vendredi 26 juillet 2013

عيد الجمهورية : لا أعيادنا أعياد … ولا أفراحنا أفراح...




لا يحتاج المواطن في تونس إلى كبير عناء حتى يدرك أن حركة النهضة ومنذ انتخابات 23 أكتوبر 2011 قد تنكرت للأعياد التونسية ولا سيما ما كان  لها علاقة مباشرة بالتحرر والنضال وقيم الجمهورية والمواطنة والمدنية . بل  تجاوز الأمر  حدود التنكر  والصمت ، فحاولت هذه الحركة ومن خلال وقائع عديدة   طمس الأعياد الخالدة  بشتى الطرق علّها تنجح في  إرساء حكم بديل  قوامه الاستبداد  تحت غطاء ديني  لا يؤمن بالديمقراطية ولا يقيم  وزنا  لذكرى عيد من الأعياد التي من  أجلها ضحّى أسلافنا بالنفس والنفيس .
ففي ذكرى أيام الاحتفال بأعياد  الاستقلال والجلاء والجمهورية،  ومنذ وصول حركة النهضة إلى سدة الحكم  ، لا أعلام  ترفرف فوق  بلادنا… ولا أفراح  تحول أحزاننا بهجة  حبورا …ولا أناشيد…ولا زغاريد …بل أعلام منكسة… ووجوه  عليها غبرة  ترهقها قترة….وشوارع تكاد لقلة رائديها توحي بأن خطبا جللا قد حل بها فحوّل نعيمها جحيما …. تمرّ هذه الأعياد في صمت رهيب وكأنها أجنبية عن ديارنا دخيلة على تاريخنا والحال أن كل ذكرى ترتبط بمخزون تاريخي تونسي صنعه رجال بررة فيهم من استشهد في سبيل الله والوطن وفيهم من ينتظر نحبه وما بدلوا تبديلا .


ولم يكتف المتاجرون بالدين بتهميش هذه الأعياد بل قاموا ببعض المحاولات الرمزية البائسة كتنكيس العلم التونسي  أو تمزيقه فلاقوا صدّا عنيفا من قبل فئات المجتمع التونسي على اختلاف مرجعياتهم الحزبية والثقافية والأخلاقية .

ولعل أغرب يلاحظه المرء  خلال هذه المناسبات  تلك التصريحات الحاقدة العمياء المضللة البتراء  التي تصدر عن قادة حركة النهضة ولا سيما عن الشيخ راشد الغنوشي لتشوه زعماء تونس وقادتها وعلى رأسهم الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة …وتذهب هذه التصريحات أحيانا مذاهب بعيدة في شطحاتها فتكفرّ  المحتفين بهذه الأعياد المؤمنين براية العلم التونسي ؟؟؟


بعد الثورة  ودّ الذين في قلوبهم  مرض  أن تمحى هذه الأعياد وتطمس معالمها  مع الأيام فلم يفلحوا في ذلك  إلا قليلا بل باءت أعمالهم بخسران مبين لأنه غاب  عنهم  أن مثل هذه الأعياد  إنما هي  مناسبات مزروعة  في نفوس التونسيين منقوشة في ذاكرتهم مثل النقش في الحجر …


كما غاب عنهم أن التونسيين الذين ثاروا على الرئيس المخلوع لما تنكر  لمبادئ الدولة الديمقراطية ولقيم الجمهورية التي بشرّبها في بداية حكمه قادرون  على التصدي لكل محاولات التغريب التي تستهدف ذاكرتهم الجماعية ، فهل ستستوعب حركة النهضة الدرس على بساطته ؟؟

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire