوايا أخرى و الباب مفتوح أمام كل
القراء لطرح التساؤلات التي تؤرّقهم ليكون عملنا الإعلامي تفاعليّا…و فيما
يلي تتمّة لبقية الحوار و تسليط للضّوء على بعض النقاط التي لم نتطرّق إليها و
المسائل الحادثة :
س: بعد عودة التصدع من جديد بين
الترويكا الحاكمة و المعارضة و اتحاد الشغل إبان الندوة الصحفية للرباعي الراعي
للحوار …كيف تقرأ واقع البلاد الحالي ؟
ج : في كل
الحالات واقع البلاد منذ مدة هو واقع رديء خاصة و أن الحالة السياسية في
البلاد لم تأخذ مجراها الصحيح و السليم و الذي لا بد أن تكون أولى لبناته –
بعد فترة الديكتاتورية- التدرب على الانتقال الديمقراطي و تدريب أنفسنا و استيعاب
المفاهيم التي عسر علينا فهمها من الأمور الشاقّة… كما أننا نحتاج الى حزمة من
المفاهيم الجديدة التي تمكننا من التعامل السياسي… فضلا عن استفحال أزمة الثقة بين
الفرقاء السياسيين … و كان لزاما على الحكومة منذ أوّل يوم انتصبت فيه و حظيت
بموافقة التأسيسي أن تكون حكومة تسيير أعمال لها مهمتان الاولى الأمنية على اعتبار
أنّ الثورة تخلف وراءها فوضى و المهمة الثانية اقتصادية بمعنى المحافظة على
السياسة الاقتصادية للبلاد …لكنها اخطأت المنحى فتفاقمت عليها الأزمات…شخصيا
يحدوني أمل في الوصول إلى توافق
س:
بوصفكم فاعلا في المشهد السياسي ما هو الحل الأمثل و العاجل الذي تقدمونه ؟
ج: ما
أقترحه أن تتمّ الانتخابات بأكبر سرعة ممكنة … و ما أراه مجديا فعلا هو أن نأتي
بشخصيات وطنية على مستوى الرئاستين الدولة و الحكومة لمدة قصيرة و كذلك
تغيير رئيس المجلس التأسيسي …أو على الأقل الإبقاء على الرئاسات شريطة أن يعلن
رئيس الحكومة استقالته من النهضة و يحيط نفسه بثلاث لجان : أمنية و
اقتصادية و لجنة خاصة بهياكل المجتمع المدني و المنظمات و الأحزاب
أمّا الحل الثالث و قد يكون مجديا غير أني أعتقد أنه صعب المنال هو أن
يتوحدالإسلاميون و الدساترة …
س: في
قراءة نقدية صريحة اين يكمن الخلل بالتحديد في الحكومة الحالية و ما هي
الأخطاء الفادحة التي ارتكبتها ؟
ج: هناك
قضايا موضوعية لم يقع التطرق اليها لا من الحكومة و لا من المعارضة … و نقطة مهمة
لا بدّ من الإتيان عليها أن بن علي خلف بخروجه فراغا سياسيا …و بالتالي فإن الثورة
أقصت جلّ السياسيين… و من الطبيعي أن تكون الحكومة ضعيفة سياسيا أمام المشاكل التي
تتالت عليها …و من الأخطاء الكبرى عدم الاقتداء بحكومة توافق وطني منذ البداية
لأنّ المرحلة تتطلّب الوحدة … و أداء الحكومة في الحقيقة دون المتوسط على
اعتبار أنّ المسؤوليات التي أوكلت لبعض الأشخاص لم تكن مدروسة
س: كنتم
تحدثتم عن الحكومة و كذا المجلس التأسيسي و نقدتم اداءهما و لكنكم لم تبدوا أيّ
موقف من المعارضة و رئاسة الجمهورية ؟ فهل معنى ذلك أنّكم راضون عن أدائهما؟
ج: المعارضة
دائمة التشدق دون فائدة و لا أظن أنّ وراءها من ينفعها…و الرئاسة وقعت في أخطاء
موضوعية أكثر منها ذاتية و كان من الممكن أن تقدم أكثر مما قدمته
س:
بصراحة هل هناك من داخل حركة النهضة من أصبح يمثل عبئا ثقيلا على الحركة … و هل
الحركة مطالبة اليوم بضخ دماء جديدة و القيام بتغيير في داخلها ؟
ج: لن
أقدرعلى الاجابة عن هذا السؤال بصراحة لأنه لم يعد ذلك من حقي اليوم بعد أن
قدمت استقالتي …غير أني أعتقد أنّ الحركة الإسلامية لم تسطع أن تفرّق بين
الحراك الإسلامي و الحراك الحزبي السياسي… و الذي يفقه في الدعوة أكثر من السياسة
أصبح يمثل عبئا على الحركة و على السياسة..ضخ دماء جديدة هو مطلوب في الحكومة و
الحركة و التعويل على سواعد الشباب …و كما أظن أنّ النهضة سائرة نحو الانقسام إلى
3 مفاصل : الأوّل يعنى بالتصور الدعوي و الثاني التصور الجمعياتي و الثالث التصور
الحزبي
س: هل
تنوون الترشح لرئاسة الجمهورية ؟
ج: في هذه
المدة لا… و لكن في يوم ما نعم
س: و
بحكم أنكم من رجال الأعمال و لكم علاقات كبرى في عديد البلدان لم نسمع عنكم أنكم
ساهمتم و لو بنزر يسير في استقطاب المستثمرين أو قمتم بمبادرة لبعث مشاريع
في تونس؟
ج: هذا ليس
بصحيح و لما كنت مستشارا في وزارة الخارجية قمت ببعض المحاولات …و ما زلت أحاول و
لكن الوضع السياسي في تونس لا يشجع المستثمرين …و لتطمئن فأنا سألعب دورا كبيرا في
هذا المجال إذ أنوي فتح أربعة مشاريع في تونس
س:
الحركة الدستورية وهي الحزب الجديد لحامد القروي هل ترى فيه جدوى اليوم ؟ و هل
تعتقد أنّ الحركة الدستورية هي مبادرة لقصم ظهر حزب الباجي ؟
ج: الحزب
الجديد الحركة الدستورية أرى فيه جدوى لأن الدساترة جميعهم لا يمكن جمعهم في حزب
واحد..و الدساترة هم متلونون.. كما لا أظن أن الحركة الدستورية ستقصم ظهر حزب نداء
تونس بقدرما أعتقد أنّ الباجي لا يمثل الدساترة فيما يؤكد القروي على التواصل
الدستوري …و حسبي إنّ الحركة الدستورية مختلفة تماما عن نداء تونس
س: فضائح
الوزراء تعددت على غرار الفضيحة الأخيرة لسهام بادي مع الصحفي مقداد الماجري
؟ ألا يتراءى لك أن الوزراء بدورهم ساهموا في الحط من هيبة الدولة ؟
ج:أنا لا
أرى جدوى من الاهتمام بالحياة الشخصية …التي ليست لها علاقة بالأداء …وهو أمر خاص
لا أريد ان أخوض فيه …هيبة الدولة لا تقاس بالفضائح …كما لابد من التنويه إنه على
السياسي الانتباه أكثر إلى المجتمع و تحسس مدى قبوله لبعض ما يبدر منه
س:من
تلوم؟ و من تشكر ؟ و من تعاتب ؟ في خاتمة الحديث ؟
ج: ألوم من
يريد أن يعيش وحده في البلد وفق قاعدة “اش يا ذبانة ما فمة في الدنيا كان أنا”و
الذي يزعم إنّه القادر على حلّ المشاكل تونس بعد 14 جانفي ..فهذا ألومه و
أعاتبه أيضا و أرجوه أن يغيّر من رؤيته…و شكري أوجّهه إلى كلّ الشباب و
العقلاء و الصحفيين الذين طلّقوا بيت الطاعة و تحرروا من القيود كما أشكر الجيش …
و مطالبتي اليوم أن ننساق وراء مصالحة وطنية شاملة و ذلك في رأيي الحل الأمثل
حوار : محمد الحاج منصور
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire